مؤقتا.. تنفست القوى الفلسطينية الصعداء، بعدما لم يطلب الجيش اللبناني رسميا منها تسليم اي مشتبه به جديد في جريمة قتل احد عناصر "سرايا المقاومة" المقرب من "حزب الله" مروان عيسى داخل مخيم عين الحلوة، غير ان حالة الترقب ما زالت تسود المخيم ومعه منطقة "التعمير – الطوارىء" .. بعد مواقف سياسية حازمة من "حزب الله" بضرورة تسليم القتلة، فيما بدت المساعي تتركز على "تدوير الزوايا " بين ضبط الامن وعدم تكرار اي جريمة او الاقتتال الداخلي بعدما باتت القوى تدرك جيدا انها "دخلت في مرحلة جديدة وخطيرة" بعد الجريمة.

واكدت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد" ان الجيش لم يطلب من القوى الفلسطينية تسليمه اي مشتبه به جديد في جريمة قتل عيسى في مخيم عين الحلوة، بعد تسليم اثنين استدراجه، غير انها اوضحت ان ذلك لا يعني ان ليس هناك مشتبه ثالث في ارتكاب الجريمة يتحصن في منطقة "الطوارىء" التي تعيش فراغا امنيا لبنانيا وفلسطينيا.

وعقد في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا اجتماع بين مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني العميد علي شحرور ووفد من اللجنة الامنية الفلسطينية العليا برئاسة قائد الامن الوطني اللواء صبحي ابو عرب حيث جرى بحث تداعيات الجريمة دون ان يتقدم العميد شحرور بطلب لتسليم اي مشتبه فيه اخر، حيث التقديرات ان الجيش لا يريد توتيرا امنيا في منطقة متداخلة وان المعالجة ستكون فلسطينية اولا او امنية وفي وقت لاحق.

بمقابل ذلك، فقد نقل الموقوفان (خالد. ك) و(ربيع. س) اللذان تم تسليمهم لمخابرات الجيش قبل ايام في قضية مقتل عيسى الى مخفر صيدا الجديدة في منطقة الحسبة في صيدا وذلك بعد انتهاء التحقيقات معهما من قبل مخابرات الجيش وسيتم استكمال التحقيق معهما حول دورهما فيها.

ضبط ومواقف

غير ان عدم طلب الجيش، قابله مواقف حازمة من "حزب الله" الذي جزمت مصادره ان وراء الجريمة دوافع سياسية عقائدية على خلفية انتمائه لـ "سرايا المقاومة" اليه، مستندة في ذلك الى الورقة التي كتبت لحظة العثور عليه مقتولا داخل صندوق سيارته، "هذا جزاء من يقاتل في سوريا ويكون مع سرايا المقاومة"، ناهيك عن كونه ليس الاول الذي يقتل من "السرايا"، اذ يعتبر الرابع بعد فلسطينيين اثنين وسوري، ممن يتواجدون داخل المخيم، بيد ان الموضوع يختلف مع عيسى كونه لبنانيا اولا وتم استدراجه عمدا ثانيا، رغم هذا، فقد عمد الى ضبط الشارع وعمم على عناصره و"سرايا المقاومة" عدم الانجرار الى اي توتير بعد تعميم سابق بعدم الدخول الى منطقة الطوارىء او الى المخيم.

فقد اكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق الذي اكد فيه "ان دم الشهيد لن يذهب هدرا"، مضيفا "أن القتلة معروفين في امكان تواجدهم واسمائهم وانتماءاتهم"، داعياً الفلسطينين الى "استئصال بؤر الفساد والغدة السرطانية في المخيم قبل أن تنتشر"، مطالبا "القوى الفلسطينية الشريفة بدور مسؤول لقطع الطريق على أهداف المجرمين وتسليمهم الى العدالة"، مؤكدا "أننا لن ترك دماء شبابنا تسفك وهذا الأمر لن يمر هكذا وطالب القوى الفلسطينية بالعمل الحثيث لتسليم القتلة وعدم الاكتفاء ببيانات الادانة والتنديد" .

وقال الشيخ قاووق في احتفال تأبيني اقامه "حزب الله" في ذكرى مرور اسبوع على مقتل عيسى في مجمع السيدة الزهراء ــ صيدا وعلى مسمع وفد فلسطيني رفيع المستوى جاء مشاركا في التعزية "هي نفس الأيدي التي ذبحت وغدرت بجنود الجيش اللبناني وهذه الجريمة تغدر بظهر المقاومة وأمام خطورة الأهداف والجريمة نحن أمام موقف مسؤول وعلى القيادات السياسية والأمنية الفلسطينية في مخيم عين الحلوة ان تدرك خطورة ما حصل وأن تتحمل المسؤولية دون أي تساهل أو تراخي وصولاً الى تسليم القتلة الى الأجهزة الامنية اللبنانية".

بينما شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله على وجوب أن يسارع كل معني بأمن مخيم عين الحلوة وكل حريص عليه إلى تسليم القتلة، لأنه لا يمكن لأحد أن يقبل بأن تمرّ هذه الجريمة مروراً عابرا، مضيفا من حسينية بلدته عيترون الجنوبية.. أننا كمقاومة وحزب، لا تمر الجرائم التي ترتكب بحق مجاهدينا وأهلنا مرور الكرام، ولذلك فإن المطلوب الإسراع بهذه الخطوة حتى تعود الأمور إلى سياقها الطبيعي، لأن القتلة يجب أن يحاسبوا على فعلتهم أمام الدولة وقضائها ومؤسساتها المعنية بالدرجة الأولى بمنع هذا الانفلات الذي يحصل من خلال هذه المجموعات التي تريد شراً بالفلسطينيين وبمخيماتهم وبقضيتهم، وتقدم خدمة مجانية للعدو الإسرائيلي"، مؤكدا "إننا نعمل دائماً للابتعاد عن الفتنة حتى لا تصيب بشرورها الفلسطينيين واللبنانيين، ولكن هذا لا يعني أن لا يتحمّل أبناء مخيم عين الحلوة والقوى الشريفة والحرّة فيه مسؤولياتهم من خلال منع القتلة من جعل المخيم بؤرة للإرهاب ولتصدير الانتحاريين والتكفيريين".

اجتماع واجراءات

سياسيا، اتفقت اللجنة الامنية الفلسطينية العليا المصغرة التي عقدت اجتماعا طارئا في مقر الامن الوطني في عين الحلوة برئاسة اللواء ابو عرب على تعزيز القوة الامنية المشتركة خلال الايام القليلة المقبلة وتوسعة انتشارها كرسالة حاسمة بعدم السماح بضرب الاستقرار الامني والعلاقات اللبنانية، واستكمال التحقيقات في جريمة قتل احد عناصر "سرايا المقاومة" مروان عيسى لجهة الحصول على اشرطة كاميرات الباقية في مكان استدراجه في منطقة التعمير ـ الطوارىء قبل ارتكاب الجريمة.

وقال عضو المكتب السياسي لـ "جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف باسم المجتمعين، ان اللجنة ابقت على اجتماعاتها مفتوحة لمواكبة الوضع الامني في عين الحلوة وسبل تحصينه، وقد اتفق على اتخاذ خطوات عملية وميدانية لجهة تعزيز القوة الامنية المشتركة واستكمال انتشارها"، مضيفا ان "القوى الفلسطينية حريصة على الامن والاستقرار الفلسطيني والجوار اللبناني ولن تسمح لاحد ان يعكر صفوه، وان التحقيقات في جريمة قتل عيسى المدانة والمستنكرة فلسطينيا سوف تستكمل حتى جلاء كامل الحقيقة ونيل الجناة عقابهم.

تضامن مع اليرموك

شعبيا، نظمت اللجان الشعبية في تحالف القوى الفلسطينية في منطقة صيدا اعتصاما تضامنيا مع مخيم اليرموك واهله امام مكتب وكالة "الاونروا" في صيدا تحدث فيه القيادي في حركة "حماس" خالد زعيتر باسم "اللجان الشعبية الفلسطينية" وعبد مقدح باسم "لجنة المتابعة الفلسطينية" وممثل "المبادرة الشعبية الفلسطينية" ابو الدرداء عوض، فاعتبروا ان قضية اللاجئين الفلسطينيين بما تحمله من بعد دولي هي قنبلة سياسية واجتماعية وانسانية موقوتة تستوجب العمل الجاد والدؤوب من اجل انقاذ مخيم اليرموك قبل فوات الاوان وان التهاون والاستخفاف بها من اي طرف كان امر خطير جدا.

ثم سلم المعتصمون مذكرة من اللجان الى المفوض العام لوكالة "الاونروا" ومديرها في لبنان تتضمن العمل على حماية المخيم وادخال المواد الاغاثية والتموينية والطبية والمياه وايجاد ممر امن للاهالي وتسهيل عمل الطواقم الطبية والاغاثية.

المصدر: البلد