في يومها.. من ينقذ الأرض من مفاوضات تهدد مصيرها!
المركز الفلسطيني للإعلام: في يومها، لا ترجو الأرض سوى صرخة لوقف تلك المفاوضات العبثية التي تسببت بارتفاع غير مسبوق في وتيرة مصادرتها وتوسع غول الاستيطان بالضفة الغربية، يؤكد ذلك باحثون وسياسيون رأوا أنّ استمرار المفاوضات يشكل غطاء لنهب الأرض.
ويحيي الفلسطينيون في 30 آذار/ مارس من كلّ سنة ذكرى يوم الأرض، والذي تعود أحداثه لآذار 1976 بعد أن قامت السّلطات الصهيونية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة مطلقة، وخاصّة في الجليل.
وعلى إثر ذلك المخطّط قرّرت الجماهير العربيّة بالدّاخل الفلسطينيّ إعلان الإضراب الشّامل، متحدّية ولأوّل مرّة بعد احتلال فلسطين عام 1948 السّلطات الصهيونية، وكان الرّدّ الصهيوني عسكريّ شديد إذ دخلت قوّات معزّزة من الجيش مدعومة بالدّبّابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينيّة وأعادت احتلالها موقعة شهداء وجرحى.
يقول عضو المجلس التشريعي مصطفى البرغوثي: إن المفاوضات التي تجري حاليا شكلت غطاء مباشرا لتصعيد الاستيطان ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية بشكل متسارع وملحوظ عن الفترة التي سبقت المفاوضات.
وأضاف لمراسلنا "حكومة نتنياهو استغلت المفاوضات الجارية حاليا من أجل إصدار أكبر قدر من القرارات الاستيطانية وشنت حملة غير مسبوقة لتغيير الواقع على الأرض مستفيدة من الحالة السياسية التي وفرها عودة الجانب الفلسطيني للمفاوضات دون ضمانات".
وأكد أن الاحتلال يراهن على عامل الزمن لفرض وقائع على الأرض مستفيدا من كل يوم في المفاوضات لفرض وقائع استيطانية على الأرض فيما المفاوض الفلسطيني منشغل بلقاءات تفاوضية عبثية لا طائل منها.
وشدد على أن استمرار المفاوضات خطيئة يجب أن تتوقف، خاصة وأن الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون من أرضهم ودمائهم بسببها بات باهظا جدا، سيما وأن الاستيطان زاد 130% منذ بدء المفاوضات.
السلطة غير جادّة
ويرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الستار قاسم أن قيادة السلطة لم تكن يوما معنية بحماية الأرض، ولا جادة في ربط مواقفها بوقف الاستيطان، وبالتالي خدمت الاحتلال وساعدته في السيطرة على الأرض والتهامها من خلال مفاوضاتها العبثية منذ أوسلو وحتى اليوم.
وأضاف لمراسلنا "لم يربط المفاوض الفلسطيني يوما من الأيام المفاوضات بوقف الاستيطان ومصادرة الأراضي، في الوقت الذي تقوم به أجهزة السلطة الأمنية ومن خلال عمليات التنسيق الأمني مع الاحتلال بكبح أي فعل مقاوم تجاه المستوطنين".
وأردف أن ممارسات الأجهزة الأمنية واستمرار التنسيق الأمني أسهم في توفير حماية غير مسبوقة للمستوطنين الذين شعروا بأنهم في مرحلة هدوء وتمدد يجب أن يستثمروها جيدا، في المقابل لم يمر على المقاومة في الضفة ظروف تكون فيها مكبلة مثل هذه الظروف.
وقال: "هناك متنفذين وقيادات في السلطة لهم مشاريع استثمارية في المستوطنات فكيف لهم أن يحاربوا الاستيطان ومصادرة الأراضي؟".
المقاومة تحمي الأرض
ويؤكد النائب في المجلس التشريعي إبراهيم دحبور أن المقاومة هي التي تحمي الأرض وتكبح جماح الاستيطان، مستذكرا كيف حوصر المستوطنون وتقلصت أنشطتهم في الأوقات التي كانت تشهد مقاومة فاعلة وكيف تمددوا في أوقات المفاوضات والهدوء.
وأكد لمراسلنا أنّ ذكرى يوم الأرض يجب أن تشكل صرخة من أجل وقف المفاوضات التي تسببت بشرعنة الاستيطان بشكل غير مسبوق.
وأشار إلى أن اتفاقية أوسلو هي التي أسهمت في تقسيم الأرض إلى مناطق أ و ب و ج وبالتالي منحت الكيان الصهيوني سيطرة حقيقية على ثلثي مساحة الضفة والقدس والتي صنفت أراضي ج.
واعتبر أن المفاوضات الجارية حاليا تتسبب في مسلسل خطير لنهب الأرض، وبالتالي يجب أن تتوقف، لافتا إلى أن كافة القوى والمحللين يستشعرون ذلك مما يتطلب من فريق المفاوضات أن يعيد حساباته.
أضف تعليق
قواعد المشاركة