غزة: نصف مليون بلا مأوى والاحتلال يمنع الإعمار

منذ 10 سنوات   شارك:

الغد الأردنية: ينتظر زهاء نصف مليون فلسطيني بلا مأوى في قطاع غزة تسيير عملية إعادة الاعمار "المتعثرة" حتى يتمكنوا من تشييد ما دمره الاحتلال الإسرائيلي وترميم ما أعطبته غاراته العدوانية لأكثر من 100 ألف منزل متضرر.

ووجد مواطنو غزة "المنكوبون"، بفعل عدوان الاحتلال الأخير، أنفسهم في العراء مجدداً بعدما أغرقت سيول الأمطار التي هطلت على القطاع "الكرفانات" التي احتموا بها مؤقتاً، فباتت "سابحة" في برك مائية ومهجورة من ساكنيها.

وبينما حالف الحظ قلة منهم في إيجاد مأوى مؤقت عند أقاربهم، إلا أن غالبيتهم لجأوا إلى "البيوت البلاستيكية" المنتشرة في المناطق الزراعية بالقطاع كحل ذاتي يقيهم من سطوة برد الشتاء والنوم في العراء.

ونتيجة عراقيل الاحتلال؛ فلم يدخل للقطاع من مواد البناء سوى دفعتين فقط بكميات قليلة لا تتجاوز منها 3 آلاف طن من الإسمنت، وسط ظلام دامس "لا يقطعه سوى 6 – 8 ساعات تقريباً من الكهرباء غداة إصلاح جزئي لمحطة توليد الكهرباء التي قصفها الاحتلال"، وفق الأكاديمي في جامعة الأقصى بغزة محمد العمور.

ويحاكي العمور تجربة "التشرد" عن قرب، عندما هدم الاحتلال منزله بالكامل مع بيوتات أشقائه وأقربائه في بلدية الفخاري، محافظة خان يونس، مماثلة لتدمير أكثر من 172 منزلاً بالكامل.

وقال، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن "الناس يرزحون تحت وطأة معاناة شديدة في القطاع جراء الافتقار لأبسط مقومات الحياة، والتي تطل برأسها السلبي الثقيل في فصل الشتاء".

وأضاف "لقد وجد بعضهم المأوى المؤقت في "كرفانات" تبرعت بها الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية، إلا أن طريقة إعدادها كانت عشوائية، بينما جرفتها السيول وهجرها ساكنيها نحو "بيوت بلاستيكية" باتت حلاً ذاتياً غير عملي في ظل غياب خيار آخر بالنسبة إليهم".
وأوضح أن "عملية إعادة الاعمار تجري متثاقلة بسبب عراقيل الاحتلال"، مشككاً في "استمرار التهدئة بالقطاع إزاء وضع صعب قد ينذر بالانفجار الداخلي في أية لحظة"، وفق رأيه.

وما يزال 18 مبنى مدرسياً تابعاً لوكالة "الأونروا" تخدم كمركز إيواء جماعي نحو 32,419 نازحا.

بينما تذهب تقديرات الوكالة إلى تضرر حوالي 80 ألف مسكن للاجئين، وأكثر من 100 ألف منزل للاجئين وغير اللاجئين، قد تضرر أو تعرض للتدمير خلال عدوان الاحتلال الأخير، ما يؤثر على أكثر من 600 ألف فلسطيني.

وفي أعقاب الهجوم الذي وقع مؤخراً في سيناء، أعلنت مصر عن تأجيل المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، غير المباشرة، بوساطة مصرية، في القاهرة، والتي كانت مقررة في نهاية الشهر الماضي.

من جانبه، قال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض إلى القاهرة قيس عبد الكريم "أبو ليلى" إنه "حتى الآن لم يتم تحديد موعد ثابت لإجراء المفاوضات، المقررة فيما بعد منتصف الشهر الحالي".

وأضاف، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، إن "عملية إعادة الإعمار متعثرة، بسبب التأخير الذي تمارسه سلطات الاحتلال في إدخال مستلزمات إعادة الاعمار والمماطلة في تنفيذ ما أتفق عليه سابقاً، وتعطيل تنفيذ الآلية التي تم الاتفاق بشأنها مع الأمم المتحدة برغم الملاحظات حولها لكونها معقدة وتتعمد إبطاء العملية بدلاً من تسهيلها".

وأوضح أنه "لم يدخل حتى الآن سوى دفعتين من مواد الإعمار بعد مماطلات طويلة من قبل الاحتلال، فيما يعاني مواطنو غزة معاناة شديدة خاصة في ظل الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخراً".

وأشار إلى أن "هناك أكثر من نصف مليون فلسطيني من مواطني القطاع بدون مأوى، بينما عملية إعادة الاعمار بما فيها المنازل المتضررة تنتظر إدخال مستلزمات ضرورية وحيوية للقطاع".

وقال إن "الجانب الفلسطيني يتحرك على أكثر مستوى، حيث يجري حالياً الاتصال مع الجهات المعنية، مثل مصر والأمم المتحدة، لإثارة القضية على مستوى دولي، وهناك تفهم دولي بما فيها الدول المؤثرة في مركز القرار على ضرورة تسريع عملية الاعمار".

ولفت إلى أن "مؤتمر القاهرة الدولي قد عبّر عن إرادة دولية تجاه عملية إعادة الاعمار والتزام دولي من قبل دول العالم في تقديم الأموال اللازمة والضرورية للعملية".
ولفت إلى أن "مشكلة المصالحة الفلسطينية تكمن في كونها رهينة للثنائية التي يزعم أصحابها، من حركتي "فتح" و"حماس"، أنها تسهل العملية، بينما تبين أنها تعقدها وتجعلها رهينة للمصالح القصيرة النظر للطرفين".
واعتبر أن "المخرج من التعثر والبطء في خطوات تحقيق المصالحة يتمثل في جعلها عملية وطنية شاملة بحضور القوى والفصائل الفلسطينية وإشرافها على الخطوات وتسريعها".
وتشتمل آلية إعادة إعمار غزة على أربع فئات من العمل؛ بحسب "الأونروا"، تتمثل في إصلاح المساكن الفردية، والمشروعات الكبيرة ومشروعات الأمم المتحدة وتحقيق الاستقرار الطارئ للمساكن المتضررة.
وبحسب "الأونروا"؛ فإنه "يجري العمل على تأسيس وحدة مراقبة يشغلها موظفون من مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع لتقديم تقاريرهم إلى مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط".
وكان عدوان الاحتلال الأخير ضد قطاع غزة قد أسفر عن استشهاد أكثر من 2254 فلسطينياً، من بينهم 306 فلسطينيات، وجرح زهاء 10 آلاف فلسطيني.

 



السابق

"إسرائيل" تجبر عائلة فلسطينية على العيش في "كهف" شرق مدينة نابلس

التالي

دعوة لإنقاذ سكان غزة بعد إغلاق المعابر


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

محمود كلّم

42 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا !!!

من الصعب على الذاكرة بعد مرور 42 عاماً على المجزرة، استرجاع أدق التفاصيل التي تبدو ضرورية لإعادة تقييم مجريات الأحداث، والخروج مع … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون