مسجد سلمان الفارسي ببورين.. مئذنة بلا إنارة وتهديد بالهدم
على المدخل الشرقي من قرية بورين جنوب مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، يقع مسجد سلمان الفارسي المهدد بالهدم من سلطات الاحتلال أو إزالة مئذنته في حال لم يذعن أهالي القرية لإخطارات الاحتلال المتتالية وطلبهم بعدم إنارة المئذنة.
والدافع من وراء ذلك هو مراعاة مشاعر مستوطني "يتسهار" الذين لطالما اشتعلت نفوسهم غيظاً وكيداً وهم يشاهدون سكان القرية في ذهابهم وإيابهم إلى المسجد ذي المئذنة مرفوعة الهامة لأداء الصلوات والشعائر الدينية.
يتعرض مسجد القرية المسمى على اسم الجبل المقام عليه ومنذ إنشائه قبل 5 سنوات إلى محاولات مستمرة لهدمه، بحجة أنه يقع في منطقة C التابعة للاحتلال، إلا أن السبب الآخر الكامن وراء السعي لهدمه هو قربه من المعهد التلمودي المقام على مستوطنة يتسهار، حيث يبعد عنه حوالي 100 متر.
يقول "بلال عيد" مسؤول ملف الاستيطان في قرى جنوب نابلس إن الاحتلال يهدد تارة بهدم المسجد وتارة أخرى بهدم مئذنته التي يقع الجزء الأكبر منها في منطقة C، وتارة أخرى بالمطالبة بتخفيض صوت السماعات وإطفاء الإنارة الموجودة أعلى المئذنة. وتمثل هذا مؤخراً بقرار من المحكمة العليا.
ويوضح عيد لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أن أهالي القرية والقائمين على المسجد يرفضون الإذعان لقرارات المحكمة الصهيونية، إلا أنهم وتماشياً مع الأجواء الصعبة المحيطة بهم وتجنباً لمزيد من الاحتكاكات مع المستوطنين، اضطروا بعد تسلمهم كتاباً من الارتباط إلى إطفاء جزء من أعلى المئذنة وتخفيض سماعات الصوت بنسبة 10 بالمائة..
محاولات تدمير
وكان المسجد قد تعرض لمحاولات عدة لتدميره وتخريبه من المستوطنين، إلا أن أغلبها باءت بالفشل، ويرجع ذلك إلى دور لجان الحراسة التي ترصد نشاط المستوطنين في المناطق المحاذية للبؤر الاستيطانية، وكان آخرها محاولة إحراق وتكسير محتويات المسجد إلا أن رجال الحراسة وشبان القرية قاموا بصدهم والاشتباك معهم ومع من أسرع لحمايتهم من جنود الاحتلال.
لا تقتصر مواقف أهالي القرية للذود عن مسجدٍ يحملون له مكانة عظيمة في قلوبهم على المواجهة مع الصهاينة على الشارع الالتفافي كرد عكسي على اعتداءاتهم، بل تتعداها إلى تنظيم فعاليات ومسيرات حاشدة لتسليط الضوء على قضيتهم والرد على قرارات المحكمة الصهيونية، فيدعون إليها النشطاء والمؤسسات وغالبا ما يعقب الفعاليات مواجهات بين المشاركين بها وبين جنود الاحتلال تسفر على وقوع العديد من الإصابات نتيجة لجوء الاحتلال لأساليب القمع الوحشي لفض الاعتصامات.
وتتعرض بورين بشكل عام إلى اعتداءات متواصلة على المواطنين والمزارعين وأراضيهم، وتشتد في أوقات متأخرة من الليل لإرهاب السكان الآمنين في المنطقة الجنوبية والشرقية من القرية.. كما ويلاقي كل من يشرع في توسيع بنائه وتعميره من مواطني القرية هجوما شرسا من المستوطنين وربما مصادرة أدواتهم والتنكيل به لمنعهم من ذلك.
وكما لم يسلم البشر في بورين من الاعتداءات؛ فالشجر أيضا كان له النصيب الأكبر من القطع والحرق. وبحسب عيد؛ فإن أكثر من 17 ألفا و400 شجرة في المنطقة الجنوبية والشرقية من القرية تم قطعها وحرقها من المستوطنين خلال الأعوام الأخيرة.
ولم يسلم الرعاة ومواشيهم من بطش المستوطنين فعشرات من الأغنام والخيول تمت سرقتها أو تسميمها بتدبير من المستوطنين، ويأتي ذلك للضغط على مواطني القرية ومزارعيها ودفعهم إلى الرحيل من أرضهم.
وتبعد بورين عن مدينة نابلس ستة كيلو مترات، ولا يتجاوز عدد سكانها ال3 آلاف و600 نسمة.. وتبلغ مساحة أراضيها 33 ألف دونم مربع، تم اقتطاع 14 ألفاً و500 دونم منها لصالح المستوطنات، وتعاني القرية من توسع استيطاني حيث تجثم على أراضيها ثلاث مستوطنات ومعسكر لجيش الاحتلال.
ويدعي الاحتلال بأن لهم حقا تاريخيا في القرية، متمثلا بوجود مناطق أثرية قديمة يعود تاريخها إلى آلاف الأعوام، وجدير بالذكر أنه في إحدى السنوات تم الإعلان عن بورين قرية منكوبة بسبب رشقها من المستوطنات المقامة عليها بصواريخ (شارون 1) و(شارون 2) وفرض الحصارعليها وتشديد الخناق على أهلها.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
أضف تعليق
قواعد المشاركة