عيد الأضحى بعيون أهالي عين الحلوة بين الألم والأمل

منذ 10 سنوات   شارك:

صبيحة عيد الاضحى المبارك شبكة الترتيب العربي تجول في مخيم عين الحلوة وترصد اجواء العيد في تحقيقات تسلط الضوء على احوال اللاجئيين الفلسطينين في المخيم و على اوضاع اللاجئين الفلسطينين النازحين من مخيمات سوريا، وكيف استقبلوا العيد.

يستقبل اهالي مخيم عين الحلوة العيد ولسان حالهم يقول نحب الحياه رغم صعوبة العيش واللجوء، لو أنك تأتي وتجلب معك أماني الاطفال في العيد رغم بساطتها، ثياب جديدة وقطعة حلوى، واغنية مع الاقران وهم على صهوة العابهم البسيطة في المخيم، لو أنك تأتي ياعيد وتحمل تغريبة فلسطينية من المخيم، ولكن ليس إلى منفى جديد بل الى ربوع الوطن، ليكتمل العيد وترتسم الضحكات على الوجوه وتعلو زغاريد النسوة ويرندح الرجال بالاهازيج، ولكنك على اي حال وبأي حال تأتي، شبكة الترتيب العربي عاشت أيام العيد مع ابناء عين الحلوة وأهلها، رصدت العيد بحلو العيش ومرارته، مع أطفاله ورجاله نسائه وشيوخه ومع طموحات وخيبات امل شبابه، انه العيد في عيون ابناء مخيم عين الحلوة.


ابو علي الدامون لاجئ فلسطيني من مخيم عين الحلوة في العقد الخامس، بائع متجول للاكسسوارات البسيطة يصف الاحوال الاقتصادية للمخيم بالصعبة للغاية ويعاني الناس من ضيق الحال وقلة الموارد المادية، ويحدثنا عن حالته بالقول :" لم استطع شراء بضاعة جديدة تحضيرا لموسم العيد لبيعها رغم ان ثمنها بسيط جدا، واكتفيت بالعمل بما لدي من بضاعة قديمة وقليلة ".

ويضيف الدامون لم احضر اي شيئ لاستقبال العيد ، لم اشتري لحمة العيد ولا ثياب لاولادي ولا حتى ابسط انواع الحلوى، وتقتصر تحضيراتنا على الطقوس الدينية للعيد من صلاة العيد وزيارة الاهل والاقارب، أما فرحة العيد ومظاهره فلم استطع ادخالها لقلوب اطفالي وعائلتي، فاليوم هو كباقي الايام بالنسبة لي، يوم عمل فها انا اجر عربتي ومعي ابني البالغ من العمر 7 سنوات من اجل الاسترزاق علّني استطيع ان ادخل الفرحة الى قلوب اطفالي ولو بعيدية بسيطة من النقود، فالاطفال من حقهم ان يفرحوا في العيد ويلعبو ويذهبو مع رفاقهم الى المراجيح والالعاب الاخرى.


وبحسب ابو علي الدامون ان الاوضاع الاقتصادية قد تردت وازدادت صعوبة، اكثر من السنة السابقة وبالتالي قد خف الاقبال على شراء الاشياء الكمالية او العاب الاطفال لانه قد اصبح للناس اولويات تأمين لقمة العيش ابدى من هذه الاشياء التي يمكن الاشتغناء عنها بالنسبة للكبار ن فيما تعبر بالنسبة للصغار ضرورية من اجل ادخال البهجة والسرور الى قلوبهم .


ويرد الدامون تردي اوضاع الناس الاقتصادية الى تفشي البطالة بشكل كبير وقلة العمل، والى تقليص وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطنيين"الاونروا" لخدماتها وبالاخص مساعداتها بشكل كبير .


بينما يصف عبد الوهاب مبارك العيد بأنه فرحة للصغار وليس للكبار الذين يعتبرون العيد هو طقس ديني ، وفرصة لزيارات الاهل والاقارب وزيارة مقابر الشهداء.


ويؤكد مبارك ان صعوبة الاوضاع الاقتصادية قد حالت دون رسم البسمة على شفاه الاطفال وادخال الفرحة الى قلوبهم ، فلا ملابس جديدة للعيد ولا عيديات" فقد مشينا الحال بالقليل جدا من احتياجات اطفالنا في العيد، لاننا نريد ان ندخل ولو قليل من الفرحة الى قلوبهم فمن حقهم ان يفرحوا ويلهوا بالعيد".


ويعتبر مبارك ان العيد بالنسبة للاجئ الفلسطيني هو يوم عودته الى ارضه ووطنه فلسطين، يوم دحر الاحتلال وقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.


ويأتي العيد بحسب مبارك كما كل عام، في قلبه غصة البعد والفراق عن اهله وعائلته الكبيرة، في فلسطين المحتلة، التي لا يستطيع رؤويتها او زيارتها في العيد، فهو في مخيمات الشتات في لبنان وهم في مخيمات الوطن فلسطين، وان بعض ما يخفف من ألم البعد عن الأهل هو وجوده بين عائلته الصغيرة زوجته واطفاله الذين يتمنى لهم ان يقضوا ايام العيد بين اهلهم واقاربهم.


أما عمر الباشا شاب في العقد الثاني من العمر، نصب أرجوحة في سوق الخضار كي يسترزق منها في أيّام العيد كما يقول ، لكن الواقع لم يأتي كما كان يرجو، فحركة الاطفال قليلة على ركوب الارجوحة رغم انه قد خفض السعر للاطفال، ويرد الباشا ذلك الى عدم وجود النقود مع الاهل وبالتالي لايستطيعون اعطاء عيديات لاطفالهم كي يفرحوا بالعيد ويلهوا ويلعبوا، لافتاً الى أن العيد السابق كان افضل من هذا العيد من حيث حركة الشغل، الاّ أن العيد الماضي كان الشغل فيه اخف من العيد في العامين السابقين فالأوضاع تزداد سوءاً يوم بعد يوم.


أمّا فرحة الأطفال في العيد، فرحة الثياب الجديدة، والحلوى، والعيدية من الاهل أولاَ، ثم من الأقارب، فيما واقع اللجوء الفلسطيني في لبنان يستكثرها على الأطفال الفلسطينيين.


الطفل علي زيداني الذي يجوب ازقة المخيم قريبا من مسكن والديه يحمل بندقية بلاستيكية، وهو ما زال في ثيابه التي يلبسها كل يوم يتحلق حوله عدد من الاطفال يلعبون لعبة الحرب، حدثنا عن بندقيته البلاستيكية ومخططاته في العيد مع رفاقه بالذهاب الى أمكنه في المخيم، يوجد فيها مراجيح، ودويخة، والعاب أخرى صنعت يدوياً ومحلياً في المخيم على يد عامل حداد ماهر، فمجازاً تسمى ألعاباً للأطفال، لان شروط السلامة والامان غير متوفرة فيها، ويفضل علي ورفاقه الذهاب إليها وارتيادها لان اللعب واللهو فيها "رخيص" ولا يتطلب كثيراً من النقود، فيما لوذهبوا الى ملاهي الالعاب خارج المخيم فان عيديتهم لا تكفي لارتيادها واللهو بلعبة واحدة منها.


الأطفال، عبد الله، وسليمان، وكندا السليمان، ثلاثة أخوة، يمسكون أيدي بعضهم البعض وقد ارتدوا ملابس ابتيعت من محل من داخل المخيم، وحصلوا على عيدية بسيطة من الأهل، أتوا كي يركبوا في مراجيح موضوعة على جانب الطريق في المخيم، وقد التقوا برفاق لهم وتحلقوا حول بائع ترمس جوال يباتعون الترمس وقد بدت الفرحة على وجوههم الطفولية البريئة، رغم ضيق عيش الأهل، وصعوبة الحياة، إلا أطفال المخيمات لازالوا يحملون بين بسمة عيونهم ودمعتها أملاً في الحياه.



السابق

الأونروا: 138 من الطلبة قتلوا أثناء العدوان على غزة

التالي

العيد في صيدا ومخيّماتها يترنّح بين الحزن والفرح الذي يتسلل إلى الأطفال


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون