"التوت الأرضي".. سفير غزة في أوروبا
يعتمد قطاع غزة في أولويات تصديره للأسواق الأوروبية على "التوت الأرضي" ذي الجودة العالية، والذي يمثل كنزاً ثميناً يحتضنه تراب قطاع غزة، برغم كل من يعتريه من قصف وتدمير من الاحتلال الصهيوني.
الزراعة الآمنة
ويعتمد المزارعون الغزيون أسلوب "الزراعة الآمنة" التي يتم من خلالها اعتماد محصول الفراولة للتصدير إلى البلاد الأوروبية، وتتمثل الزراعة الآمنة بأن يكون المحصول خالي من أي أدوية أو شوائب بعد عرضه وفحصه في مختبرات خاصة.
وتكتسب قرية بيت لاهيا الواقعة شمال قطاع غزة، نصيب الأسد في أجود زراعة لمحصول الفراولة، هذا ما أكده المزارع إبراهيم غبن في حواره مع مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، مبيناً أن بيت لاهيا تزرع الفراولة منذ عام 1975.
الأجود عالميًّا
ويحدثنا المزارع "غبن"، وهو المشرف على عملية تصدير محصول الفراولة إلى الأسواق الأوروبية وعضو مجلس إدارة جمعية غزة التعاونية، أنه كان قد ذهب إلى الأسواق الأوروبية، وتابع منتجات التوت الأرضي هناك.
ويضيف: "هذا شرف كبير لنا؛ حيث إن محصول الفراولة الفلسطيني هو الأجود عالميًّا على الإطلاق بشهادة أوروبيين أنفسهم، من حيث طعمه وحجمه ولونه، ويشرفنا أن يكون سفيرًا فلسطينيًّا غزاويًّا خالصًا في الأسواق الأوروبية".
وحول إمكانية أن يدعم الأوروبيون القطاع الزراعي في غزة كونهم يشكرون منتجاتها، يمضي المزارع غبن قائلاً: "يستغرب الأوروبيون من غزة الصغيرة المحاصرة المكلومة، تنتج هكذا أصنافا فاخرة من التوت الأرضي".
وتابع: "هناك محاولات لاهتمام الهولنديين على وجه التحديد في زراعة التوت الأرضي، ولكنها ضعيفة ولا ترقى إلى مستوى حجم الدمار والخسائر التي يكتوي به المزارعون هنا".
مراحل الزراعة
ويؤكد المزارع غبن، أن زراعة محصول الفراولة في قطاع غزة مُكلف جدًّا؛ حيث كثيرًا ما تصيب الخسائر عشرات المزارعين، بسبب إغلاق المعابر أحيانًا والاعتداءات الصهيونية أحيانا أخرى.
وعن مراحل زراعتها في غزة، يقول: "تبدأ زراعة الفراولة في أوائل شهر أيار (مايو) من كل عام، وذلك باستيراد مشاتل أساسية، ثم نقوم بغرسها في أراضينا لتنتج كل شتلة ما معدله 1000 شتلة جديدة، ثم نهتم بها ونرعاها مدة 4 شهور ونصف، ثم نقوم بنقلها إلى مصاطب مخصصة لها، إلى أن يتم نموها بالشكل المطلوب في منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر)".
ويضيف: "ثم يتم القطف وتعبئتها عبر علب مخصصة لها، ثم يتم نقلها إلى مقر الجمعية الخاصة بالتوريد، حيث الفحص الدقيق، وإما أن يتم اعتمادها إذا كانت توافق المواصفات العالمية، أو أن يتم إعادتها للمزارع، والذي بدوره يقوم ببيعها في الأسواق المحلية بخسائر فادحة".
يتميز مزارعو التوت الأرضي في قطاع غزة عن غيرهم، بأن لديهم جمعية تشرف عليهم وتهتم بزراعتهم؛ حيث يؤكد المزارع غبن لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، أن لكل مزارع ملفا خاصا بأرضه ومحصوله، يتم فيه تسجيل كافة التفاصيل أولاً بأول، وذلك بإشراف أوروبي على عملية الزراعة حتى القطف والتصدير.
الحصار والخسائر
ويُعرج المزارع الفلسطيني إلى حجم خسائر قطاع الزراعة بشكل عام، وزراعة التوت الأرضي بشكل خاص، حيث يؤكد أن نسبة زراعة التوت انخفضت في القطاع من 2500 دونم قبل الحصار حتى وصلت إلى 650 دونما الآن، وذلك بسبب إغلاق المعابر والحصار، إضافة للحروب الصهيونية المتلاحقة ضد القطاع.
وألقى المزارع غبن بعتبه على الحكومة، بأنها لا تُلقي اهتمامًا بالقطاع الزراعي، مبينًا أن القطاع الزراعي، هو من أهم القطاعات الحيوية.
وقال: "لا يوجد حماية للمزارع لا من الأضرار المباشرة، والتي تتمثل في الاعتداءات الصهيونية، أو من الأضرار غير المباشرة والتي تتمثل في العوامل الطبيعية كالمنخفضات الجوية".
وشدّد غبن على أن إمكانيات قطاع غزة الزراعية عالية جدًّا، ولكنها تفتقد وسائل الدعم والتشجيع، مبينًا أن التصدير من غزة إلى أسواق الضفة مكلف جدًّا، ولا أحد يهتم بالمزارعين ولا يعوضهم، ولا يقف إلى جانبهم.
أضف تعليق
قواعد المشاركة