ترميم آبار مخيّم عين الحلوة
منذُ النكبة عام 1948، التي أعقبها تهجير الفلسطينيين إلى الدول العربية المجاورة، ومنها لبنان، يمكن القول إنه تعاقب على مخيّم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان) سبعة أجيال. وبات عدد سكان المخيم يقدر بنحو 120 ألف نسمة بين مقيمين ونازحين. في السياق، يقول عضو لجنة المتابعة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، طه شريدي، لـ"العربي الجديد" إن "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تقدّم الخدمات لسكان المخيم. لكن الميزانية المعتمدة لتنفيذ المشاريع لا تكفي أحياناً، فنعتمد على الدول المانحة في مشاريع ترميم المنازل، وتحسين خدمات الكهرباء والمياه، وغيرها”.
يُشرف شريدي على آبار المياه الارتوازية في المخيم. ويوضح: "حصلنا على مساعدة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بهدف صيانة الآبار الارتوازية"، لافتاً إلى ترميم أربعة آبار في المخيم. أيضاً، يشير إلى بناء خزّان للمياه، ومضخة لأحد الآبار، الذي يعمل لمدة 12 ساعة يومياً. علماً أن مضخات الأونروا تعمل لمدة أربع ساعات فقط وهي غير كافية. ويلفت إلى أنه "مع انقطاع المياه، لم تجد الأونروا أية حلول، وأبلغتنا أن تأمين المياه يقع على عاتق الدولة المضيفة أي لبنان، فاضطررنا إلى حفر الآبار وتزويدها بمضخات”.
يضيف شريدي: "بعد الحصول على مساعدة من قبل الوكالة الأميركية، اخترنا ترميم بئر حي الصحون، الذي يقع في حيّ يضم 200 بيت. وعندما حاولنا صيانته وتركيب مضخة تغذي مناطق وأحياء أخرى من المخيم، رفض المشروع، قبل أن نتمكن من إتمامه في وقت لاحق. بعدها، عملنا على ترميم نبع المرشد، علماً أن الأونروا كانت قد أخبرتنا أن الأمر منوط باللجنة الشعبية، فيما حملت اللجنة الشعبية المسؤولية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فعملنا على تأمين تمويل من مؤسسات دولية”.
يتابع شريدي أنه "بعد الانتهاء من ترميم الآبار الأربعة، بدأنا ببناء غرف للمضخات وترميم الخزانات القديمة التي تم بناؤها منذ ما يزيد عن 15 عاماً. ويرتبط المشروع بتأهيل البنية التحتية التي تقوم بها الأونروا بالتعاون مع دول مانحة”. ويلفت إلى أن الطريق الرئيسي في المخيم مليء بالحفر التي تتجمع فيها المياه في فصل الشتاء، ما يعيق حركة السيارات والحافلات التي تقل تلاميذ المدارس. في هذا الإطار، بادر أصحاب حافلات المدارس بالتعاون مع أصحاب المحال التجارية إلى جمع التبرعات لتأهيل الطريق، واستقدموا معدات ثقيلة لإنجاز المشروع. يختم حديثه قائلاً: "على الرغم من الظروف السيئة والصعبة التي تمر بها المنطقة، إلا أننا نحاول إنجاز مشاريع داخل مخيم عين الحلوة بهدف خدمة الأهالي”.
المصدر: العربي الجديد
أضف تعليق
قواعد المشاركة