عاد مخيم عين الحلوة الى مربع الاهتمام الامني الاول بعد انتشار امجموعة من المسلحين المقنعين من عناصر اسلامية تابعة للناشط بلال بدر والتي اثارت تساؤلات حول خلفية الخطوة الامنية المفاجئة، في وقت ينعم فيه المخيم بالهدوء والامن والاستقرار بعد التوافق الفلسطيني الداخلي على اطلاق مبادرة.. حماية المخيمات من تداعيات ما يجري على الساحة اللبنانية انتشار القوة الامنية المشتركة.

لم تخف مصادر فلسطينية بارزة لـ "صدى البلد" توجسها من خطورة خطوة انتشار المسلحين وخاصة انهم رفعوا الرايات السود، وان كانت المساعي الفلسطينية وخاصة الاسلامية منها قد نجحت في تطويقها سريعا على قاعدة انه "مجرد اجراء امني ولا نية لاعلان اي ارتباط او مبايعة لتنظيم "داعش" او "جبهة النصر"، غير ان العيون فتحت على ما يمكن ان يكون قد يحضر من تحت الطاولة للقيام باي خطوة مماثلة رغم تأكيد "القوى الاسلامية" الحاسم من "عصبة الانصار الاسلامية" و"الحركة الاسلامية المجاهدة" وفق ما ابلغت به قيادات فلسطينة تابعت تطورات ما جرى بانه "من غير المسموح الاقدام على مثل هذه الخطوة اي المبايعة"، لاسباب كثيرة ابرزها انها ليست قضيتنا وتخالف مبدأ سياسة النأي بالنفس الفلسطينية التي تم الاتفاق عليها.

وقد اكد الناطق الرسمي باسم عصبة الانصار الاسلامية الشيخ ابو شريف عقل لـ "صدى البلد"، ان الوضع في مخيم عين الحلوة عاد الى طبيعته بعد انسحاب المسلحين من الشارع الفوقاني، مؤكدا ان الذين خرجوا مسلحين مقنعين لا يريدون اعلان المبايعة للدولة الاسلامية "داعش" او جبهة النصرة"، موضحا "ان لهم قضية يريدون لفت الانتباه اليها ولكن التوقيت غير مناسب في ظل ما يجري في لبنان والمنطقة"، مؤكدا اننا نتواصل معهم من اجل فهم القضية ومعالجتها اذا امكن".

هذا وعلمت "صدى البلد" ان اجتماعا عقد في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا بين مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور ووفد قيادي من قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان ضم قائده اللواء صبحي ابو عرب ونائبه اللواء منير المقدح ورئيس هيئة الاركان وقائد القوة الامنية المشتركة في لبنان العميد خالد الشايب حيث جرى البحث في مختلف الاوضاع الامنية في مخيم عين الحلوة على ضوء ما جرى من انتشار للمسلحين المقنعين.

وذكرت مصادر فلسطينية، ان الاجواء كانت ايجابية وجرى تبادل المعلومات وتم الاتفاق على معالجة بعض القضايا المشتركة، فيما اكد اللواء الشايب لـ "صدى البلد"، ان اجتماعا سيعقد لمتابعة كافةة التفاصيل وانه ممنوع المس بامن المخيم والجوار اللبناني او قيام احد باي مغامرة بمصير المخيم.

امن اجتماعي

وفي الامن الاجتماعي، عقد في قاعة المركز الثقافي في المخيم لقاء للمبادرة الشعبية الفلسطينية حيث جرى طرح قضايا اجتماعية ومعيشية وصحية وتعليمية، اضافة الى مشكلة النزوح ناهيك عن الوضع الامني الذي يعيشه المخيم.

وقال المنسق العام للمبادرة الشعبية الفلسطينية ابراهيم ميعاري، اليوم اصبحنا نفكر بعملية ازدهار الشعب الفلسطيني داخل هذا المخيم من اجل استتباب الامن وللمطالبة بحقوقنا كفلسطينيين سواء كانت امنية او اقتصادية أو طبية او تعليمي.

بينما اكد ممثل ع القوة الامنية ابو شادي كردية، إن اهمية الامن الاجتماعي هو العنوان الذي يجمع كل عناوين الحياة وجوانب الحياة الاجتماعية في اي تجمع بشري، معتبرا أن الامن الاجتماعي هو الامن السياسي وهو الامن العسكري والغذائي والصحي .

اجتماع عسكري

سياسيا، اكد قائد "الامن الوطني الفلسطيني "في لبنان اللواء صبحي ابو عرب ان حركة "فتح" حريصة كل الحرص على أمن واستقرار مخيم عين الحلوة، مشيرا الى ان المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد التقى خلال زيارته الاخيرة الى لبنان بعدد من المسؤولين اللبنانيين الذين اعربوا عن ارتياحهم للوضع الامني في المخيمات والتوافق الفلسطيني.

واعطى اللواء ابو عرب الذي ترأس في مكتبه في عين الحلوة اجتماعا لقيادة العسكرية للامن الوطني، بحضور نائبه اللواء منير المقدح ومسؤول غرفة العمليات العميد خالد الشايب ونائب مسؤول منطقة صيدا العسكرية امين سر حركة فتح في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة تعليماته لقادة الكتائب والوحدات العسكرية بمتابعة الاوضاع الامنية في المخيمات الفلسطينية والية عمل استكمال الاستنهاض السياسي والثقافي والعسكري لضباط وكوادر ومناضلي حركة فتح والامن الوطني الفلسطيني.

وشدد اللواء ابو عرب على الاستمرار في الترتيبات الداخلية واستنهاض الوضع الداخلي للامن الوطني ولحركة فتح من خلال استئناف الدورات التثقيفية والسياسية والعسكرية لكوادر ومناضلي الحركة والامن الوطني، وقد اعطى توجيهاته الى قادة الكتائب والوحدات بترشيح كوادر وعناصر لهذه الدورات التي سوف تبدا بعد عيد الاضحى المبارك.

حرص اسلامي

بالمقابل اكد امير الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، ان الحركة ساهمت مع جميع القوى الفلسطينية بتذليل العوائق، والمشاكل، لتحقيق تشكيل القوة الامنية المشتركة وانتشارها في عين الحلوة، ووفرنا لها المظلة الجامعة بحيث يكون هناك اجماع على دعم هذا المشروع القائم لحماية المخيم، ونحن جزء من القوة الامنية ولدينا عناصر موجودين في هذه القوة الامنية وفي لجنة التحقيق.

واعتبر ان القوة الامنية المشتركة اتت كضرورة لامن المخيم واستقراره من بعض الاضطرابات الامنية المتكررة داخل المخيم، وفقدان المرجعية والسلطة، من اجل هذه الاسباب عجل في انتشار القوة الامنية ولعدم وجود سلطة جامعة ترعى امور المخيم، وتعمل على اخراج الناس من حالة الفوضى وتعدي القوي على الضعيف وهي اليوم تقوم بعملها بشكل جيد وقد انعكس امنا وتعاونا بينها وبين الناس التي رأت فيها حاجة ضرورية لحل مشكلاتها وتوفير الامن لها، لكن القوة الامنية تواجه صعوبات لوجستية لجهة تامين الاحتياجات، فحينما انطلقت القوة الامنية كان تعدادها 150 عنصرا وضابطا اما اليوم ونتيجة الحاجة لزيادرة عددها فقد اصبح 225 عنصرا وضابطا، هذه الزيادة لم توفر لها احتياجاتها من الدعم المالي واللوجستي.

وعقدت "جبهة اليسار الفلسطيني" المؤلفة من ممثلي الجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني اجتماعا في مكتب الجبهة الشعبية في عين الحلوة، حيث جرى البحث في دور القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في المخيم وسبل ترسيخ الأمن والأمان في المخيم، فضلا عن دور لجنة المتابعة الفلسطينية وآليه تفعيلها وتطويرها للارتقاء بأوضاعها والقيام بدورها بشكل فاعل.

المصدر: البلد