قصر المنية.. إرث أموي غيّبته قوات الاحتلال

منذ 10 سنوات   شارك:

 تشهد الآثار الإسلامية في الداخل الفلسطيني هجمة شرسة ومنظمة من قبل أذرع المؤسسة الصهيونية المختلفة ومن أبرزها ما تُسمى "سلطة الآثار"، التي عمدت إلى تغييب الإرث الإسلامي وطمسه وإتلافه أو هجرانه وعدم الاهتمام به وتركه عرضة لعوامل الطبيعة حتى تفتك به كما هو الحال مع بقايا حضارة الأمويين العريقة في الشام وأرض فلسطين التي يعدّ قصر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك واحدا منها.

ويقع قصر الوليد بن عبد الملك أو ما يعرف بـ "قصر المنية" في "خربة المنية" الواقعة على الضفة الغربية لبحيرة طبريا بالقرب من قرية الطابغة المهجرة، وهو واحد من خمسة قصور بناها الخليفة ذاته بمساعدة أخيه الخليفة هشام بن عبد الملك ، والتي أطلق عليها البعض اسم "قصور الصحراء" أو "قصور بني أمية".

وبني قصر المنية في سنوات (705-714م)، وقد ذكر باحثون أن خبراء آثار وجدوا كتابة في القصر تقول إن الأخير بني للوليد، وإن الخبير الذي أشرف على بنائه هو رجل يدعى عبد الله.

وقد هجر القصر بعد الزلزال العظيم الذي أصاب المنطقة في عام 749م ولم يُعَد بناؤه في الفترة العباسية التي اتخذت من بلاد الرافدين مركزا لها، أما في الفترة المملوكية فقد استعملت أجزاء من حجارته لبناء خان المنية الواقع قرب القصر، وقد اشتهرت المنطقة باسم "المنية" إلى حد أن بحيرة طبريا كانت تعرف عبر التاريخ الاسلامي إلى عهد المماليك باسم "بحر المنية"، وبهذا الاسم ذكرها البلاذري والطبري وابن كثير في كتبهم، وقد سكن خربة المنية بدو من منطقة طبريا حتى تم ترحيلهم على يد السلطات "الإسرائيلية" بعد عام 1948.

موروث ثقافي
ويقول عبد الرازق متاني مدير وحدة الآثار في "مؤسسة الأقصى" إنه "عند الحديث عن قصر المنية يتبادر إلى ذهني كباحث في الآثار حجم وعظم الحضارة والعمارة الإسلامية الأموية في أرض فلسطين والتي شهدت ازدهارا غير مسبوق في هذه الفترة، فنحن نتحدث عن العديد من المواقع الإسلامية العريقة التي تعود إلى هذه الفترة، لكن في الوقت ذاته ينتابني الحزن والأسى لما آل إليه حال هذه المعالم التي لا تلقى العناية والاهتمام رغم أهميتها وما تعنيه من موروث ثقافي وعلمي".

وبحسب متاني؛ فإن حال قصر المنية كحال العديد من الآثار الإسلامية، تُرك لعوامل الطبيعة والهجر ولصوص الآثار ليقوموا بالقضاء عليه فهو آثار من الدرجة الأولى "لا يمكن التغافل عنها، إلا أن حاله لا يختلف عن حال باقي الآثار الاسلامية والأموية في الداخل الفلسطيني والتي تلاقي نفس المصير؛ فالمسجد الأموي الكبير في طبريا ادعى علماء الآثار اليهود أنه كان سوقا رومانية يوما، أما المسجد الأبيض في الرملة والذي هو من أعرق مساجد العالم الإسلامي ترك مهجورا لا يسمح بترميمه رغم عراقته ومركباته التي من شأنها أن تجعله مزارا سياحيا".

فن أموي
ويمتاز قصر المنية بشكله المستطيل الممتد من الشمال إلى الجنوب، ضلعه الأكبر بطول 73 مترا وضلعه الأصغر بطول 66 مترا. وقصر المنية، ككل قصور الصحراء الأموية، مبني على شكل قلعة حصينة في جدرانها أربعة أبراج دائرية في الزوايا وأربعة أبراج نصف دائرية في الوسط، وتم بناء القصر من حجارة بازلتية سوداء في المداميك السفلية الأساسية، ومن حجارة جيرية مستطيلة عملاقة في المداميك العليا.

جدران القصر كانت مزينة برسومات فنية، أما الأرضية والقسم الأسفل من الجدران فكان يزخر بلوحات مزخرفة بالفسيفساء والمرمر، الأمر الذي يعكس عراقة ومزايا الفن الأموي.

ويذكر الباحث عبد الرازق متاني في كتابه "البناء الأموي في المسجد الأقصى" أن مدخل القصر كان من الجهة الشرقية في اتجاه البحيرة، وعن يسار المدخل كان المسجد والقاعات المركزية، وللمسجد مدخل مباشر من الخارج أيضا.

وأضاف إنه يمكن من خلال التدقيق في بناء المسجد، -الذي هو جزء لا يتجزأ من القصر-، استقراء نمط كافة البناء، فهو يقع في الزاوية الشرقية للقصر، ويحوي ثلاثة مداخل؛ الأول من الناحية الشمالية بالقرب من مدخل القصر الرئيس، والثاني في الجدار الغربي للمسجد يربطه مع القاعات، ومدخل ثالث في الجدار الشرقي للقصر يؤدي إلى خارجه، وقد بنيت الطبقة الأرضية للمسجد من الحجارة البازلتية، وقد بلغ عرض حائط القبلة قرابة 14م".

وأكد متاني على أن كل محاولات طمس وتزوير المعالم الإسلامية لن تنجح في تشويه التاريخ والحضارة الإسلامية العريقة التي اشتهرت بها أرض فلسطين.

ويرزح قصر المنية كغيره من قصور بني أمية تحت نير التغييب والإهمال منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، ففي زيارة ميدانية قام بها طاقم مؤسسة الأقصى مؤخرا كان واضحا حجم الدمار الذي لحق بالقصر جراء إهمال سلطة الآثار له، الأمر الذي تسبب في انتشار كميات كبيرة من الأوساخ والأعشاب في جنباته، فضلا عن جعله لقمة سائغة في فم لصوص الكنوز والآثار الذين عاثوا فيه خرابا بحثا عن كنوز، والى جانب هذا كله تحاول أذرع المؤسسة "الإسرائيلية" إخفاء معالم القصر عن أعين الناس وحتى السياح؛ فلم تقم بوضع لافتات إرشادية تدل على مكانه، واكتفت بلافتة صغيرة وضعت أمامه لن تصل إليها إلا بعد عملية بحث واسعة.!



السابق

غزة: الأمطار تغرق نازحي العدوان ومساعي لتدارك أي فيضانات جراء المنخفض

التالي

التحذير من شرعنة استهداف المرابطين بالأقصى


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

محمود كلّم

42 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا !!!

من الصعب على الذاكرة بعد مرور 42 عاماً على المجزرة، استرجاع أدق التفاصيل التي تبدو ضرورية لإعادة تقييم مجريات الأحداث، والخروج مع … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون