الفلسطينيون يودعون عام الأزمات ولا توقعات للعام الجديد

منذ 9 سنوات   شارك:

يودع الفلسطينيون عام 2014، مستقبلين العام الجديد بالقليل من الأمل والكثير من الشك في إحداث انفراجة في الأزمات المتراكمة التي تعصف بالحالة الفلسطينية، والتي استمرت خلال العام المنقضي، رغم التفاؤل الذي ساد بعد تشكيل حكومة التوافق قبل أن تتكشف الأمور عن المماطلة في تنفيذها مسئولياتها، لتأتي الحرب على غزة، لتكشف حجم الانقسام الفلسطيني، على وقع حالة من الحراك الثوري في القدس المحتلة في مواجهة تصاعد سياسات التهويد والاستيطان.

"المركز الفلسطيني للإعلام" يستقرئ من خلال عدد من الخبراء والمحللين أهم أحداث عام 2014، وانعكاساتها، في محاولة لقراءة أفق العام المقبل الذي يبدو ضبابيًّا ومفتوحًا على كل الخيارات وفق المعطيات المتوفرة.

الحرب على غزة

ويرى الدكتور عثمان عثمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، أن العدوان على غزة، هو أهم ما حصل في 2014، مشددًا على أن الأهم في الموضوع، هو "الصمود الأسطوري من الجماهير والمقاومة في مواجهة أكبر عدوان في العقد الأخير".

وشنت قوات الاحتلال الصهيوني، حربًا واسعة على غزة، بدأت في 8 تموز (يوليو)، واستمرت 51 يومًا، أدت إلى استشهاد قرابة 2200 مواطن وإصابة عشرة آلاف آخرين، فضلاً عن تدمير آلاف الوحدات السكنية والبنى التحتية بشكل متعمد، جوبهت بمقاومة باسلة، نجحت في ضرب العمق الصهيوني، وشل أركانه، فضلاً عن إفشال محاولات التوغل البري، وقتل وإصابة أكثر من 1600 جندي صهيوني، فضلاً عن الحديث عن اختفاء عدد من الجنود، قد يكون بينهم أحياء.

التواطؤ العربي

ويعتقد عثمان في تصريحات لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، أن ما كشفته الحرب عن "تواطؤ بعض العرب" من الأمور الهامة والمريرة، قائلاً: "سيبقى في الذاكرة أن بلدانًا عربية تواطأت بشكل واضح ضد غزة، وأن الجامعة العربية لم يكن لها موقف حقيقي وفاعل بحجم ما جرى من عدوان".

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، زعم خلال الحرب، أنه لأول مرة الكيان يخوض الحرب في ظل رضى إقليمي على ما يقوم به.

ويتفق أستاذ الإعلام في جامعات غزة، إياد القرا، مع عثمان بأن "الحرب على غزة كانت مفصلية ومهمة؛ بسبب شدتها وتأثيرها، سواء بحجم الضحايا ونتائج الحرب أو وقوع أسرى وقوة المقاومة".

مواجهات القدس

ويرى القرا، أن من أهم أحداث عام 2014، تفاعل الضفة وبروز عمليات فدائية فردية، خاصة في القدس المحتلة، يمكن أن يراهن عليها في المستقبل خلال عام 2015.

كانت مدينة القدس المحتلة شهدت خلال عام 2014، تفجر ما عرف بعمليات الدهس والطعن ضد جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين، على وقع تصاعد سياسات التهويد في المدينة المحتلة، الذي جوبه بتصاعد حراك ثوري ومواجهات لا تزال تشتعل في ساحات المسجد وبلدات القدس المحتلة، وتتمدد على استحياء في مدن الضفة الغربية التي بقيت القبضة الأمنية للسلطة حائلاً دون تصاعد الحراك، وتحوله إلى انتفاضة ثالثة.

تشكيل الحكومة وتعثرها

ويشير القرا إلى أن ترجمة اتفاق المصالحة على شكل حكومة توافق متعثرة، عكس حجم التآمر على غزة، ووجود سياسات إقصائية عند طرف فلسطيني (فتح والسلطة في رام الله)، لافتًا إلى أن مفارقات هذا العام، وجود مزيد من الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية عالميًّا وأوروبيًّا، مقابل انحساره عربيًّا بسبب الأوضاع الداخلية، وظهور تنظيم الدولة "داعش".

وكانت حركتا حماس وفتح توصلتا لإعلان الشاطئ في نيسان (أبريل) 2014، الذي وضع خارطة طريق لتنفيذ اتفاق المصالحة، عبر تشكيل حكومة التوافق الوطني التي رأت النور في حزيران (يونيو) لتحل محل حكومتين في الضفة وغزة، استمر وجودهما منذ عام 2007، وكانت المفاجأة، "تقاعس" الحكومة عن القيام بمسئولياتها في غزة، والاعتراف بشرعية الطواقم الإدارية والأمنية، بخلاف ما تم الاتفاق عليه، ما أدخل الحالة الفلسطينية في حالة من الجمود وفجر المزيد من الصعوبات أمام الغزيين، خاصة في القطاع الصحي ورواتب الموظفين ومتابعة الإعمار.

لا مصالحة بوجود التنسيق الأمني

ويبدو أن حالة الجمود هذه هي ما دفع أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الدكتور عبد الستار قاسم، إلى الجزم بعدم وجود مصالحة حاليًّا، ولا في الأفق القريب، مدللاً على ذلك باستمرار التنسيق الأمني الذي رأى أن تأكيد وجوده والمضي فيه واعتباره مقدساً، يعد أحد أهم دلالات وأحداث العام المنقضي، وهو ذات الأمر الذي أكد عليه عثمان، معتبراً أنه لن يكون هناك مصالحة طالما بقيت شرعية أوسلو.

وقال قاسم، إن "أهم حدث في عام 2014، هو "اعتبار التنسيق الأمني مقدس"، مشدداً على أن ذلك مؤشر على حجم الافتراق بين الأطراف الفلسطينية، واستحالة حدوث مصالحة على هذه القاعدة.

وكان رئيس السلطة محمود عباس، اعتبر في تصريحات صادمة له في شهر أيار (مايو) الماضي، أن "التنسيق الأمني مقدس"، مشددًا على أنه سيستمر، سواء قبلت الفصائل بذلك أم رفضت.

واقتصرت فعاليات التضامن في الضفة خلال الحرب على تظاهرات محدودة هنا وهناك، وسط خيبة أمل من انطلاق مقاومة فاعلة تشغل الاحتلال وتفتح جبهة جديدة في المواجهة؛ رغم أن شرارة المواجهة بغزة جاءت ضمن أسباب عديدة، كأحد تداعيات أسر مقاومين ثلاثة "مستوطنين" صهاينة وقتلهم في الخليل.

ضبابية العام الجديد

ويتفق كل من القرا وقاسم، بأن العام المقبل يبدو عامًا ضبابيًّا مفتوحًا على كل الاحتمالات، وإن كان قاسم يستبعد شن حرب صهيونية جديدة على غزة، قائلا: "الأمور ستبقى كما هي، و"إسرائيل" لن تجرؤ على شن حرب أخرى على غزة"، ولكنه لم يستبعد اندلاع حرب إقليمية تشترك فيها حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي بين لبنان وفلسطين.

ويبدو استبعاد شن حرب على غزة، متفقًا مع ما ذهب إليه المحلل العسكري الصهيوني الشهير "عمير رففورط" في تقريره السنوي عن المخاطر الأمنية التي ستواجه الكيان الصهيوني خلال العام المقبل 2015، والتي خلص فيها إلى أن فرصة تفجر مواجهة جديدة في غزة العام المقبل تبدو ضعيفة، بناءً على آثار العدوان الأخير والدمار الذي حل بالقطاع، معتبرًا أن مفتاح المواجهة موجود حاليًا بيد حركة حماس.

داعش وتمددها

ويعتقد الأكاديمي عثمان، أن بزوغ نجم داعش، خلال عام 2014، وتمددها في سوريا والعراق، يعد من أهد الأحداث إقليميًّا، لما له انعكاسات على الشرق الأوسط، بما في ذلك الشأن الفلسطيني؛ كونها تسببت بخلخلة الربيع العربي، وأفرزت حالة عربية ضعيفة تشابه الحالة بعد الحرب العالمية الأولى، لافتاً إلى القلاقل التي تشهدها غالبية الدول العربية.

ويرى عثمان، أن الأمور خلال العام الجديد لا تبشر بخير، إنما تسير من سيئ لأسوأ، وقال: "الأمور تسير في اتجاه غير مطمئن"، مشددًا في نفس الوقت على خيار الصمود والبقاء على الخط وعدم التنازل.



السابق

اعتقال فلسطينيين وعشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى

التالي

"التوت الأرضي".. سفير غزة في أوروبا


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.