اعتصامان في غزة احتجاجًا على تأخر إعمار غزة
نظم عشرات اللاجئين الفلسطينيين، من أصحاب المنازل المدمرة في الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة، اعتصامًا شعبيًّا ظهر الاثنين (27-10)، أمام مركز التموين الرئيسي في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، وكذلك في مخيم البريج، طالبوا فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والأمم المتحدة بالإسراع في إعادة إعمار بيوتهم التي دمرها الاحتلال.
ورُفع في الاعتصام -الذي دعت إليه اللجنة الشعبية للاجئين شمال غزة، ولجنة أهالي البيوت المدمرة- يافطات وشعارات تطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء حصار غزة، وتأمين عبور مواد الإعمار اللازمة للقطاع، ويافطات أخرى حمّلت الأونروا مسؤوليتها تجاه هذه الأزمة.
وفي بيان باسم أهالي البيوت المدمرة تمت قراءته أمام الإعلام، ناشد الدول التي تبرعت لإعادة إعمار غزة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والسيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، بالضغط من أجل الإسراع في بناء ما دمره الاحتلال.
وأورد البيان: "بأن غزة ومع دخولها للشهر الثالث بعد الحرب، لا زالت ترقب بصيص أمل، فالحصار لا زال قائمًا، الكهرباء حالها لم يتحسن"، مشيرًا إلى أن حكومة التوافق الفلسطينية، قد دخلت غزة "بخفي حنين".
وطالب البيان المقاومة الفلسطينية بإعادة توجيه صواريخها تجاه مدنهم وقراهم المحتلة، "وذلك حتى لا يهنأ المحتل بالأمن والاستقرار، شأنهم شأن من دمرت بيوتهم في غزة"، فيما أكد البيان أن "أهالي البيوت المدمرة، مع المقاومة إلى أن يلتزم العدو الصهيوني بفك الحصار".
من جهته قال رئيس المكتب التنسيقي للجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة، معين أبو عوكل: "إن هذا الاعتصام هو رسالة واضحة للمقاومة الفلسطينية التي وعدتنا أن هناك اتفاقًا غير مباشر بينها وبين الاحتلال من أجل إنهاء الحصار وإعادة الإعمار"، وأضاف أبوعوكل: "على المقاومة إعادة توجيه صواريخها تجاه الاحتلال، ويجب ألا ينعم المحتل بالأمن والاستقرار الذي حرم منه أهالي البيوت المدمرة في قطاع غزة، فالمحتل لا يفهم إلا لغة القوة".
أبو عوكل أكد أن هناك اعتصامات مختلفة سيشهدها قطاع غزة، على مدار الأسبوع الحالي في كل المحافظات، وستختتم باعتصام حاشد، سيتجمع المشاركون فيه أمام مجلس الوزراء الفلسطيني لحكومة التوافق الفلسطينية التي لم تقدم شيئًا، بحد وصف أبو عوكل، فيما طالب حكومة التوافق بضرورة التحرك والقيام بواجباتها الملقاة على عاتقها، انطلاقًا من مسؤولياتها تجاه شعبها، وإما أن ترحل.
رمزي جبر كان أحد المشاركين في الاعتصام، ويعمل ضابط إسعاف في الخدمات الطبية العسكرية في الحكومة الفلسطينية في غزة، ويسكن منطقة "تل الزعتر" شمال القطاع، تعرض منزله لقصف مكثف بعدد من قذائف المدفعية الصهيونية، نتج عن ذلك دمار كبير في المنزل جعله غير آهل للسكن، الأمر الذي اضطر جبر لاستئجار منزل يؤويه هو وعائلته، يقول: "أحاول منذ فترة شراء بعض أكياس الإسمنت لأعيد ترميم منزل العائلة الذي كنا نسكن فيه، إلا أن الحصار الظالم جعل هذا الأمر بمثابة الحلم بالنسبة لأهل غزة".
ويضيف جبر: "لم نتلق رواتبنا منذ أشهر، وكثرت علينا الأحمال والأعباء، التي زادها ما أدفعه للشهر الثالث على التوالي لصاحب المنزل الذي أسكن عنده بالإيجار".
في الوقت ذاته، نظمت المبادرة الشبابية للدفاع عن المخيم في مخيم البريج اعتصامًا ووقفة، اعتراضًا على تأخر البدء في الإعمار مع قدوم الشتاء.
وشارك العشرات من أهالي المخيم في الاعتصام منددين بالإجراءات الدولية والمساومات التي يتعرض لها القادة السياسيون من أجل الإعمار.
وفي كلمة للمبادرة، ألقاها عطا ضرغام، طالب الوكالة بصفتها الجهة المسئولة عن اللاجئين في المخيمات لتحمل مسئولياتها، وعدم التخلي بحجج واهية.
وقدم ضرغام مطالب المبادرة، ومن أهمها الإسراع في عمل المهندسين وإنصاف الأهالي في البحث الاجتماعي، وكذلك العمل على إيجاد مساكن للمتضررين والبدء في الإعمار، وخصوصًا مع قدوم فصل الشتاء، وقد تم تقديم المطالب لمدير الوكالة في البريج.
أضف تعليق
قواعد المشاركة