الأبنية الأثرية في الخليل .. نزيف مستمر دون علاج
تعدّ الأبنية المعمارية والتاريخية المنتشرة في أرجاء محافظة الخليل خاصة والضفة الغربية وقطاع غزة عامة إرثا حضاريا وتاريخيا، بما تحتويه من عناصر معمارية وزخرفية في الفترات الإسلامية المتلاحقة.
هذا الإرث الكبير، توارثته الأجيال جيلا بعد جيل، في محاولة للحفاظ على هوية المدينة من الخطر الحقيقي المتمثل في عملية التهويد والاستيطان والمصادرة من قبل الاحتلال الصهيوني.
هذه البيوت الأثرية والمعمارية تعاني خطر الاندثار بهدمها وإقامة الأبنية الحديثة مكانها، في ظل غياب رقابة المسؤولين وتوجيهاتهم الثقافية للحفاظ على تلك الأبنية وترميمها لتبقى دليلا على تاريخ الأمم والشعوب الإسلامية التي سكنت فلسطين.
محاولات للحفاظ على ما تبقى
مدير حماية آثار الخليل محمد صبارنة أكد لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أن وزارة السياحة والآثار أبدت اهتماما كبيرا بالآثار الموجودة في محافظة الخليل في محاولة للحفاظ على ما تبقى منها.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل، بالتعاون مع المؤسسات المختلفة، على الحفاظ على الإرث الثقافي والحضاري والمعماري والتاريخي الذي يمثل الهوية الفلسطينية والإسلامية للمدينة.
وأوضح صبارنة أنّ شرطة السياحة والآثار تعمل جاهدة على وقف هدم مثل هذه البيوت وغيرها من المناطق الأثرية في المدينة من خلال متابعة أعمال الاعتداءات وتقديم المخالفين للقضاء.
من جهته عبر المهندس المتابع لشؤون السياحة والتراث في بلدية الخليل علاء شاهين عن خطورة هذه الظاهرة.
وأكد أن المشكلة الأساسية تكمن في وقوع هذه المنازل خارج البلدة القديمة مع عدم تسجليها رسميا كأبنية أثرية، بالإضافة إلى عدم وجود معايير واضحة لتصنفيها أو تسجيلها كأبنية أثرية.
وحمَّل شاهين في حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" المسؤولية في الحفاظ على الأبنية والأماكن الأثرية في المدينة لجميع المؤسسات المختصة بما فيها بلدية الخليل ووزارة السياحة والآثار.
غياب الثقافة المجتمعية
وعزا محاضر الفكر والنقد المعماري في جامعة بوليتكنك فلسطين عبد الحافظ أبو سرية ظاهرة هدم البيوت الأثرية في الخليل إلى غياب ثقافة الاهتمام بالتراث والحفاظ عليه.
وأكد أن هذه الأبنية هي السجل الحضاري الحقيقي لتاريخ المدينة، وأنه يتوجب على الجميع الحفاظ عليها وترميمها.
من جهته، دعا مدير لجنة إعمار البلدة القديمة بالخليل عماد حمدان جميع المواطنين والمؤسسات إلى توحيد الجهود للوقوف في وجه الهجمة الشرسة لتهويد المدينة وتدمير الأبنية الأثرية فيها؛ مؤكدا أن هذه الأبنية كنز حضاري وثقافي للمدينة.
وأضاف حمدان أن قوات الاحتلال تعمل جاهدة على تغيير المعالم الأثرية في المدينة بهدمها وإقامة شوارع ومبان جديدة على أنقاضها، حيث قامت في الآونة الأخيرة بهدم عدة بيوت ومبان يعود بناؤها إلى عهد المماليك بدعوى إقامة طريق للمستوطنين يربط مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي شرق الخليل؛ بالحرم الإبراهيمي الشريف.
أضف تعليق
قواعد المشاركة