مخـــيم البــــقعة
ذلك المخيم الذي نشأت وترعرعت فيه ذلك المخيم الذي كان رمزا لي والذي مارست فيه تعليمي ونشاطي الرياضي والاجتماعي. فالمخيم اصل كل الحكايات.
بدأت دراستي في احدى مدارس الاونروا في المخيم مدرسة ذكور البقعة الاعدادية الاولى حيث كان طلاب مدارس الاونروا في افضل طلاب مدارس في المنطقة حيث كانوا الاعلى تعليما في المنطقة وأجدر بالذكر ان ابناء مخيمي كانوا في الجامعات الاردنية يحصلون على أعلى النسب في الطب والهندسة والتمريض وقد تميز طلاب المخيم بالتفوق الاكاديمي على مستوى المملكة وكنت بعد انهاء دوام المدرسة اذهب الى نادي البقعة ذلك النادي الذي كنت امارس نشاطي الرياضي فيه فكان الجانب المشرق لي وللمخيم إن نادي البقعة اكبر الأندية الرياضية في الاردن ويلعب نادي دورا متميزا في خدمة اهالي مخيمي وكان ذلك النادي الذي احتضنني في طفولتي حيث كان له اكثر من هدف فهو نادي اجتماعي وثقافي وكان يهتم ايضا في ايتام المخيم.
كنت امارس في المخيم كافة النشاطات فكان أول نشاط هوى احياء ذكرى النكبة حيث عملنا انا واصدقائي على معرض للصور يشرح المعاناة التي عانى فيها شعبنا الفلسطيني من تشريد وتهجير وكان هدف ذلك المعرض التمسك في حق العودة والتمسك بالوطن ورفض كافة المبادرات والوثائق التي تهدف الي تهويد حق العودة وكنت انا وصدقائي في المخيم نشارك في نادي البقعة على اقامة اسبوع فلسطين الثقافي الذي كان يقام سنويا وكان يهدف اسبوع فلسطين الثقافي على ابقاء القضية الفلسطينية حية في قلوب ابناء المخيم. ويبقى اللاجئ الفلسطيني في الاردن ورغم تمتعه بالجنسية الاردنية متمسكا بأرضه وحقه في العودة الى قراه وبلدته التي اخرج منها بقوة السلاح والمجازر وهذا ما يلمسه كل زائر لهذا المخيم فحق العودة هو الحق للاجئ الفلسطيني الذي أخرج من موطنه وهذا الحق ينبض في كل فلسطيني الى ان نعود للأرض والديار ونعيش حياة اعتياديه قبل 1948 فحق العود حق تاريخي ناتج عن وجودهم في فلسطين منذ الازل وارتباطهم بالوطن وحق الفلسطينيين في وطنهم ضارب في اعماق التاريخ.
ان النكبة ذاكرة شعب وذاكرة وطن ولا تقوى الايام على اطفائها مهما اشتدت..
وفي حسن الختام سنردد ونقول ما قاله شاعرنا حسن البحيري : سأرجع مهما ترامى البعيد ... ومهما توالت دجى الأزمن ... لأحمل أرضك بين الضلوع ... والثم تربك بالأجفن ... وان وقفت شامخات الجبال ... امام رجوعي الى موطني ... فهمة روحي لن تنثني ... وهامة عزمي لن تنحني .. وان الإرادة والتصميم على الثبات والرفض ، تنطلق من مقومات العقيدة في شعب تعلقت روحه بقدسية فلسطين وعرف ان التفريط فيها تفريط بهذا الدين فكانت صرخة شعب فلسطين صرخة هوية وعقيدة وكرامة.
المصدر: صحيفة السوسنة
أضف تعليق
قواعد المشاركة