"كبارنا جذورنا" في مخيم الرشيدية
يجد المسنون والمسنات في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوب لبنان، مركزاً يجمعهم اليوم، ليمضوا فيه أوقاتهم.
وتأسس مركز "كبارنا جذورنا" في المخيم بهدف رئيسي، هو ترسيخ أهمية كبار السن في عقول الصغار. والتأكيد على أنهم يحملون إرث فلسطين الذي لم تبق منه إلا الذكرى.
تقول عضو الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ماجدة العريضة، إنّ المركز افتتح "بدعم من لجنة تحسين مخيم الرشيدية، ضمن برنامج سنابل للمسنين، بتمويل من الحكومة الألمانية".
وتضيف أنّ الفكرة جاءتها بعد مشاهدتها "المسنين في المخيم يجلسون في الزواريب أمام بيوتهم، أو يبقون أمام شاشات التلفزيون، أو يتشاجرون مع زوجاتهم وأبنائهم. بالإضافة إلى شعورهم بالملل". وتضيف: "بدأنا بطرح المشروع على المعنيين، وأعددنا دراسة، ومن بعدها أحصينا كبار السن من خلال استمارات. ومع ذلك لم يتقدم للمركز سوى مسن واحد في البداية". وتتابع: "لكننا قمنا بعدها بجولات على البيوت، فبدأ كبار السن بالتوافد على المركز واحداً تلو الآخر. فباتوا لا يملّون من الجلوس فيه، بل صاروا يحضرون قبلنا، أي منذ السابعة صباحاً، إلى ما بعد الرابعة عصراً. ولا يبرحون المكان إلا من أجل الذهاب للمسجد".
ينظم المركز نشاطات دورية ترفيهية وتثقيفية للمسنين، ويقدم لهم الدعم النفسي، ويؤمن لرواده المأكولات والمشروبات مجاناً. كما يمدهم بالمواد الأولية لممارسة الأشغال المتنوعة.
وعن النشاطات فيه، تقول العريضة: "الرجال يركزون على لعب النرد، فيما تمارس النساء الخياطة والحياكة. وغالباً ما يتداولون الأحاديث عن ذكريات فلسطين القديمة وعاداتها". وبالإضافة إلى ذلك، تجهز النساء المؤونة الشتوية، كالصعتر والمربيات وسواها، بأنفسهن. وكذلك يعملن في تزيين أدوات المطبخ من صحون وأكواب وسواها.
من جهته، يفضل أحد رواد المركز، الحاج حسن، البقاء يومياً في المركز. ويقول: "هنا أجد الراحة وأشعر بإنسانيتي". ويضيف: "مركز كبارنا جذورنا، فسحة أمل لنا، نرى فيه أصدقاءنا".
عندما وصل الحاج حسن إلى المركز كان منعزلاً لا يكلّم أحداً ولا يفعل شيئاً. لكنّه اليوم يروي المزروعات ويمارس النشاطات مع الآخرين، حتى إنّه سيقترح على رفاقه القيام بالواجبات الاجتماعية من تهنئة وتعزية جماعياً، انطلاقاً من المركز.
المصدر: العربي الجديد
أضف تعليق
قواعد المشاركة