وأهالي المخيّم في حراك مستمرّ..

بيروت تحتضن ثورة مخيّم نهر البارد على قرارات الأونروا

منذ 10 سنوات   شارك:

هبة الجنداوي- خاص شبكة العودة الإخبارية

«علّي الصوت علّي الصوت نهر البارد ما بموت.. بدنا طبابة وإعمار بدنا إغاثة وإيجار».. هي بعضٌ من تلك الهتافات التي صدح بها فلسطينيو مخيم نهر البارد من أمام مكتب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في بيروت.

هتافاتٌ أطلقها اللاجئون صغاراً وكباراً علّها تخترق جدران الخزّان لتصل إلى آذان المعنيّين، فيعيرون ذلك اللاجئ المنسيّ بعضاً من اهتماماتهم بعد أن أُخرِج َمن محورها ظُلما،ً مع تهاون الأونروا الشاهد الوحيد على كون الفلسطينيّ لاجئاً، ومضيّها في قراراتٍ ظلمت آلاف اللاجئين في مخيم نهر البارد المنسيّ في أقصى الشمال منذ ثماني سنوات!

إذاً هو اعتصامٌ تصعيديّ شارك فيه ممثّلون عن جميع الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، وجاء بعد سلسلةٍ من التحرّكات الشعبية والرسميّة في مخيّم نهر البارد احتجاجاً على سياسة الأونروا التي وُصفت «بالمتهوّرة» بحق اللاجئين، خاصّة في تنصّلها من واجباتها تجاه اللاجئين الذين لا ذنب لهم في كلّ ما جرى ويجري لهم. فقد عمدت وكالة الأونروا ومع بداية العام الجاري إلى إلغاء خطة الطوارئ الشاملة لأبناء مخيم نهر البارد ومن ضمنها عمليّة الإعمار، ودفع بدل الإيجار لأصحاب البيوت المدمّرة، بالإضافة إلى الطبابة، والشؤون... الأمر الذي يزيد من مرارة الوضع في المخيم في ظلّ البطالة والفقر المتفشيين بين السكّان بلا رحمة.

«وضعٌ يجعل اللاجئ يسير كالأعمى لا يدري إلى أين يذهب، يسير نحو المستقبل بخطىً خائفة مرتبكة!».. هي كلماتٌ نطقت بها اللاجئة هدى بحسرة، كيف لا وهي أمٌّ لطفلين أحدهما وُلد عام نكبة البارد في 2008، وُلِد في المكان والزمان الأكثر نكبة! هي كغيرها من النساء اللواتي بتن يخشين على مصير أبنائهنّ في ظلّ هذه الأوضاع التي لا يُعتمد عليها لضمان مستقبلٍ وعيشةٍ هانئة. تقول هدى لـ شبكة العودة الإخبارية «أهلي يعيشون في بركس مكوّن من غرفة واحدة، يقيم فيها أربعة أشخاص وهي لا تتسع عمليّاً لشخصين، علماً أنّ منزلنا القديم كان سيّاح نيّاح حوالي 130 متر، لكنّه مدمّرٌ بالكامل الآن، وكذلك هي حياتنا إن بقي الوضع على حاله».

آلاف اللاجئين الفلسطينيين بات مصيرهم مُعلّقاً بقرارات الأونروا، فهي المسؤول الأول عن اللاجئين الذين لا حول لهم ولا قوّة في بلدٍ أضاف إلى همومهم هموماً كثيرة تراكمت عبر الزمن، وفي تقلّب الحكومات المتعاقبة، وفي فساد من تولّى أمر اللاجئين منذ سنوات اللجوء الأولى.

وعلى صعيد ذلك طالب المتحدث باسم الحراك الشعبي في مخيم نهر البارد محمد عبد الكريم وكالة الأونروا، خلال حديثه مع شبكتنا، الإسراع بإعمار مخيم نهر البارد والالتزام بخطة الطوارئ الكاملة لحين استلام الناس بيوتها، مثلما تعهدت بها في مؤتمر فيينا عام 2008.

وأضاف عبد الكريم «رسالتنا هي تحقيق الطبابة 100%، والتسريع بإعادة الإعمار، فحتى الآن لم يُنجز من عملية الإعمار إلّا 36%، علماً أنّ الأموال التي قُدّمت إلى الأونروا تستطيع إعمار 56%، هناك هدر وسرقة وتلاعب بالمناقصات، لذلك نطالب الأونروا بتشكيل لجنة تحقيق شفافة تتشكل من الفصائل ووفود الحراك الشعبي والمجتمع المدني ومهندسين.. للنظر بالقضية. وسيزور المخيم يوم السبت القادم وفد من الدول المانحة وهناك رسائل وُجّهت إلى السفارات الأجنبية لحل أزمة المخيم ودعم صموده، وفي حال لم تتم الاستجابة لمطالبنا هناك خطوات تصعيدية يمكن أن نفكّر فيها منها منع شبكة التواصل بين إدارة الأونروا في بيروت والشمال هذه خطوة تصعيدية لم نعلن عنها حتى الآن، وهناك خطوة تصعيدية في إقفال وإعلان الإضراب الشامل في المخيم إذا لم تستجب الأونروا».

 

إنّ مصير 66% من أهالي مخيم نهر البارد في ضياع، وسط الدمار المحيط بالمخيم والوضع الصحي السيئ نتيجة تفشّي الأمراض، حيث أنّ النسبة الأعلى لمصابي السرطان في شمال لبنان موجودة في مخيم نهر البارد، والأونروا تشيح بوجهها أمام هذه الحقيقة وتستخدم سياسة إدارة الظهر تجاه مطالب أهالي المخيم المحقّة بتوافق جميع الفصائل الفلسطينيّة.

وتعقيباً على ذلك أكّد المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان علي بركة أنّ «حركة حماس جزء من الشعب الفلسطيني وهي تدعم مطالب أهلنا في نهر البارد كاملةً، ونطالب وكالة الأونروا والحكومة اللبنانية بالعمل على استكمال إعمار بقية المخيم، ونؤكّد أنّ الحكومة اللبنانية هي المسؤول الأول عن الإعمار في المخيم لأنّ رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة هو الذي طالب سكان مخيّم نهر البارد بالخروج المؤقت واعداً إياهم بالعودة الحتمية.

أمّا إمتياز لوباني، العضو في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في منطقة الشمال، فقالت لشبكتنا «باسم نساء نهر البارد أقول إنّ الأونروا هي المسؤول القانوني عنا كلاجئين وستبقى، ولتتحمل مسؤولياتها وتتصرف بحكمة. فنحن دفعنا ثمن معركة قاسية، بعدما كان مخيّمنا المركز التجاري الأهم في طرابلس، كان شريان حياة مناطق الجوار، أمّا الآن فكلّ شيء تغيّر، ارتفعت نسبة البطالة والفقر والتسرّب المدرسيّ... كل هذه الظروف تعمل على تدمير نفسيّة أهالي نهر البارد وتدفع شبابهم إلى التفكير بالهجرة، وهذا ما يرمي إليه البعض».

 

ليس بريئاً ذلك التوقيت الذي جمع ثلاثة مخيّمات في أتون اليأس من حياة المخيّم، من اليرموك إلى نهر البارد وعين الحلوة.. وليس غريباً أن تكون المخيمات أمام مشروع تصفية لتهجير الأهالي إلى الخارج وإبعادهم عن المحور المحيط بالوطن الأم. لكن الغريب أن يظنّ هؤلاء أنّ الفلسطينيّ إن هاجر إلى السويد أو أميركا أو سويسرا أو حتى الهند.. فإنّه قد ينسى قضيّته، فالحقّ لا ينمحي لا مع تقادم الزّمن ولا مع البعد المكاني، الحق ثورة على مدى الوجود..



السابق

اندلاع اشتباكات أمام سجن عوفر عشية يوم الأسير الفلسطيني

التالي

إضراب عام في الداخل المحتل تنديداً بسياسة هدم المنازل


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

فايز خليفة جمعة (أبو مديرس): رمز البطولة والشجاعة في عملية انتزاع الحرية من سجن شطّة 1956!

في أروقة الأسر والسجون، حيث يلتقي الألم بالعزيمة، يعيش الإنسان بين جدران باردة لا تعرف الرحمة، ومعاناة لا تنتهي.  هناك، خلف قضب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير