التراث هو السمة التي تميّز شعباً عن آخر، به تُعرف هويّة الشعب وتاريخه الطّويل. لذلك كان لا بدّ من حماية هذا التراث الإنساني ذات القيمة الاستثنائيّة من الزّوال والفناء، فجاءت الاتفاقية التي أقرّها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في باريس في عام 1972، لتحمي هذا التراث ولتجعل له يوماً عالميّاً يحتفل به العالم في 18 نيسان (أبريل) من كلّ عام.
فكم من حضارةٍ زالت وبقي تراثها الإنساني شاهداً على وجودها، ما يدلُّ على أهميّته في بقاء حضارةٍ ما حتى لو مرّت سنوات طويلة على زوالها. لذلك يسعى أي شعب في العالم خاصّةً تلك الشعوب المسلوبةِ الأرض للتمسُّك بتراثها والدفاع عنه خوفاً من الاستيلاء عليه من قبل المحتل وبالتالي زوالها مع الأيّام.
فالشّعب الفلسطيني يكافح بشكلٍ مستمر محاولات العدوّ الصهيوني سرقة التراث الفلسطينيّ لتطويعه لسطوته، والاستيلاء عليه لإعلان ملكيّته وأحقيته بفلسطين. حيث يسعى الفلسطينيّ إلى نشر تراثه في كافة البلدان المتواجد فيها وإلى تعريف العالم بأن تراثه المعلّق بالثوب الفلسطيني والمطرّزات والمأكولات... شواهد على انتمائه لفلسطين وملكيّته لها.
وكم من أمّ فلسطينيّة أخذت على عاتقها تعليم بناتها التطريز حتى يبقى متوارثاً بين الأجيال الفلسطينيّة، ولا يندثر.. وكم من عرسٍ فلسطينيٍّ كان الثوب التراثيّ والعادات الفلسطينية التراثية في الأعراس تزيّنه وتزيد من رونقه وروعته.
وكثيرةٌ هي المؤسسات التي أخذت على عاتقها الحفاظ على التراث الفلسطينيّ وتقوية علاقة اللاجئ الفلسطيني بالتراث. ومنها مؤسسة فلسطين للتراث «جذور» التي تسعى إلى تحقيق تفاعل جماهيري فلسطينيّ، عربيّ، ودوليّ مع قضيّة التراث الفلسطينيّ.
كما تسعى إلى ترسيخ التراث في أذهان الأجيال للحفاظ على التاريخ الفلسطينيّ. حيث تقدّم المؤسّسة المطرّزات الفلسطينيّة بكافة أشكالها وأنواعها،والحرفيات الفلسطينية الخشبية، وبعض التحف التي ترمز إلى فلسطين ومقدساتها.
«إنّ السّاكت عن الحق شيطان أخرس»، فالحق يستحق أن ندفع أعمارنا لأجله، لأنّ من ينساه ويسكت عن محاولات سرقته هو أخرس المشاعر والإنسانية.
مؤسسة فلسطين للتراث – جذور