القوارير الفارغة تحقق حلم محامٍ بخوض بحر غزة
كان المحامي الشاب محمد باسم عبيد (25 عاماً)، سعيداً وهو يحاول الوصول إلى مسافةٍ أكثر عمقاً في بحر غزة الذي يحاصره الاحتلال من كل جانب، فيما لم تكن ابتسامته من أجل نزهةٍ معتادة يقضيها مع أصدقائه.
سر السعادة
سعادة الشاب عبيد كان خلفها سرٌّ تخفيه مجاديف قاربه الغريب العجيب الذي صنعه بيديه برفقة أربعة من أقاربه وأصدقائه بموادّ محلية وبسيطة جداً، لافتاً في حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" وهو يخوض البحر بقاربه الملفت المصنوع من القوارير الفارغة، أنه تحقق حلم المحامي بخوض بحر غزة تحدياً للحصار وكسراً لحالة الروتين والملل التي يحياها الكثير من الشباب الغزي في ظل الحصار وإغلاق المعابر وتصاعد معدلات البطالة.
رسالة تحدٍّ
ويوضح عبيد أنهم صنعوا القارب من موادّ محلية بحتة في رسالة لتحدي الاحتلال وكسر الحصار، حيث قاموا بصناعته من هيكلٍ حديدي وعدد كبير من زجاجات المياه الفارغة تجاوزت الألف زجاجة.
ويؤكد الشاب الفلسطيني خريج المحاماة، أن صناعة القارب تمت بجهود فردية بحتة لم يستعن فيها الأصدقاء الخمسة بأيٍّ من الخبراء أو الفنيين، متوجهاً بالشكر لأصدقائه بهاء ومحمود عبيد، وصائب وصامد أبو وطفة الذين ساعدوه بشكل كبير في خروج هذا القارب للنور وإبحاره رسمياً في ميناء غزة.
القارب القاروري
"القارب القاروري" هذا ما أطلقه عليه الناس ونشطاء الفيسبوك لحظة مشاهدتهم لهذا القارب، نظراً لما تشكله "القوارير الفارغة" في تحديد شكل القارب ذي اللون الأخضر.
ويشير عبيد في حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أن تكلفة القارب لم تكن كبيرة؛ حيث لم يتجاوز ثمن إنجازه أكثر من 500 دولار أمريكي، داعياً الشباب والمبادرين إلى القيام بمبادرات مماثلة لكسر الحصار وتحدي الواقع المرير الذي يعيشون فيه.
وحول مدى نجاح القارب بخوض البحر، بين الشاب عبيد وهو صانع القارب وصاحب فكرته، أنه أكثر أماناً من القوارب الأخرى؛ حيث يتمتع بخاصية أمنية عالية المستوى، لكنه نوه أنه من الصعب الدخول فيه إلى عمق البحر نظراً لعمله بالمجداف وخفته.
أضف تعليق
قواعد المشاركة