أطفال مقدسيون يفقدون عيونهم بسبب الرصاص "الإسفنجي"
أفادت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال–فرع فلسطين بأن الكثير من أطفال القدس المحتلة فقدوا عيونهم بسبب الرصاص "الإسفنجي" الذي تستخدمه شرطة الاحتلال الإسرائيلي بالمدينة.
ورصدت الحركة في بيان صحفي الثلاثاء، عدة حالات لعدد من هؤلاء الأطفال الذين تعرضوا لإصابات في عيونهم، بسبب هذا الرصاص.
وبينت أن الطفل زكريا جولاني (13عامًا) من مخيم شعفاط يحاول التأقلم مع وضعه الصحي الجديد بعد أن فقد عينه اليسرى جراء إصابته بعيار "اسفنجي" أسود اللون، أطلقه عليه شرطي إسرائيلي أثناء عودته من مدرسته إلى المنزل في الحادي والثلاثين من آذار الماضي.
وجولاني هو أول طفل يفقد عينه هذا العام، نتيجة استخدام الأعيرة "الإسفنجية"، وثاني طفل منذ العام الماضي بعد الطفل صالح محمود (11عامًا) من العيسوية، في حين نجت العين اليمنى للطفل محمد عبيد (5 سنوات) من العيسوية الذي خرج بإصابة بالغة جرى على إثرها زراعة "بلاتين" في وجهه مكان العظم المهشم.
وأوضحت الحركة أن جولاني أصيب جولاني بعيار "اسفنجي" أسود، وهو يعتبر أصلب وأخطر من مثيله "الأزرق" الذي بدأت شرطة الاحتلال في القدس باستخدامه خلال العام الماضي.
واستندت الحركة في بيانها إلى تحقيق أجرته صحيفة "هآرتس" العبرية، ومفاده أن "شرطة الاحتلال في القدس بدأت في السنة الأخيرة باستخدام الرصاص الإسفنجي الأسود الذي يحمل الرقم 4557، وهذه الرصاصة تعتبر أثقل وأخطر مقارنة بالرصاصة الزرقاء التي كان يستخدمها الجيش الإسرائيلي في السابق".
ولم يكن حال الطفل صالح محمود بأفضل من جولاني، فقد أصيب هو الآخر بعيار "اسفنجي" أسود في الجهة اليسرى من أنفه، أدى لانفجار عينه اليمنى، وتضرر عينه اليسرى بنسبة كبيرة.
وقال الطفل محمود إنه خرج من منزل عائلته في الحادي عشر من تشرين الثاني عام 2014، لشراء خضار بناءً على طلب والدته، ليتفاجأ بمواجهات بين شبان وجنود الاحتلال بالقرب من المكان الذي قصده.
وأضاف أنه تفاجأ بجنديين كانا على ما يبدو ينصبان كمينًا للشبان، أطلق أحدهما رصاصة "إسفنجية" صوبه لم تصبه، أتبعها برصاصة ثانية من النوع نفسه أصابته في الجهة اليسرى من أنفه، من مسافة تقدر بثلاثة أمتار.
ودخل الطفل في غيبوبة جراء الإصابة استمرت أربعة أيام- حسب إفادته للحركة العالمية، وأجريت له ثلاث عمليات جراحية، إحداها لترميم الكسر في جمجمته وأنفه، والأخيرة جرى فيها استئصال عينه اليمنى التي انفجرت جراء الإصابة، فيما تضررت عينه اليسرى بنسبة 85%- وفق التقارير الطبية.
وفي الرابع والعشرين من كانون أول عام 2014، أصيب الطفل محمد عبيد (5 سنوات) برصاصة "اسفنجية" في عينه اليمنى أطلقت عليه من مسافة 40 مترًا تقريبًا، خلال عودته من مدرسته في قرية العيسوية، وأجريت له عملية جراحية، تم خلالها زراعة بلاتين أسفل العين مكان العظمة التي تهشمت، ومكث في المستشفى 10 أيام.
وفي السياق، بينت نشرة أصدرتها جمعية "حقوق المواطن بإسرائيل" حول هذا النوع من الرصاص أن الإجراء المتعلق باستخدام الرصاص الاسفنجي الأسود (قواعد الاشتباك) سرى مفعوله لدى الشرطة الإسرائيلية منذ 1/1/2015، حيث لم يكن ساريًا خلال الفترة الواقعة بين 7/2014 حتى 12/2014.
وأوضحت أن البعد الأدنى المتاح لاستخدام الرصاص الأزرق (من نوع 632) هو 5 أمتار، بينما البعد الأدنى لاستخدام الرصاص الأسود (من نوع 4557) هو 10 أمتار.
وأضافت أن هذا النوع من الرصاص يمنع استخدامه في حالات عديدة، منها صوب كبار السن، والأولاد، والنساء الحوامل؛ في حين يسمح استخدامه صوب متظاهر واحد فقط، وبعد أن يتم التأكد من هويته بواسطة الشرطي حامل السلاح، ويجب توجيه السلاح نحو القسم الأسفل من الجسد وما إلى ذلك.
وأشارت الجمعية إلى أن الإفادات التي جمعتها تؤكد بالحد الأدنى عدم إتباع "القوات الميدانية" لهذه التعليمات.
المصدر: وكالة صفا
أضف تعليق
قواعد المشاركة