تحركات جارية لمعرفة أعداد الوفيات والناجين

"قوارب الموت" تَفْتِك بلاجئين فلسطينيين قبالة شواطئ إيطاليا

منذ 10 سنوات   شارك:

 تحركات جارية لمعرفة مصير عشرات من اللاجئين الفلسطينيين، غرقت بهم قوارب الموت بعدما وجدوا أنفسهم مضطرين لركوبها والهجرة باتجاه إيطاليا، لكن غير معلوم إن كانوا من الناجين، كما لا أحد يملك إجابة عن سؤال: متى ستنتهي هذه المأساة؟!.


قارب الموت الذي غرق بهم في 4 من الشهر الجاري، كان يقل ما يتراوح بين 160 و180 شخصًا، بينهم 60 فلسطينيًّا، منهم تسعة من قطاع غزة، وانطلق من مدينة صبراتة الليبية، بحسب سفيرة فلسطين لدى إيطاليا مي كيلة.

سفيرة فلسطين في إيطاليا: غير مسموح لنا بدخول "معسكرات اللجوء"

وفي تصريحات خاصة بـ"فلسطين"، قالت كيلة: "إن السفينة تعرضت لخلل ميكانيكي وغرقت، وحسب المصادر التي أخبرتنا وهي من الناجين من السفينة، أن هناك 60 غرقوا، و60 تحولوا إلى جثث على حد تعبيرهم، و60 آخرين نجوا"، مضيفة: "التقينا بثلاثة من الناجين، وهم من عين الحلوة، وأطلعونا على هذه الحقائق، وتم نقل الناجين والجثامين بواسطة ناقلة أمريكية كانت بالقرب من المكان، انتشلتهم وجلبتهم إلى جزيرة صقلية، في مدينة سيراغوزا".

وتابعت السفيرة: "هؤلاء حاليًا موجودون في مدينة سيراغوزا، سواء كانوا أحياء أم جثامين، الأحياء موجودون في معسكرات اللجوء الإيطالية التي لا تسمح لنا بزيارتهم، رغم أنني أشدد على ضرورة زيارتهم، وطلبت ذلك، من أجل أن أراهم (اللاجئين الفلسطينيين)، وأرى كيف يعملون، وأساعدهم، إلا أنه حتى اللحظة لم أستطع أن أحصل على أي ترخيص للدخول إلى المعسكر".

وأردفت: "تحدثت مع المدعي العام من أجل الجثامين، إذا كان بالإمكان التعرف عليهم لدفنهم على الطريقة الشرعية أو نقلهم إلى ذويهم".

كما قالت: "إن هذه حالة سيئة وكارثة نعيشها، 60 من الغارقين هم فلسطينيون، تسعة من قطاع غزة، و50 من مخيمات الجنوب اللبناني ومخيم اليرموك، إنني أشعر بوضع الأهالي ومتضامنة معهم، لأنني أعرف ماذا يعني أن تفقد ابنًا أو زوجًا أو أختًا، وأضع نفسي مكانهم".

وأشارت إلى أن جزءًا من معسكرات اللجوء موجود في جزيرة صقلية، بالمدن المختلفة، وهناك جزء منها موجود في العاصمة روما، وأيما مدينة يتم اللجوء إليها، فيها معسكرات.

حماية المهاجرين

وعن سبب عدم سماح السلطات الإيطالية لها بزيارة تلك المعسكرات للاطمئنان على اللاجئين الفلسطينيين، أوضحت أن هناك "قانونًا إيطاليًا يقول: إنه من باب حقوق الإنسان، عدم السماح لسلطات البلد الذي ينتمي إليه المهاجر، بأن تلتقي به؛ لأن المهاجرين الشباب عادة يهاجرون نتيجة قمع سياسي أو ديني"، مشيرة إلى أن السلطات الإيطالية تعتبر حماية هؤلاء المهاجرين واجبًا من واجبات حقوق الإنسان، وتمنع كافة السفارات من التواصل مع المعسكرات، و"ليس فقط سفارة فلسطين".

لكنها أردفت: "أوضحت لهم (السلطات الإيطالية) أن هجرة الشباب الفلسطيني والعائلات الفلسطينية هي نتيجة الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة نتيجة الحصار الإسرائيلي على القطاع، والأوضاع الاقتصادية المتردية، يهاجر الناس من أجل إمكانية وجود وضع اقتصادي أفضل، لا يوجد هناك (في فلسطين) قهر ولا اضطهاد سياسي، وعليكم أن تفتحوا لي الأبواب، لكن في كل الأحيان كانت محاولاتي تبوء بالفشل، لأنهم يعتقدون بأن وصول المهاجر إلى الحدود الإيطالية يصبح تحت طائلة القانون الإيطالي ولا يمت بصلة إلى البلد التي يأتي منه".

ووفقًا للسفيرة الفلسطينية، فإنه غير معلوم بعد عدد الناجين الفلسطينيين من بين ركاب السفينة الغارقة، قائلة: "كل هذه المعلومات (المتعلقة بعدد الناجين والغارقين) حصلنا عليها عن طريق الأصدقاء وليست معلومات رسمية ومؤكدة من الحكومة الإيطالية، لكننا نحاول أن يكون لدينا معلومات أدق".

ولا تتوافر إحصائية رسمية بعدد الفلسطينيين الذين يعيشون في إيطاليا، لكن كيلة تقدّر عددهم بحوالي 25 ألف فلسطيني، واصفة أوضاعهم بأنها "شبه جيدة".

وفيما يخص دور السفارات الفلسطينية في ملف اللاجئين المهاجرين عبر قوارب الموت، قالت: "إن السفارات الفلسطينية تقوم بعمل شاقٍ جدًا في هذا الموضوع، في كافة أماكن تواجدها، ولدى السفارة شقّان في هذا الصدد، فهي تحاول مساعدة الناجين والعثور على الجثامين من أجل دفنها بالطريقة اللائقة، وأيضًا محاولة حثّ الناجين على إيجاد فرص عمل أو مساعدتهم في العودة إلى الوطن".

وعن إمكانية الحد من هجرة اللاجئين عبر قوارب الموت، أوضحت أن "هذه مسؤولية تقع على عاتق كافة المؤسسات الرسمية والشعبية وخاصة الفصائل الفلسطينية، حيث يجب العمل على توعية شاملة، وعلينا أن نتحرك جميعًا من أجل الحفاظ على الشباب في الوطن"، مؤكدة أن ذلك يتطلب "توفير بيئة وطنية جيدة.. حالة الانقسام الحقيقية تلقي بظلالها على نفسيات الشعب الفلسطيني كافة من الوزير إلى السفير إلى الشاب والمرأة، بالتالي حالة الانقسام يجب إنهاؤها ويجب إقناع الفصائل بأنها (حالة الانقسام) يجب أن تنتهي بالكامل".

وتابعت: "علينا أيضًا أن نوفر مشاريع عمل لهؤلاء الشباب، حتى يكون لديهم أمل في الحياة"، لافتة إلى أن ذلك "مسؤولية وطنية مثلها مثل قضية التحرير".

ووجهت كيلة، رسالة إلى الشباب الذي يفكر بالهجرة: "أنتم تأتون إلى المجهول، إلى ما هو أصعب مما أنتم فيه، أعلم أن عندكم الطموح بمستقبل واعد، لكن نحن نعيش في ظرف صعب كفلسطينيين، إنما هذه غيمة تنقشع، والبقاء في الوطن هو الأهم".

خيط للاتصال

من ناحيته، قال السفير الفلسطيني في ليبيا، المتوكل طه: "إن الاتصالات جارية للتقصي والبحث عن هويات (الغارقين)".

وأضاف طه لـ"فلسطين"، أن حل قضية قوارب الموت، تكمن في "أن يعود اللاجئ الفلسطيني إلى وطنه، على العالم أن يعي جيدًا أن الفلسطيني الذي يغامر بحياته وأغلى ما لديه ويركب البحر في رحلة مستحيلة قاسية وشرسة، هذا دُفِع للموت وللقتل، والذي يتحمل مسؤولية قتله هو العالم الذي يحول ويمنع الفلسطيني من أن يعود إلى بلاده".

وفيما يتعلق بدور السلطات الليبية، أشار إلى أن "الوضع الليبي صعب الآن، ومن الصعوبة بمكان أن نجد خيطًا للاتصال بالسلطات الليبية"، لكنه تمم: "السفارة الفلسطينية في طرابلس تحاول إجراء اتصالات حتى تحول دون مواصلة هذه التراجيديا القاتلة (قوارب الموت)".

بينما قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الأغا, إن دائرته على تواصل مع الجهات المختصة لمتابعة تداعيات كارثة غرق السفينة قبالة السواحل الإيطالية.

وأوضح الأغا في تصريح له، أنه "لا توجد أرقام دقيقة عن عدد الضحايا من اللاجئين الفلسطينيين"، قائلاً: "نحن نتابع القضية لحظة بلحظة ولا زلنا قلقين على مصير المفقودين والذين يصل عددهم إلى ما يزيد على 50 لاجئًا"، مؤكدًا أن هناك ضحايا ومفقودين فلسطينيين لم تعرف هوياتهم بعد.

وتابع: "إن مآسي قوارب الموت في عرض البحار والتي يكون ضحاياها فلسطينيين, تعكس حجم المأساة والمعاناة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون، خاصة في سوريا, في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن توفير الحماية وتأمين الحياة الكريمة لهم".

وأشار الأغا، إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا "يعيشون في مأساة حقيقية جراء الصراع الدائر في سوريا وانعدام الأمن في المخيمات؛ ما دفعهم للهجرة والمغامرة بحياتهم كغيرهم من المواطنين السوريين في عرض البحار هروبًا من واقع الحياة المؤلم الذي يعيشونه".

وبيّن أن هناك عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين "الذين نزحوا من سوريا إلى الدول العربية الشقيقة هربًا من جحيم القصف والدمار والجوع مغامرين بحياتهم وحياة أطفالهم للبحث عن ملاذ آمن وعيش كريم ليفاجؤوا بأن الموت يلاحقهم حتى في البحار".

ودعا الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومؤتمر العالم الإسلامي إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه اللاجئين الفلسطينيين والعمل على توفير الحماية والأمن والعيش الكريم لهم، وتأمين كافة مقومات الحياة "لانتشالهم من حالة البؤس والإحباط التي تدفعهم إلى مغامرات اضطرارية تكون فيها حياتهم وحياة أطفالهم هي الثمن".

فلسطين أون لاين



السابق

الحليصة .. صدى النكبة يتردد بأحياء حيفا العربية

التالي

الفلسطينيون في المخيمات يستبقون الخطر: خطة أمنية مدعومة لبنانياً


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

محمود كلّم

42 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا !!!

من الصعب على الذاكرة بعد مرور 42 عاماً على المجزرة، استرجاع أدق التفاصيل التي تبدو ضرورية لإعادة تقييم مجريات الأحداث، والخروج مع … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون