الصرف الصحي يغرق حي الزيب في «عين الحلوة»
يمضي المواطن الفلسطيني في مخيم عين الحلوة يومياته مسكونا بهاجسين، هاجس غياب الأمن من خلال احداث امنية تتكرر كل فترة ، وهاجس المعيشة وغياب الانماء والخدمات الأساسية او تأخر انجاز بعض مشاريعها . ومن بينها مشروع تأهيل البنية التحتية وشبكة الصرف الصحي في المخيم. ما يتسبب كل فترة في مشكلة جديدة تنجم عن ورش الأشغال او عدم اكتمالها او عن ثغرات خلال تنفيذ بعضها بحسب الأهالي.
رغم ان امطار تشرين لم ترق بعد الى ما يمكن ان يغرق شوارع عين الحلوة ولا سيما في الشارع التحتاني، الا ان طوفان مجاري الصرف الصحي كان كفيلا بذلك قبل «غريق« الشتاء .. والسبب وفق بعض الأهالي هو ثغرات في عملية تنفيذ مشروع شبكات المجاري والبنية التحتية للمخيم .
وفي تحرك ليس الأول احتجاجا على تلك الثغرات وما ينجم عنها من مشاكل، تجمع حشد من الأهالي في حي الزيب في الشارع التحتاني وقطعوا الطريق لبعض الوقت ليطلقوا صرخة مكررة الى المعنيين بأنه «آن لقصة ابريق الزيت هذه ان تنتهي» ..بعد اكثر من سنة ونصف على بدء المشروع !.. فالمياه الآسنة أغرقت عددا من الاحياء وحاصرت المنازل والمحال بسبب انسداد القنوات المنجزة تباعا .. حتى ان احدى الحفر الناجمة عن الأشغال لم تغلق بالكامل فتحولت الى مصيدة توقع بالسيارات العابرة وكان اخر ضحاياها شاحنة صغيرة .
وطالب قاطنو الحي بفتح تحقيق بالأمر ومعالجة الثغرات التي ظهرت في المشروع وتتسبب في طوفان مياه المجاري، فيما اخذ بعضهم المبادرة بنفسه وراح يقوم بتنظيف بعض «الريغارات« لفتح طريق امام المياه المتجمعة في الشارع وعند مداخل البيوت والمؤسسات.
وقال سامر مرعي الذي يملك مطعما صغيرا في المكان: «هذا خراب بيوت كل المحلات والبيوت طافت، نطالب بلجنة تحقيق، لم تمطر الدنيا بعد وهذه حالنا، فكيف اذا أمطرت؟» .
وقال احد سكان الحي احمد السعدي: «نحمل المسؤولية لكل المسؤولين في المخيم ، فليأتوا ويروا ماذا يحل بنا .. سنبقى في الشارع حتى تحل المشكلة جذريا«.
وتفقد مدير وكالة الأونروا في المخيم فادي الصالح الحي المذكور متوقفا امام المنازل والمحال المتضررة وواعدا الاهالي بمتابعة الموضوع مع الوكالة ومع متعهدي المشروع لمعالجة المشكلة .
مشروعان للبنى التحتية
ويشهد مخيم عين الحلوة مشروعين لتأهيل البنية التحتية والصرف الصحي، الأول: ممول من الحكومة اليابانية عبر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي( JICA) وبالتعاون مع الأونروا ، وتبلغ قيمته مليوني دولار أميركي، وجرى اطلاق العمل فعليا في المشروع في اواخر نيسان 2013 . ويتضمن: تنفيذ شبكات جديدة للتزود بالمياه، وانظمة للصرف الصحي وصرف مياه الامطار. ويشمل المشروع حي صفوري، جزء من حي عمقا، حي الزيب، جزء من الشارع التحتاني وسوق الخضار. ويستفيد من هذا المشروع حوالى 15 ألف لاجئ فلسطيني. وسيتم وصل هذه الشبكات بمركز صيدا لمعالجة المياه (محطة التكرير في سينيق) .
اما المشروع الثاني فهو ممول من الاتحاد الأوروبي عبر وكالة الأونروا ايضا، وقيمته 4,400,000 يورو وجرى اطلاقه في 13 تشرين الثاني 2013، ويتضمن المشروع اعادة تأهيل وتحسين البنى التحتية الحالية في القطاع الجنوبي من مخيم عين الحلوة (القاطع الأول) من خلال تحسين شبكة امدادات المياه الرئيسية والثانوية، وتحسين شبكة الصرف الصحي الرئيسية والثانوية، وبناء شبكة صرف مياه أمطار وشبكة صرف صحي جديد، وتعبيد واعادة تأهيل كل الطرقات والممرات في القاطع الجنوبي من المخيم، بالاضافة الى إعادة تأهيل مساكن متصدّعة لعائلات من الأكثر فقراً.
المصدر: المستقبل ـ رأفت نعيم
أضف تعليق
قواعد المشاركة