"خليها ذكرى".. معرض تشكيلي بغزة يبعث الأمل من شظايا الموت
مجسمات رسم عليها شبان فلسطينيون ابتسامات تبعث الأمل والحياة في وجوه الحاضرين لمعرض "خليها ذكرى"، لتكون تلك المجسمات شظايا ما تبقى من قذائف الموت التي سقطت على بيت راسميها.
حوّل الأخوان حمدي وديما بعلوشة ما سقط على بيتهم الواقع على شاطئ بحر السودانية غرب مدينة غزة من قذائف وشظايا الزوارق الحربية الصهيونية إلى أشكال فنية جميلة لتكون بذلك ذكريات سعادة وأمل في نفوسهم بدل الحزن والألم.
والأخوان بعلوشة امتهنا الرسم وإنتاج المجسمات والإكسسوارات والرسومات الفنية على الزجاج والخزف والشموع المصنوعة يدوياً، وصناعة تصاميم وإكسسوارات مختلفة ومميزة، لنقل ما بداخلهم من أمل في الحياة لكل إنسان.
وافتتح أمس الأحد (15-3) معرض "خليها ذكرى" في فندق الأرك ميد (المشتل) بمدينة غزة، بحضور السفير القطري محمد العمادي، ولفيف من الفنانين والمهتمين في الفن التشكيلي.
مقاومة
وقال السفير العمادي إن غزة تحتاج إلى مثل تلك المشاريع الصغيرة التي تعمل على توفير الفرص لفئة الشباب في ظل ازدياد أعداد البطالة في القطاع.
ووصف العمادي، في تصريح خاص لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن رسالة المعرض تصف الشعب الفلسطيني في غزة بالشعب المقاوم في كل شيء؛ بالسلاح وبالاستمرار والصمود والعمل من أجل الحياة.
واستغرب السفير خلال تجوله في المعرض من حجم شظايا الصواريخ وبقايا القذائف الصهيونية، معبراً عن سعادته في تحويلها لأشكال فنية تبعث روح الأمل في النفس البشرية.
وأكد أن قطر تدعم المشاريع الشبابية المختلفة من خلال دعمها المقدم لقطاع غزة، ومن خلال البدء في إعادة إعمار القطاع وإدخال مواد البناء من أجل توفير فرص عمل للخريجين والعاطلين عن العمل.
مصدر للرزق
وبدأت حكاية رسم وتصميم الإكسسوارات والمجسمات المختلفة من خلال موهبة وفكرة واحدة جمعت الأخوان، ليطبقوا فكرتهم بتشكيل فريق "جاليري تذكار"، ليحولوا أفكارهم إلى أعمال فن الرسم على الزجاج، فأبدعوا وتميزوا.
ويعملان على بيع ما تم تجهيزه من تلك المنتجات وبيعها في السوق المحلي، لتكون مصدر رزق لهما ومحطة تحدٍّ في حياتهم للحصار المفروض وفي ظل ازدياد نسبة البطالة في قطاع غزة.
ويقول الشاب حمدي (24 عامًا) لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" إن معرض "خليها ذكرى" يأتي كانطلاق لفعاليات فريقهم التي تحقق حلمهم باستمرار مشروعهم الصغير ليكبر يوما بعد يوم.
ويؤكد بعلوشة أن رسالة المعرض موجهة إلى شباب غزة بأن لا يكونوا متقوقعين تحت مسمى البطالة، وأن يعملوا كل شيء من أجل الكفاح في هذا الطريق والانتصار على المحتل الذي يفرض الحصار علينا.
ويضيف: "الشاب الذي يريد الوصول لهدفه سيحققه إن أصر على ذلك، وتحدى كل المعيقات الاقتصادية، وهذه رسالتي للشباب من يوجد عنده نقطة إبداع فعليه أن يبحث عن مكملاتها ويطبقها ليخرج من وحل البطالة".
وتعدّ المشاريع الصغيرة في قطاع غزة ملجأ الشباب الوحيد من أجل محاولة إيجاد دخل ثابت لهم ولأسرهم في ظل قلة الوظائف الشاغرة في القطاع بفعل الركود الاقتصادي الذي يعيشه القطاع.
ويطمح الأخوان في أن يصل معرضهم المتنقل إلى المشاركة الدولية من أجل إيصال وإبراز رسالة الشعب الفلسطيني الذي يحب الحياة، من خلال مشاركتهم في معارض فنية وتشكيلية مختلفة دعوا لها إلا أنه بسبب إغلاق معبر رفح لم يتمكنوا من المشاركة في تلك المعارض.
أضف تعليق
قواعد المشاركة