كرفانات غزّة..تلوين الآلام

منذ 11 سنة   شارك:

 رسم عدد من الفنانين الفلسطينيين على جدران البيوت الحديدية التي مُنِحت للعائلات التي فقدت منازلها، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزّة، بألوان تنير ذلك الحديد القاتم.

قساوة العيش في تلك الكرفانات الحديدية، والبرد الشديد، لم يمنعا أهالي المنطقة النازحين عن بيوتهم من إبداء إعجابهم بتلك الرسومات، التي غَيّرت ألوان جدران بيوتهم الحديدية، لكنّها لم تغير مأساوية واقعهم الذي يتدهور يوماً بعد آخر، نتيجة صعوبة العيش والتأقلم مع جدران حديدية صار اسمها "بيتاً مؤقتاً".

الألوان الزاهية والرسومات الطفولية الضاحكة، حاولت إخفاء اللون القاتم لتلك الكرفانات الحديدية، ذات الوقع الصعب على نفوس المواطنين الذين فقدوا منازلهم خلال العدوان على غزة، الذي دمر خلال واحد وخمسين يوماً من القصف المتواصل، نحو مائة ألف منزل بين كلي وجزئي.

يقول حازم الزمر، أحد الفنانين المشاركين في الرسم على جدران الكرفانات في حديث لـ"العربي الجديد": "إنّ الفكرة جاءت للتخفيف من الحالة النفسية الصعبة التي يمر بها أصحاب البيوت الحديدية وذووهم وأطفالهم، خصوصاً أنّ لونها الأبيض يشبه لون المستشفيات والأكفان، ولا حياة فيه".

ويوضح الزمر أنّ الفكرة لاقت ترحيباً من أهالي الكرفانات الذين شاركوا الفنانين في الرسم والتلوين، مشيراً إلى أنّ المكان أصبح حيوياً مليئاً بالألوان، والأطفال أعجبوا كثيراً بالرسومات التي أبعدتهم قليلاً عن التفكير في واقعهم البائس، في ظل البرد الشديد وألم العيش فيها.

أما زميله الفنان عبدالله أبو ريدة، وهو أحد سكان البيوت الحديدية، فيوضح أنّ الرسم الذي شارك فيه نحو تسعة فنانين استمر نحو ثلاثة أيام، شارك خلالها الأهالي والأطفال والنساء في اختيار الألوان والرسومات التي تركت انطباعاً إيجابياً، وسط المعاناة التي تغمر سكان نحو 75 بيتاً حديدياً في خزاعة.

ويقول لـ"العربي الجديد": "رسمنا الفراشات والزهور والأشجار والطبيعة، بألوان زاهية وجذابة، بعيداً عن الملل الذي كان يكسو لون تلك الكرفانات"، لافتاً إلى أنّ أهله وجيرانه في تلك البيوت الحديدية شعروا بالاهتمام، وأنهم ليسوا منسيين.

من جانبها، تشير منسقة مشروع مبادرات "مية هِمّة ولَمُة"، سلمى أبو ضاحي لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ فكرة تلوين جدران الكرفانات جاءت خلال تنفيذ مشروع الرسم على البيوت المهدّمة، حيث لاحظ عدد من الفنانين أهمية رسم تلك البيوت الحديدية التي يسكنها البرد والأوضاع المأساوية.

وتبين أبو ضاحي أن المشروع تَخوّف في البداية من ردة فعل السكان الذين يعانون نتيجة الظروف المعيشية الصعبة، لكن القائمين عليه فوجئوا بالتعاون والترحيب الكبيرين بالفكرة من قبل أصحاب "الكرفانات".

وتوضح سلمى أنّ المشروع الذي لاقى استحساناً واسعاً، سيستكمل تلوين تلك الكرفانات من الداخل بعد الرسم على واجهاتها، مشيرةً في ذات الوقت، إلى أنّ الرسومات غَيّرت مشهد المكان، وأكّدت أنّ سكانه يتطلعون إلى الحياة والأمل .. بكل ألوانه.

المصدر: العربي الجديد ــ علاء الحلو



السابق

فلسطينيو سورية في مخيم البداوي يطالبون "الأونروا" بالمساعدات

التالي

أزمة الغاز وجه آخر لحصار غزة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

ذاكرة الدم… من صبرا وشاتيلا إلى غزة!

في أيلول/سبتمبر 1982، كانت بيروت تختنق تحت حصارٍ خانق، وكانت المخيمات الفلسطينية في صبرا وشاتيلا مجرّد جزرٍ من الضعف في بحرٍ من ال… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير