أطفال غزّة يبحثون عن ثيابهم الشتويّة بين الركام

منذ 11 سنة   شارك:

باردٌ الهواء في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. لا تكترث الطفلة إيمان حسنين (6 أعوام) لهذا البرد. يشغل بالها إيجاد معطفها الشتوي بين ركام المنزل المتناثر في المكان. ولا تفلح محاولات أمها بإقناعها أن معطفها الوردي الأنيق وكافة ملابسها الشتوية، قد تمزقت بفعل القصف الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على القطاع، وتلاشت بين أنقاض البيت المكون من ثلاثة طوابق.

تقول الأم هبة إنه "مع قدوم فصل الشتاء، صارت صغيرتها إيمان تبكي. لم تعد تغادر المنزل المقصوف وهي تبحث عن ردائها الشتوي". تضيف:"ما زالت مقتنعة أنه يمكنها ارتداء معطفها مجدداً. وعدتها بشراء معطف جديد، لكنها تظل تبكي وتصرخ بأنها تريد معطفها".

من جهته، يقول رفعت نجار (45 عاماً) إن "فصل الشتاء يأتي ثقيلاً وقاسياً هذا العام"، وهو يُراقب أطفاله الخمسة الذين أضحوا بلا ملابس شتوية. يتخذ من إحدى المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مأوىً له ولعائلته (11 فرداً). يُضيف بحسرة: "كان يجمعنا بيت دافئ. ما إن تمطر السماء حتى يلبس الصغار معاطفهم، ويجلسوا قرب المدفأة ويحتسوا الشاي. تلاشى كل شيء اليوم، ولم يعد يرافقنا سوى البرد".

وقرب أحد البيوت المُدمرة، انشغل الطفل محمد حسان (11 عاماً) في البحث عن حذائه الشتوي، فيما اصطف أصدقاؤه بقربه دون أحذية أو ملابس شتوية. يقول: "بدي (أريد) أطلع (أقوم بإخراج) كل أواعينا (جميع ملابسنا) الشتوية، بدي بوتي (حذائي)". فيما يؤكد والده عمران (39 عاماً)، أنّه لم يستطع انتشال الملابس والمستلزمات الشتوية، وبقيت جميعها تحت أنقاض بيته المدمر. يتابع وهو يضرب كفاً بآخر: "لا أدري كيف سنتدبر أمرنا. اشترت زوجتي، بعد انتهاء الشتاء الماضي، الكثير من الملابس الشتوية لأبنائي (سبعة)، مستفيدة من التخفيضات. لكنها لم تتصور أن يذهب جميع ما اقتنت تحت الأنقاض والركام".

من جهته، يقول الخمسيني سمير أسعد، الذي لا يعرف كيف سيمضي أحفاده هذه الأيام من دون ملابس شتوية، إن "الأطفال يشعرون بالبرد الشديد، والأغطية التي تمنحها الجمعيات الخيرية لا تكفي، وجميع العائلات المُشردة تخشى أن يضرب غزة منخفض جوي كما حدث العام الماضي".

المصدر: الأناضول



السابق

تحذيرات من خطورة الوضع في غزة مع حلول الشتاء

التالي

طواقم فلسطينية تتأهب للمشاركة في إدارة معابر غزة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزّة: السَّماءُ تمطرُ دماً!

الحزن ليس شعوراً عابراً، بل ذاكرة متجذرة في الوعي الجمعي للأمة! ما يؤلم اليوم أننا بتنا نرى الدين وقد تحوّل في بعض صوره إلى أداة ت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير