أبو الأمين وأشجار الزيتون.. الأمل الذي تسعى جرافات الاحتلال لاقتلاعه
سلفيت - المركز الفلسطيني للإعلام: وسط الغضب يقف المزارع "أبو الأمين" من قرية حارس شمال سلفيت وسط حقوله من الزيتون والأشجار المثمرة بمساحة 66 دونما؛ ويرثي ما آل إليه حاله بعد أن أخطره جيش الاحتلال بإزالة 2000 شجرة خلال أسبوع؛ هي حصيلة تعبه وكده هو وزوجته وبقية أفراد عائلته طوال 15 عاما من العناية بأشجاره حتى كبرت ونضجت.
ويرفض المزارع مأمون أمين داود ( 56 عاما) إزالة أشجاره ويقول: "أملك كل الأوراق الثبوتية التي تثبت ملكيتي للأرض، والجنود أخطروني بأمر عسكري خلال أسبوع بإزالة 2000 شجرة؛ إلا أنني اعترضت على الإخطار لدى المحكمة وهي تنظر فيه الآن".
وتزعم سلطات الاحتلال من خلال الإخطار أن الأرض مصنفة كأملاك دولة؛ وتقع الأرض في منطقة قصر ابريس إلى الجهة الجنوبية الغربية من قرية حارس، وهي محاطة بمنطقة بركان الصناعية ومنطقة حدائق "اريئيل" الاستيطانية وكذلك الشارع الاستيطاني المعروف ب"عابر السامرة".
مصادرة الأراضي
المزارع داود اعتاد على فلاحة وزراعة الأرض وتفقدها باستمرار رغم قربها من مستوطنة "بركان" بشقيها الصناعي والسكاني، وقد تعرض للعديد من مضايقات المستوطنين والزحف الاستيطاني على أرضه.
ويضيف: "أيظل منزلي مخطر بالهدم، وكل تعب العمر مهدد من قبل الاحتلال والمستوطنين، وأناشد المؤسسات الحقوقية الوقوف بجانبي ووقف استهداف أملاكي التي ورثتها من أجدادي من قبل الاستيطان".
وعن سبب استهداف الأراضي قال: "الاحتلال يستهدفها كونها تقع بالقرب من المستوطنات والطريق الاستيطاني، وهم التصدي للاحتلال دائما يؤرقني كون الاحتلال يسن قوانين على مقاسه لمصادرة أراضينا".
ويتعمد المستوطنون إتلاف مزروعات الفلسطينيين في محافظة سلفيت وبقية محافظات الوطن؛ عبر نشر الخنازير البرية وإتلاف المحاصيل وتكسير أشجار الزيتون؛ وأحيانا التعرض لي بالضرب كما حصل مع المزارع مأمون عبد الحليم داود من قرية حارس والذي ما زال يعاني من آثارها النفسية.
معاناة مستمرة
ولا تتوقف معاناة قرية حارس على إخطارات بقلع أشجارها فقط؛ بل إن الجيش بنى برجا قبالة القرية ليراقبها على مدار الساعة؛ واعتقل العديد من أطفالها وشبانها بحجة رشق دوريات الاحتلال ومركبات المستوطنين المارة قرب الشارع الالتفافي، وبنى على أرضها عدة مستوطنات: رفافا، واريئيل، وبركان.
بدوره يقول الباحث خالد معالي، إن ما حصل مع المزارع مأمون داود "أبو الأمين، "دليل على منهجية سياسة الاحتلال في مصادرة الأراضي الفلسطينية بشكل واضح لصالح توسيع الاستيطان المخالف للقانون الدولي؛ ويشرع من القوانين ما يسهل من أعمال السيطرة على الأراضي الفلسطينية لصالح المشروع الاستيطاني اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف: "عند مقارنة محافظة سلفيت بباقي المحافظات الفلسطينية فإن تغول الاستيطان فيها أكبر بسبب؛ قلة الكثافة السكانية نسبة إلى مساحة المحافظة بالإضافة إلى خصوبة تربتها ووفرة المياه الجوفية فيها، وقربها من الخط الأخضر؛ مما جعلها محط أنظار سلطات الاحتلال التي سارعت مبكرا منذ عام 1977 لبناء المستوطنات فيها وتوسيعها وربطها بالخط الأخضر عبر ما يسمى بشارع عابر السامرة الذي نهب أخصب الأراضي".
أضف تعليق
قواعد المشاركة