مزارعو المناطق الحدودية بغزة يقطفون الثمار مبكراً

منذ 10 سنوات   شارك:

 مكرهاً وكاتماً غيظه يحصد المزارع الفلسطيني إياد قديح (42 عاماً) محصول القمح والشعير، من أرضه الواقعة أقصى الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، خشية إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تدمير المحصول بوسائل مختلفة مثلما فعل قبل سنوات.

ويتعمد الاحتلال بين الحين والآخر تجريف المحاصيل الزراعية على طول الحدود الشرقية للقطاع، أو إحراقها عبر إطلاق القذائف عليها، فضلاً عن قيام طائرات إسرائيلية صغيرة الحجم برش مبيدات كيميائية تُجفف الزرع ثم تحرقه، الأمر الذي يكبد المزارعين خسائر مالية كبيرة تفوق طاقتهم.

وقال قديح لـ "العربي الجديد" إنه بدأ منذ أيام بجني محصول القمح والشعير، رغم أن دورة

زراعتهما التي تصل لقرابة ستة أشهر لم تكتمل بعد، ولكن الخشية من إلقاء الاحتلال قنابل دخانية حارقة على أرضه التي تبعد عن الحدود نحو 400 متر، مثلما حدث في الأعوام الثلاثة الماضية، دفعه لذلك.

ويوضح المزارع قديح، الذي تبلغ مساحة أرضه ثمانية دونمات، أن جني المحصول قبل موعده، سيضعف من جودته النهائية، الأمر الذي يكبده خسائر مالية تتجاوز أكثر من (1200 دولار)، وسترتفع الخسائر إذا لم يحظ المحصول بإقبال التجار والمواطنين على الشراء.

وناشد قديح المؤسسات الدولية بالتدخل لحمايتهم من بطش الاحتلال وتعويضهم عن خسائرهم المتراكمة منذ سنوات، مبيناً أن مشاركة بعض المتضامنين الأجانب أو أعضاء الصليب الأحمر في عملية الحصاد سيوفر لهم الحماية، وبالتالي سيتأجل الحصاد لبضعة أيام لحين نضوج الزرع كلياً.

عوامل الخوف التي دفعت قديح إلى جني القمح قبل موعده بنحو 34 يوماً، هي ذاتها التي أجبرت المزارع عمار النجار على تشغيل عدد من العمال الشباب معه، لمساعدته في حصد محصول العدس والكوسا والقمح، من أرضه التي تبلغ مساحتها تسعة دونمات، خلال أقصر مدة زمنية ممكنة.

وقال النجار (38عاماً) لـ "العربي الجديد" إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد حرق الأراضي الزراعية الحدودية أو التوغل فيها بالدبابات والجرافات لتدميرها، قبل موعد الحصاد بأيام قليلة، بهدف رفع تكلفة الخسائر المالية وضرب الموسم الزراعي بشكل كامل.

وبين أن المزارع هو المتضرر الأكبر من سياسات الاحتلال الهمجية ولكنه ليس الوحيد، حيث يتضرر التاجر التي يعتمد على المزارع في البيع والشراء، وكذلك المواطن الذي يُجبر على شراء البضائع الناجية من الدمار بسعر أكبر من المعتاد، في ظل تردي الظروف الاقتصادية لسكان غزة.

وأشار النجار إلى أن الخشية من تدمير الاحتلال للمحصول تبقى حاضرة في قلب المزارع حتى بعد إتمام الحصد، بسبب احتمال قصف الاحتلال للمكان الذي يُجمع به المحصول، الأمر الذي يجبر المزارع على نقله داخل الأحياء السكنية عبر عربات تجرها الدواب.

بدوره، قال مدير دائرة الزراعة في خان يونس، كمال العقيل، إن "الاحتلال يهدف من وراء الاستهدافات المتكررة للمزارعين على طول المناطق الحدودية، إلى ترسيخ مفهوم المنطقة العازلة التي تقتحم الحدود الشرقية للقطاع بعمق يصل لـ 500 متر، وفي مناطق أخرى تتجاوز مسافة كيلومتر مربع".

وأضاف العقيل لـ "العربي الجديد" أن الأراضي الزراعية الحدودية تعد مصدر الدخل المالي

الوحيد لمئات العائلات الغزية، لذا يخاطرون بحياتهم من أجل الوصول لها بدلاً من طلب المعونة أو الغرق أكثر في مستنقع الفقر، مشددا على أن المنطقة لا تشكل أي تهديد أمني للاحتلال بسبب انكشافها أمام أبراج المراقبة.

ويواجه المزارعون في المناطق الحدودية لقطاع غزة عدة تحديات أبرزها، تهديد الاحتلال لحياتهم بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر ومتعمد، إضافة إلى تدميره شبكات الري وآبار المياه، فضلاً عن غياب البنية التحتية التي تسهل عمليات تنقل المزارعين.

وقالت مديرية الزراعة في مدينة خان يونس، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنّ الاحتلال الإسرائيلي تعمد رش مبيدات أعشاب على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية التي تبعد نحو 300 - 500 متر، ليجعل من الشريط الحدودي منطقة قاحلة لا زرع فيها، بما يلبي أهدافا خاصة به.

وظهرت أضرار المبيدات، وقتها، بعد نحو ثلاثة أيام من الرش، وبدأت التأثيرات، الأكثر وضوحاً، تظهر في الأراضي الزراعية الحدودية في مدنية خانيونس، والتي تقدر بنحو 500 دونم.

(الدونم يساوي ألف متر)

المصدر: العربي الجديد



السابق

نسبة فلسطينيو سورية في الأردن تتراجع إلى 10.6 آلاف

التالي

قبل أيام من ذكرى النكبة.. مسيرة بروكسل للتعريف بفلسطين


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

معين بسيسو... الشاعر الذي مات في المنفى وظلّ صوته في فلسطين

معين بسيسو، الشاعر الفلسطيني، لم يكن مجرد كاتب أو أديب، بل كان ذاكرة حيّة لفلسطين المخنوقة بالحديد والنار. مات في لندن، بعيداً عن … تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير