فلسطينيو سوريا يحملون مفاتيح حيفا.. واليرموك

منذ 9 سنوات   شارك:

 يحمل الفلسطيني في الذكرى الـ67 للنكبة مفاتيح أجداده في الأراضي المحتلة، ويحمل معه مفاتيح آبائه في مخيمات اللجوء في سوريا. وبين النكبة والأزمة، تغيّرت الصفات من نازح إلى لاجئ، ودخلت معظم الفصائل في نار المعارك، لتصبح القضية الفلسطينية في وضع يهدّد حقها وعدالتها.

سنة 1948 هجّر إلى سوريا حوالي 85 ألف فلسطيني، أكثريتهم من منطقة الجليل، لتستمر عملية التهجير لسنوات متتالية من فلسطين ودول عربية عدّة بسبب ظروف مختلفة، مثل الحرب الأهلية في لبنان، والمواجهة بين الأردن والمنظمات الفلسطينية.

وأعلنت وكالة «الاونروا» في كانون الثاني العام 2012، أن عدد اللاجئين المسجّلين لديها يبلغ حوالي 510 آلاف فلسطيني في سوريا، وهو عدد غير نهائي، فهناك أشخاص غير مسجلين لدى الوكالة، ليقدر العدد الحقيقي بحوالي 600 ألف لاجئ، موزعين على مختلف المحافظات السورية، حيث تعتبر دمشق وريفها الأكثر تجمّعاً للاجئين الذي يتجاوز نصف عددهم الإجمالي.

وفي سوريا 13 مخيماً تتبع للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، و14 تجمّعاً تسهر البلديات على شؤونها. ويتوزّع اللاجئون في دمشق على أحياء عدة، مثل ركن الدين والقابون وبرزة وحي الأمين، بالإضافة إلى تواجدهم في ريف العاصمة مثل دوما وجوبر وزملكا.

والعلاقة الإدارية للفلسطينيين في سوريا تكون ضمن جهتين، الأولى هي الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب التابعة إلى رئاسة الحكومة السورية عبر وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والثانية هي الأمم المتحدة عبر «الاونروا».

وأصبح اللاجئ الفلسطيني جزءاً من الحرب السورية، بإرادته أو رغماً عنه، فبدأت عملية نزوح من المناطق الساخنة التي تتواجد فيها مخيمات وتجمّعات فلسطينية، إن كان نحو المدن السورية، أو خارج البلاد، حيث كانت الوجهة الأساسية إلى لبنان والأردن، أو ضمن تسهيلات للهجرة إلى أوروبا.

وأدّت الحرب إلى تغيير ديموغرافي، فهناك مخيمات نزح جميع سكانها، مثل درعا والغوطة الشرقية وسبينة، ومخيمات نزح جزء من سكانها مثل اليرموك والسيدة زينب، وأخرى تحافظ على استقرار نسبي مثل جرمانا وخان دنون.

وبحسب أرقام وكالة «الأونروا»، فإن عدد النازحين داخل سوريا يقارب الـ 270 ألف لاجئ، موزعين على مدن مختلفة مثل دمشق وحماه واللاذقية. أما خارج سوريا فتقدر الأرقام بأن عددهم في الأردن 10 آلاف لاجئ، وفي لبنان أكثر من 50 ألف لاجئ.

ويعبر مصدر فلسطيني لـ «السفير» عن تخوّفه من عملية توطين للفلسطينيين خارج سوريا، فيشير إلى أن مخيم اليرموك يمثّل عاصمة الشتات الفلسطيني، وأي دولة في العالم، عندما تهدّد عاصمتها، يتهدّد وجودها، والمخيم يمثل هذه الرمزية بالنسبة إلى الفلسطينيين.

ويعتبر أن التخوّف من عملية التوطين يشمل السوريين والفلسطينيين الذي خرجوا من سوريا نتيجة الأزمة. وقال إن «الدول المانحة تقدم الدعم المالي الكبير للمنظمات التي تهتم بشؤون اللاجئين السوريين، مثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، في حين يتمّ التغاضي عن حاجات الاونروا، وهو ما يعطي تفسيراً سياسياً بأنهم يعملون على تمكين السوريين للبقاء خارج أراضيهم».

وانقسمت الفصائل الفلسطينية بشأن الأزمة السورية، حيث أعلنت الجبهة الشعبية – القيادة العامة وحركة فتح الانتفاضة تأييدهما للحكومة السورية، وحماس أعلنت معارضتها للنظام وسحبت قيادتها خارج سوريا، فيما التزمت حركة الجهاد الإسلامي الحياد.

وعلى المستوى العسكري، قاتلت الجبهة الشعبية إلى جانب الجيش السوري في مخيم اليرموك، وقد أعلنت، منذ سنتين، تشكيل لجان لحماية المخيم من المجموعات المسلحة المتواجدة في المناطق المتاخمة له مثل الحجر الأسود. كما قاتلت مجموعة «لواء القدس - فدائيو الجيش السوري» في حلب، وغالبية عناصرها من مخيم النيرب.

وعلى الطرف المقابل كانت مجموعة «أكناف بيت المقدس» في الطرف المعارض، وهي تعتبر من الأجنحة العسكرية التابعة لحركة حماس، التي ظهرت في أحداث المخيم الأخيرة، حين أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» دخوله المخيم. وقد اتهمت الحركة بدعم المجموعات المسلحة، تدريباً وعتاداً، وكان آخرها التقرير التلفزيوني على قناة «أورينت» المعارضة، حين تحدّث، بحسب التقرير، أحد المسلحين في ريف إدلب عن استعانتهم في حفر الأنفاق بخبرة ما أسماهم «مجاهدي غزة» عن طريق مراسلتهم بمقاطع فيديو حول كيفية المحافظة على منع تصدّع الأنفاق.

ويشير مصدر فلسطيني إلى أن الأسماء تختلف من «جبهة النصرة» أو «داعش» ولكن الهدف واحد، فدخول «داعش» كان من جهة مستشفى فلسطين وشارع الـ15، بتسهيل من عناصر «النصرة». ويعتبر أن الأسماء تعبر عن ارتباط هذه المجموعات بمموّلها الإقليمي، مثل قطر والسعودية، كما أن تبدّل الأسماء لا يعني تبدّل الأشخاص، فمن كان في «جبهة النصرة» هو ذاته في «داعش»، موضحاً أن المعارك الأساسية والاغتيالات كانت بين «أكناف بيت المقدس» و «داعش» هي كانت الشرارة الأساسية لتدهور الأوضاع الأخيرة.

«كبرنا. كم كبرنا، والطريق إلى السماء طويلة». بهذه الكلمات يكتب الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش عن نكبة فلسطين، كأن نزوح اللاجئين يجعل طريق القدس أطول مما كانت عليه، لتصبح طرقات العودة لدى الفلسطيني متعددة من مخيم اليرموك والنيرب إلى حيفا وصفد.

المصدر: السفير



السابق

«الأونروا»: لن نستطيع إعمار غزة إذا لم تتغير آلية إدخال المواد

التالي

اليرموك: حصار متواصل واللاجئون يواجهون الموت


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

محمود كلّم

42 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا !!!

من الصعب على الذاكرة بعد مرور 42 عاماً على المجزرة، استرجاع أدق التفاصيل التي تبدو ضرورية لإعادة تقييم مجريات الأحداث، والخروج مع … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون