مع مرور أربعة أشهر على عقد مؤتمر المانحين في القاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة , والذي تعهدت فيه الدول المانحة بتقديم 5,4 مليار دولار لإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية في عدوان استمر 51 يوماً، لم يصل من هذا الرقم سوى بضع ملايين من الدولارات, لم تغنِ ولم تسمن من جوع وفق ما يقول الفلسطينيون, والأمم المتحدة والتي أعلنت مؤخرًا عن وقف كافة أنشطة الإعمار في غزة ,وحتي ما يتعلق بالمساعدات الطارئة المقدمة للنازحين الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم خلال العدوان الإسرائيلي .

" مصر العربية " تابعت هذا الموضوع وتفاصيل ما وصل من أموال لإعادة إعمار غزة وخطورة ذلك إن استمر على قطاع غزة فقال النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي يحيي موسى : " لم نشاهد شيئًا ملموس حقيقي لإعادة إعمار قطاع غزة وما تم دفعة هو عشرات الملايين من الدولارات من المليارات التي تم التعهد بها في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة , وأن هذه الأموال التي ذهبت للإيجارات للذين هدمت منازلهم خلال العدوان الأخير, هذا لم يتوقف على العدوان الأخير فأموال الإعمار لحرب 2008 وحرب 2012 لم يصل منها شيء .." .
وتساءل موسى هل هذا هو بسبب تقصير حكومة التوافق ؟,أم يرجع لأوضاع إقليمية, ولكن لا نعلم حتى الآن لم تصل أموال الدول المانحة وشعبنا يعاني من البرد والجوع ومراكز الإيواء .

وأضاف موسى إن: "سبب تأخر عملية الإعمار يعود بالأساس لتقصير حكومة التوافق بالقيام بواجباتها , وهذا تسبب في عدم التزام الدول المانحة بتعهداتها, فحكومة التوافق على مدار تسعة أشهر لم تقدم شيء, فكيف سيقدم المانحون المساعدات ,فهناك سبب آخر هو أن هناك دول إقليمية تريد ابتزاز المقاومة من خلال ربط الإعمار بنوع سلاح المقاومة وهذا لن يحدث" .

وعن أكثر الدول إيفاء بتعهداتها المالية قال موسي إن " قطر هي من أكثر الدول التزاماً بالمساعدات المقدمة لقطاع غزة لكن كل المساعدات لم تصل للمستوى المطلوب" .

وتابع : " السلطة الفلسطينية ودول الإقليم شددوا من خناقهم على قطاع غزة وهذا الأمر قد يقود إلى انفجار الأوضاع خاصة في ظل تفاقم المعاناة بشكل خطير هنا في القطاع " .

من جانبه قال الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عدنان أبو حسنة إن :"الأونروا لم يصلها سوى 135 مليون دولار فقط من أصل 724 مليون طلبتها أثناء مؤتمر الإعمار في القاهرة."

وأكد أبو حسنة أن التعهدات من مؤتمر الإعمار لم تصل حتى الآن في حين بلغ عدد البيوت المدمرة للاجئين الفلسطينيين 96 ألف بيت في غزة، وأن الأونروا قدمت 77 مليون دولار لـ 66 ألف أسرة حتى الآن لإصلاح منازلهم وكبدل للإيجارات.

وتابع : المملكة العربية السعودية تعد من أكثر الدول دعماً وإيفاء بتعهداتها المالية حيث قدمت لنا قبل عدة أيام نحو 13 مليون دولار لترميم البيوت التي دمرت بشكل جزئي خلال الحرب الإسرائيلية ضد غزة .

وطالب أبو حسنة الدول المانحة بسرعة التحرك لتحريك عجلة الإعمار في غزة , وإلا ستنفجر الأوضاع التي وصلت لمرحلة خطيرة .

بدورها أكدت وزارة الاقتصاد الفلسطينية أن ما تلقته السلطة الفلسطينية من الالتزامات المالية التي أعلن عنها المانحون لإعادة إعمار غزة شحيح للغاية ويكاد لا يذكر.

وقالت الوزارة إن "وتيرة الصرف حتى الآن غير مشجعة على الإطلاق، وجزء من ذلك ناتج ربما عن أن صرف المانحين عادة ما يستغرق وقتا، والجزء الثاني هو أنه واضح أن الأطراف كلها ما زالت خائفة من الوضع ".