"رسام البحر" يخط "أحلام" شعبه على شاطئ غزة

منذ 11 سنة   شارك:

 أحمد عبد العال-غزة: بدقة متناهية، ينحت الشاب الفلسطيني أسامة سبيتة بأصابعه ومجرفة حديدية حروفا عربية، وأشكالا هندسية منتظمة على كومة من رمال شاطئ بحر مدينته المحاصرة غزة. وبدقة متناهية يجمعها لتكون كلمات ورسومات تعبّر عن "وجع وواقع مرّ" فرضه الحصار الإسرائيلي المستمرعلى قطاع غزة منذ ثمانية أعوام.

 
ولا ييأس الشاب سبيتة من كتابة ونحت الكلمات والرسومات التي تروي حكاية وطنه مع الحصار والحروب ونشرها على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، لعلها تنجح في نقل معاناة الفلسطينيين إلى شعوب الأرض.
 
واقع مرّ
 
ورسم الفنان الغزي العشرات من اللوحات الرملية على شاطئ بحر مدينة غزة خلال الأشهر القليلة الماضية، ومن أهمها نحته اسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومجسما للمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وكلمات مثل "أغيثوا غزة" و"الحرية"، بالإضافة لرسمه لوحات رملية تعبّر عن معاناة الأسرى في سجون إسرائيل.
 
ويقول سبيتة للجزيرة نت "معظم لوحاتي التي أنحتها على رمال البحر تعبّر عن الواقع الذي يعيشه أهل غزة، فأنا أحاول أن أوصل إلى العالم من خلال الرسم ما لم يصلهم من الإعلاميين والسياسيين".
 
ويضيف الفنان الفلسطيني "أحاول أن أظهر لشعوب العالم وحكوماته حجم المعاناة التي خلفتها الحروب التي شنتها دولة الاحتلال على غزة خلال الأعوام الستة الماضية، لدى أكثر من 1.8 مليون فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء. نحن هنا نعيش في مأساة حقيقية ووجع لا يحتمل ويجب أن أوصل رسالة شعبي بالموهبة التي أملكها".
 
وبدأ الشاب الغزي عمله في الرسم والنحت على رمال البحر قبل أكثر من عامين، دون أن يلقى أي اهتمام أو رعاية من المؤسسات الفلسطينية الرسمية أو المجتمعية.
 
رسام البحر
 
ويعرب الفنان عن أمله في أن تحصل موهبته على الدعم المادي والمعنوي اللازم، وأن يجد حاضنة يعمل من خلالها على تنمية قدراته ومواصلة نقله لمعاناة شعبه وأحلامه. كما يتمنى أن يمثل اسم فلسطين بالمشاركة بأعماله في المعارض والمسابقات الدولية الخاصة بهذا الفن.
 
ويقول سبيتة إن "غزة بقعة صغيرة من الأرض تتعرض لحصار وحروب شرسة، ولكنها تحتوي على مواهب كبيرة مستعدة لأن تنافس كل دول العالم".
 
وأشار إلى أن المواهب الموجودة في قطاع غزة ولدت رغم الدمار والحصار والظروف الاقتصادية والإنسانية القاسية، ولكنها تحتاج إلى دعم واحتضان.
 
وبينما كان "رسام البحر" -كما يطلق عليه بعض الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي- ينحت لوحة جديدة على الشاطئ، تجمع حوله العشرات من الفلسطينيين الذين أعربوا عن إعجابهم بلوحته.
 
ويقول الفلسطيني همام النزلي (21 عاما) وهو طالب جامعي، إن فكرة الرسم والنحت على رمال البحر جميلة جدا وتلفت الانتباه، ومن الصعب أن ينفذها أي شخص إذا لم يكن يملك الموهبة والحس الفني المرهب الذي يملكه الشاب سبيتة.
 
ويؤكد النزلي في حديثه للجزيرة نت، أن اللوحات التي يرسمها سبيتة على شاطئ البحر تعبر عن مدى حب الشعب الفلسطيني للحرية والحياة.
الفلسطينية هديل عوض الله (22 عاما) هي الأخرى أبدت إعجابها الشديد بلوحات الشاطئ. وتقول عوض الله للجزيرة نت إن "هذه الرسومات جميلة جدا، وهذا الفنان متألق ودقيق، وأعتقد أن رسالته ورسالة الشعب الفلسطيني ستصل إلى العالم".
 
وتشير إلى أن اللوحات الرملية التي يرسمها سبيتة تعبّر بالفعل عن مطالب الشعب الفلسطيني في غزة بفك الحصار والحرية وإعادة الإعمار، والرغبة في الحياة، بعيدا عن الحروب والأزمات التي تفتعلها إسرائيل في القطاع منذ سنوات.
 
المصدر : الجزيرة
 

 

 

 

 

 

 



السابق

الضفة: 350 معتقلا فلسطينيا خلال يناير 2015 (انفوجرافيك)

التالي

عدد اللاجئين الفلسطينيين السوريين في اوروبا تجاوز 27 ألف لاجئ


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

صبرا وشاتيلا… حين يصبح الوطن غطاءً للقتل!

هناك لحظات في التاريخ تُصعق فيها الكلمات، فلا يجد المرء ما يعبر عن الصدمة إلا الصمت. هكذا شعرت وأنا أقرأ تصريحات في جريدة اليمين ا… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير