في عشر ذي الحجة…عائلات غزة تستحضر أجواء رمضان التي غيبتّها الحرب

منذ 11 سنة   شارك:

 العرب اليوم- وهي تُرتب أطباق الطعام، على المائدة، قبل دقائق من أذان المغرب, أرادت الفلسطينية مروة غانم، أن يبدو "الإفطار"، مثاليا لأسرتها، التي تصوم العشر الأوائل من شهر ذي الحجة.
وتحاول غانم (39 عاما)، أن تستحضر في هذه الأيام، أجواء رمضان، وتفاصيل ما افتقدته على مائدتي "الفطور" و"السحور"، بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
وكما تقول غانم لوكالة الأناضول، فإنّ تلك الحرب "غيّبت معها كل طقوس شهر رمضان، وجعلتهم أسرى الخوف الدائم".
وتتابع:" قررنا أن نصوم عشر ذي الحجة، لما تحمله من ثواب عظيم، كما أنني وعدت أبنائي بتحويل طقوس هذه الأيام إلى ما يشبه أجواء رمضان، وتعويض ما افتقدناه خلال الحرب القاسية والمرعبة".
وحسب تعاليم الدين الإسلامي، فإن الأيام العشر الأولى من الشهر القمري "ذي الحجة"، تعد من "أفضل أيام العام، وهي بمثابة فرصة لنيل الثواب العظيم، والعمل الصالح".
ولأجل استحضار التفاصيل، التي غيبتها الحرب الإسرائيلية خلال شهر رمضان، قرر الطفل محمد سليم، (12 عاما)، الصوم رفقة أسرته.
وأضاف لوكالة الأناضول:" ما عرفناش (لم نعرف)، كيف راح (ذهب) رمضان، كان قصف ودمار، صمت لأني بدي (أريد)، أحس (أشعر)، بفرحة الصيام والفطور".
ولا تنسى سعاد حميد (43 عاما)، كيف كان دخول المطبخ لإعداد مائدة الطعام لوجبة السحور أو الفطور، في شهر رمضان كافيا لبث الرعب في قلبها، خوفا من قصف إسرائيلي مباغت.
وهو ما دفعها كما تؤكد لوكالة الأناضول لتعويض تلك الأيام بالعشر الأوائل من ذي الحجة، واستحضار أجواء الصيام بكافة تفاصيلها.
وتتابع:" لم نشعر بطقوس رمضان، ولم يكن بمقدورنا أن نعد الطعام في أجواء أسرية جميلة، أصوات القصف كانت أقوى من كل شيء".
وشنت إسرائيل في 7 يوليو/ تموز الماضي حرباً على قطاع غزة، استمرت 51 يوماً، وتسببت في مقتل 2157 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، حسب مصادر طبية فلسطينية، فضلاً عن تدمير نحو 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.
وقضى أهالي قطاع غزة، نحو عشرين يوما، من شهر رمضان تحت القصف الإسرائيلي، ونيران الغارات، وقتل العديد من الفلسطينيين وهم يتناولون وجبات الفطور والسحور.
ويشعر الشاب سميح قاسم (29 عاما) بفرحة غامرة، هذه الأيام، لأنه ينوي كما يقول لوكالة الأناضول، استغلال العشر الأوائل من ذي الحجة، في العبادات.
ويتابع:" في رمضان، وأثناء الحرب، حُرمنا من الذهاب إلى المساجد، وحتى في البيوت، لم يكن بوسعنا القيام بأي عبادات، الآن بإمكاننا أن نعيش الأجواء الإيمانية، في البيت يبدو وكأنه رمضان، من حيث إعداد الوجبات والعبادات".
وكانت المحكمة العليا في السعودية أعلنت أن الخميس (25 سبتمبر/أيلول)، سيكون الأول من شهر ذي الحجة بعد أن ثبت رؤية هلال ذي الحجة لهذا العام 1435هـ في عدة مناطق بالمملكة، وأنّ الوقوف بعرفة يوم الجمعة بعد القادم الموافق الثالث من تشرين الأول 2014م، والسبت عيد الأضحى.
وستلبي ربى ناجي (45 عاما)، كافة طلبات أبنائها، المتعلقة بإعداد وجبات طعام شهية على مائدة الإفطار.
وتُضيف :" الغارات لم تكن تتوقف لا وقت السحور، ولا الفطور، نعيش على الطعام المعلّب الجاهز، الآن أحاول تعويض أبنائي ما فاتهم من وجبات شهية".
وكان الخوف يُنسي عائلات غزة، كما يؤكد حسن النجار (45 عاما)، الخشوع، وهو ما سيتم تعويضه حاليا، كما يقول لوكالة الأناضول.
ويتابع:" إضافة إلى الأجواء الإيمانية التي تحملها هذه الأيام، فإنها تأتي بعد حرب قاسية ومؤلمة، نحاول أن ننسى تلك الأجواء، ونستعد لعيد الأضحى ونحن أكثر هدوءا وطمأنينة".
وتشعر الفتاة سُهاد أمين (17 عاما)، بفرحة غامرة، وهي تصوم برفقة عائلتها، إذ ستكون على موعد مع دخول المطبخ لإعداد وجبات الطعام، المتنوعة، والتي كانت قد أعدت قائمة لتنفيذها في شهر رمضان.
وتقول أمين لوكالة الأناضول:" أتذكر جيدا، كيف كنا نفطر أحيانا فقط على الماء، وفي كثير من الأوقات، يباغتنا القصف الإسرائيلي، فنترك الأكل خائفين، الآن نريد إعادة أجواء الصوم بعيدا عن تلك المشاهد".
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم 26 أغسطس/ آب الماضي، إلى هدنة، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية خلال شهر من الاتفاق، ومن أبرزها تبادل الأسرى، وإعادة العمل إلى ميناء ومطار غزة.
وأعلنت الخارجية المصرية الثلاثاء الماضي، على لسان المتحدث باسمها، بدر عبد العاطي، أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ملتزمان بتثبيت التهدئة، وقدما مقترحاتهما لجدول أعمال لبحث القضايا العالقة، على أن يتم استكمال المفاوضات غير المباشرة خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر/ تشرين أول، المقبل في القاهرة.



السابق

غزة.. الهروب من "اللاحياة" لمواجهة الموت

التالي

جيش الاحتلال: اعتقال 7 فلسطينيين بالضفة الغربية اليوم


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

صبرا وشاتيلا… حين يصبح الوطن غطاءً للقتل!

هناك لحظات في التاريخ تُصعق فيها الكلمات، فلا يجد المرء ما يعبر عن الصدمة إلا الصمت. هكذا شعرت وأنا أقرأ تصريحات في جريدة اليمين ا… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير