عندما تجثو البطالة أمام إبداع فتيات غزة
ارتفعت المؤشرات فوق كل البيانات التي تعدها مراكز الإحصاء، وزاد احتدام المنافسة بين نسبتي الفقر والبطالة، فكلما أسرع إحداهما زاد الآخر من سرعته، معادلة أعيت خبراء الاقتصاد، ولكنها خضعت أمام إرادة أهالي غزة.
ورغم الألم الغائر؛ إلا أن الشمس لازالت تشرق كل يوم تحمل في أشعتها الدفء والضوء لتتعانق مع أفكار فتيات من غزة رفضن الاستسلام لألم الواقع، وجعلوا من إنجازاتهم إبداعا لمكافحة وباء البطالة..
"المركز الفلسطيني للإعلام" اقترب من نماذج عملية حولت الألم إلى أمل.
الأعمال اليدوية
(حليمة عبدالعزيز) تحمل شهادة الهندسة، فهمت مضمون شهادتها، فهندست عقلها، وبحثت عن الإبداع داخلها، وبرعت في محاربة البطالة من خلال مشروعها الذي حمل اسم "كرداش" للمشغولات اليدوية.
وتبين حليمة أن مشروعها كان عبارة عن فكرة تراودها، ومر بمخاض عسير، قبل أن يرى النور بالجامعة الإسلامية، التي تعمل على تبني المشاريع لتكون نقطة الانطلاقة من خلال دعمها للفكرة.
وتذكر لـ"المركز الفلسطيني لإعلام"، أن الأمر كان في بدايته فكرة، ثم تحول لمشروع عمل يتم من خلاله تشغيل نساء، وخاصة من يلقى عليهن مسؤولية أسرهن بعد أن فقدن أزواجهن في الحروب السابقة.
وتقول: "أغلب النساء العاملات في مشروع "كرداش" للمشغولات اليدوية هن نساء قد تهدمت بيوتهن وفقدن أزواجهن جراء الحروب السابقة على غزة، فأردن أن يعملن من أجل كسب رزقهن بعرق جبينهن بعيداً عن مد أيديهن للسؤال من هنا أو هنالك حتى يربين أطفالهن بحياة كريمة".
وذكرت أن مشروع "كرداش" يهدف إلى تجسيد التراث الفلسطيني والحفاظ عليه من أجل أن تتناقله الأجيال القادمة.
وتشير إلى أن هذا المشروع يشجع المرأة الفلسطينية للإسهام في التنمية الاقتصادية من خلال إنتاج مشغولات تراثية متقنة، وتهيئة الحياة الكريمة لمئات من الأطفال الأيتام والحفاظ على الهوية والتراث الفلسطيني، ونقله للأجيال القادمة.
وجدير بالذكر إلى أن نسبة البطالة في قطاع غزة قاربت بحسب تقدير خبراء الاقتصاد الـ(55%) جراء الحصار والعدوان.
السيراميك
الفنانة ديمة شعشاعة، قضت سنواتها الأربع في التجارة ما بين الأرقام والحسابات، ولم تجلس في البيت تبحث عن وظيفة وتشتكي من مؤشرات البطالة المرتفعة، بل فكرت كيف يمكن لها أن تكافح هذه البطالة، وإن تعلق الأمر بعمل قد يكون بعيداً عن مجال دراستها.
وتقول ديمة عن بدايتها لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "في بداية الأمر تعلمت من خلال شقيقي حمدي الرسم على السيراميك، وكنا نوفر سويا ثمن المواد من المصروف الخاص بنا، رغم أنني كنت في البدايات لازلت طالبة في الجامعة".
وتتابع: "كانت بداية الأمر في الرسم على الفنجان، وبعد ذلك تطور الأمر حتى أصبحت أعمالنا تشارك بالعديد بالمعارض، والآن بفضل الله تعالى أصبح لدينا معرض ثابت خاص بأعمالنا".
وتشير إلى أنه أصبح لأعمالها بصمة تميزها عن الآخرين، خاصة أنه أصبح لخطوط الرسم في أعمالها شيء خاص بمنتجاتها.
وتؤكد: "على الشباب البحث عن البدائل، فحينما لايجد وظيفة في مجال دراسته يبحث هو عن عمل لكن بطريقة مختلفة، من خلال البحث عن المهارات التي تتواجد في داخله، سواء بالفن والأعمال اليدوية أو بالأمور التي يستطيع أن ينجز وينجح بها.
وتوضح أن لديها الكثير من الصديقات قمن بتطبيق نفس الفكرة في البحث عن إبداعات داخلهن والعمل على تنميتها وتطويرها لتكون في نهاية المطاف مجال عمل لهن، حتى وإن كانت لا تتعلق في مجال التخصص لدراستهن.
أضف تعليق
قواعد المشاركة