سلطات الاحتلال تشدد الإجراءات على المسجد الأقصى وسط توترات
شددت الشرطة الإسرائيلية الحراسة على باحة المسجد الأقصى امس وسط تصاعد التوترات بين زوار الحرم القدسي من المسلمين واليهود ودعوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الدفاع عن الأقصى «بأي طريقة».
واندلعت اشتباكات مرارا خلال الأسابيع القليلة المنصرمة مع تزايد أعداد اليهود الذين زاروا الحرم القدسي المعروف عند اليهود باسم جبل الهيكل خلال أعياد اليهود ما أثار غضب الفلسطينيين الذين يعتبرون ذلك جزءا من مخطط إسرائيلي لتغيير الوضع الراهن.
وبعد فجر امس، تجمع نحو عشرة من اليهود المتشددين وعشرات السياح الأجانب لزيارة المكان برفقة الشرطة وهم يتمتمون صلوات، في حين منعتهم من أداء صلوات علنية أو الانحناء على الأرض. وعند مرورهم أمام المسجد الأقصى حيث اندلعت اشتباكات بين قوات أمن إسرائيلية ومحتجين فلسطينيين الأسبوع الفائت، كبرت مجموعة من النساء وحضت الشرطة الفلسطينية اليهود المتشددين على مواصلة السير.
وقال فلسطيني يجلس بالجوار تحت ظلال بعض أشجار السرو «هذا استفزاز. يحاولون ارباكنا وأن يجعلونا نتوتر. هذه المنطقة بأكملها تخص المسلمين.»
وعلى درج يؤدي إلى قبة الصخرة، رسم شخص ما علامة يساوي بين نجمة داود والصليب النازي المعقوف. وأزالت الشرطة ذلك خلال دقائق، لكن بعض الزوار اليهود كانوا رأوه والتقطوا صورا له.
تغيير الوضع الراهن
في الأشهر الأخيرة، قاد موشي فيغلين العضو اليميني المتشدد في البرلمان الإسرائيلي وهو من حزب ليكود الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساعي لتشجيع اليهود على زيارة جبل الهيكل والصلاة هناك رغم أن التوراة تحظر ذلك. وهدفه هو اسقاط اتفاقات تعود إلى حرب 1967 عندما احتلت إسرائيل مدينة القدس القديمة بما في ذلك جبل الهيكل قبل تسليم مسؤولية إدارة الموقع إلى السلطات الإسلامية. ولأن المنطقة مقدسة عند كل من اليهود والمسلمين كثيرا ما تكون مصدر توترات بين الجانبين. وفي العام 1990 منعت قوات إسرائيلية مسلمين من دخول باحة الأقصى ما أدى إلى وقوع اشتباكات أسفرت عن مقتل 20 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من مئة.
وفي العام 2000 اعتبر فلسطينيون زيارة زعيم المعارضة الإسرائيلي آنذاك ارييل شارون استفزازا خطيرا ما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية التي دامت خمسة أعوام. وتصاعدت التوترات ثانية الأسبوع الفائت عندما حظرت القوات الإسرائيلية على الرجال دون الخمسين دخول الأقصى.
ومن بين الزوار اليهود امس مئير بيك (59 عاما) الذي تجول في المكان حافي القدمين لاظهار خشوعه. وأجاب مبتسما ردا على سؤال حول ما إذا كان صلى «فعلت ما يمكنني القيام به» بما في ذلك تلاوة صلوت سرا. وتابع «الأمر كله يتعلق بتوضيح من يملك جبل الهيكل»، مضيفا أنه زاره 40 مرة. وقال ردا على سؤال بشأن ما هو الهدف في نهاية الأمر ان «الهدف هو التوضيح للعالم أن هذا المكان لنا. عندما نوضح أننا نهتم به تصبح آنذاك قضية ومن ثم سيتحتم على الحكومة أن تستمع الينا وأن تأخذ موقفا.»
وهذا بالتحديد ما يخشاه الفلسطينيون وخاصة أي تغييرات على الوضع الراهن وهو أمر تعهد نتنياهو الأسبوع الفائت بألا يحدث. ولم يقتنع عباس وحض الفلسطينيين على عدم التراجع. وقال يوم الجمعة «لا يكفي أن نقول جاء المستوطنون بل يجب منعهم من دخول الحرم (المسجد الأقصى) بأي طريقة، فهذا حرمنا وأقصانا وكنيستنا (القيامة) لا يحق لهم دخولها وتدنيسها».
(رويترز)
أضف تعليق
قواعد المشاركة