شتاء قاس ينتظر غزة
يتعرض قطاع غزة لمنخفض جوي حاد خلال الأسبوع الحالي. الأمطار تهطل بغزارة، مع انخفاض ملموس لدرجة الحرارة. دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية تحذّر من خطر الفيضانات والغرق في مناطق منخفضة وساحلية، وأخرى من المناطق التي دمرها الاحتلال خلال العدوان الأخير، ليكون فصل الشتاء هذا العام ضيفاً ثقيلاً على أهالي غزة، وبخاصة ممن دمرت بيوتهم.
واستيقظ المواطن أحمد النجار من خان يونس جنوب القطاع فجر أمس ليجد بيته المدمر تدميراً جزئياً خلال العدوان الأخير على غزة غارقاً في مياه الأمطار، ما اضطره إلى إجلاء أطفاله على مدخل البيت الخارجي رغم انخفاض درجة الحرارة الطقس.
يقول المواطن النجار إن الوضع مأساوي لأنه لا يوجد أي مكان آخر يستوعب عائلته المكونة من سبعة أفراد. ويوضح أنه منذ الصباح الباكر وهو يقوم بإزالة المياه التي غمرت أجزاء كبيرة البيت.
مساكن آمنة
يناشد المواطن سعيد الحلو من حي الشجاعية شرق مدينة غزة والذي دمّر بيته بشكل كبير، المسؤولين «تلبية احتياجاتنا خلال فصل الشتاء، على الأقل توفير مساكن آمنة تقينا برد الشتاء، فليس من المعقول أن نقوم ليلاً نهاراً بإزاحة مياه الأمطار ونحن لدينا أطفال».
أما المواطنة فتحية قديح (43 عاماً) من محافظة خان يونس وتسكن في أحد الكرفانات التي صنعت محلياً بعد تدمير العديد من منازل الفلسطينيين خلال العدوان، فتقول: «مأساتي بتسرب المياه داخل الكرفان وأطفالي نيام، لا يوجد حل بديل لأقوم به، فأطفالي يتعرضون كل يوم لنزلات البرد الشديد، إلى جانب المس الكهربائي نتيجة تسرب المياه».
وشهدت مناطق خزاعة والشجاعية شرقي غزة اعتصامات نظمها أصحاب البيوت المهدمة من أجل المطالبة بسرعة إعمار بيوتهم مع دخول فصل الشتاء. ودعا المعتصمون السلطة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) والمؤسسات الدولية إلى التحرك السريع والجاد لحل أزماتهم.
أونروا
ويؤكد المستشار الإعلامي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة، أن مؤسسته بدأت عملية متسارعة، تهدف إلى دفع تعويضات مالية عاجلة لنحو 80 ألف أسرة، تضررت منازلها بصورة طفيفة خلال العدوان الأخير على غزة. وقال أبو حسنة، إن نحو 350 مهندساً متخصصاً في حصر الأضرار، بدأوا بالعمل في جميع أنحاء القطاع مؤخراً، وزاروا حتى الآن 30 ألف منزل، وقيموا حجم الأضرار التي أصابتها..
وبناء على ذلك بدأ فعلا دفع مبالغ مالية تعويضية، لكي تتمكن تلك الأسر من إعادة إصلاح الأضرار، والإقامة في منازلها بشكل آمن، وصحي. وأضاف: «الدفع يتم لأصحاب المنازل التي تضررت بصورة طفيفة، ومن الممكن إصلاح تلك الأضرار من المواد المتوافرة في السوق فعلًا، مثل زجاج النوافذ، أو الأبواب وغيرها».
المصدر: البيان- نيللي المصري
أضف تعليق
قواعد المشاركة