فتية فلسطينيون.. وهواجس الهوية والعنوان
اختصر أكثر من 150 فتى فلسطينياً من مخيمات لبنان بأعمار تراوح بين 8 و16 سنة، قضايا شعبهم في الشتات بتوصيف للأوضاع التي يعيشونها اجتماعياً وصحياً وتربوياً وللهواجس الأمنية التي تلازمهم، معبرين في الوقت نفسه عما تعنيه لهم الهوية الفلسطينية، وعن تمسكهم بحق العودة الذي اعتبروه «حق حياة»، وذلك ضمن مشروع «هويتي.. عنواني» الذي نظمته جمعية النجدة الاجتماعية الفلسطينية بالشراكة مع Christian aid والحركة الاجتماعية اللبنانية، في مركز معروف سعد الثقافي.
من مخيمات الرشيدية والبرج الشمالي والبص وعين الحلوة والمية ومية ومار الياس وشاتيلا وبرج البراجنة والبداوي والبارد وحتى نازحين من مخيم اليرموك، تلاقوا وترجموا أفكارهم وهواجسهم ومفهومهم للهوية الوطنية الفلسطينية نقاشاً وحواراً، كتابة ورسوماً وأشغالاً يدوية وصولاً الى وضع توصيات. وتم خلال النشاط عرض خلاصة ما تناوله برنامج الهوية الذاتية الذي نفذ على مدى أسبوعين. بعض المشاركين من مخيم عين الحلوة، عبّروا عن قلق حيال ما يشهده المخيم من أحداث أمنية. رسومهم طالبت الجهات المسؤولة في المخيم بالعمل سريعاً لنزع السلاح من المسلحين وجعل المخيم واحة أمان.
وبعض آخر اختار موضوع الفارق بين الهوية الذاتية والهوية الشخصية. يقول باسم سرية (15 عاماً): الهوية الذاتية هي ما نشعر به وهو غير مكتوب وغير مرئي مثل انتمائي للوطن. أما الهوية الشخصية أي البطاقة ذات اللون الأزرق التي تحمل اسمي كلاجئ، فهي بالنسبة لي لتيسير الأمور اليومية لنزوحنا الى حين العودة التي تلغي هذه الهوية لتبقى الأصلية أي الذاتية.
وقدم مشاركون توصيات عن الهوية والتعليم والصحة والبيئة. ورفعت توصية الى اللجنة الأمنية الفلسطينية لتنظيم السلاح وسحبه من المدنيين ومعاقبة من يطلق النار، أياً كان.
وتقول منسقة برنامج التربية والدعم النفسي الاجتماعي في جمعية النجدة الفلسطينية انتصار أبو سالم، أن مشروع الهوية الذاتية الذي يتم بالشراكة بين الجمعية والحركة الاجتماعية اللبنانية، يهدف الى خلق علاقات تواصل ومناصرة بين الفتية في الشتات وفي الداخل الفلسطيني من جهة، والفتية الفلسطينيين واللبنانيين من جهة أخرى.
وتوزع الفتية على خمس مجموعات بحثت في أهم احتياجاتهم وهمومهم. وأخضعت مجموعات من 12 مخيماً في لبنان شارك فيها 80 فتى، للتدريب على تنمية المهارات الجماعية والفردية التي تمكنهم من أن يصبحوا قادة. وعلى هامش المؤتمر أقيم معرض لما انتجه الأطفال المشاركون.
المصدر: المستقبل
أضف تعليق
قواعد المشاركة