منيمنة :الدرس الأساسي لـ "صبرا وشاتيلا" هو رفض مبدأ الاحتكام الى منطق العنف

منذ 11 سنة   شارك:

 أحيت الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني الذكرى الثانية والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا بمسيرات ومعارض، فيما شدد رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق الدكتور حسن منيمنة في تصريح للمناسبة، على ان الدرس الأساسي الذي نتعلمه من خلال هذه المجزرة وسواها من مذابح، هو رفض مبدأ الاحتكام الى منطق العنف الأهلي والرسمي بين مكونات المجتمعات العربية جميعاً، لا فرق في ذلك بين أكثرية وأقلية.

وقال منيمنة في التصريح: "تأتي الذكرى الثانية والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا لتذكر اللبنانيين والعرب والعالم بمأساة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ نحو القرن، مع ما تخللها من حروب وصراعات منذ أن حلّ المشروع الصهيوني رحاله على أرض فلسطين. إن المشروع الاستيطاني الاقتلاعي الذي تمّ زرعه في فلسطين رغم إرادة شعبها والشعوب العربية، هو مصدر الخطر الذي نعيش معاناة منوعاته المدمرة. لقد عانى الشعب الفلسطيني من التهجير والاقتلاع والتشريد الى الدول العربية الشقيقة، ومن بينها لبنان، وفي مختلف أصقاع العالم، بعد المجازر المتتالية وعمليات الطرد ومصادرة الأراضي والممتلكات ومنوعات الحصار والزج بخيرة أبنائه في السجون والمعتقلات.

كما عاشت المنطقة بأسرها سلسلة من الحروب التي لم تزل على سخونتها متسببة بسقوط عشرات ومئات الألوف من الشهداء والجرحى من مدنيين وعسكريين. وإذا كان لنا أن نتذكر بعضها فإننا نشير الى حروب الأعوام 1948 و1956 و1967 و1973. إن واجبنا الوطني كلبنانيين يدعونا أن نتذكر أن لبنان يدخل في قائمة الأطماع الصهيونية، وقد تعرض أكثر من سواه من الدول العربية للعدوانية الاسرائيلية، كما حدث في الاجتياحات والاحتلالات المتكررة في الأعوام 1976 و 1978 و1982 و2003 و2006 وغيرها. إن ما قيل عن مشاركة أدوات داخلية في مجزرة صبرا وشاتيلا يجب ألا يعمي عيوننا عن الآمر والمقرر والفاعل الحقيقي بما هو جيش الاحتلال الصهيوني الذي كان يحكم قبضته الحديدية على العاصمة وضواحيها.

إن عدم محاكمة المسؤولين عن تلك المجزرة أمام محاكم العدالة الدولية هو ما يدفعهم تباعاً لتكرار فعلتهم. وآخر ما شهدناه هو ما جرى في غزة وقطاعها عندما تمت إبادة أكثر من الفي شهيد وعشرة الآف جريح وتدمير عشرات ألوف المنازل والمدارس والجوامع والكنائس والمستشفيات والمراكز الصحية والمنشآت العامة. إن الحديث عن مجزرة صبرا لا ينتمي كما يراه البعض للتاريخ، إذ الفعلي أنه ينتسب أيضا الى الحاضر المعاش. إن تلك المجزرة التي ذهب ضحيتها المئات من الضحايا من لبنانيين وفلسطينيين تضعنا أمام مسؤوليتنا الاخلاقية في استلهام العبر من تلك الجريمة من أجل إدانتها. ومعها إدانة كل المجازر والجرائم التي تشهدها المنطقة العربية على اتساعها، سواء أتمت ذبحاً بالسكاكين والاسلحة التقليدية والكيماوية أو من خلال عمليات الاقتلاع والتهجير التي تطال المواطنين الآمنين في بيوتهم، وضمنهم جماعات ومكونات أساسية وتاريخية للمنطقة العربية برحابة ثقافتها الدينية والانسانية المتنوعة. إن الدرس الأساسي الذي نتعلمه من خلال هذه المجزرة وسواها من مذابح، هو رفض مبدأ الاحتكام الى منطق العنف الأهلي والرسمي بين مكونات المجتمعات العربية جميعاً، لا فرق في ذلك بين أكثرية وأقلية. إن سيادة زمن شرائع الغاب انتهى منذ قرون ولن يستعاد أبداً. إن ما نعانيه من سيادة اللغة التكفيرية لدى البعض، مما يتعارض مع مبادئ الأديان والعقائد السماوية والقيم الانسانية يدفعنا الى التشديد على مبدأ الحوار والديمقراطية وصياغة التسويات قاعدة لعلاج المشكلات التي تعترض مسيرة حياتنا، وتلافيا لانفجارات تنعكس وبالاً على حاضرنا ومستقبل أجيالنا جميعاً ".

وختم منيمنة تصريحه بالقول:" إن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني التي قامت كإطار بين الدولة اللبنانية والشعب الفلسطيني بمؤسساته المتعددة وفي مقدمها سلطته الوطنية، تتابع مهامها التي أنشئت من أجلها وصولاً الى نسج أفضل العلاقات التي تصب في مصلحة الدولة اللبنانية التي تملك وحدها الحق الحصري في فرض سيادتها على أرضها، وبالعلاقة السلمية مع الشعب الفلسطيني الذي يؤكد يومياً على أن إقامته مؤقتة في لبنان وهو يعيش في ظل قوانينه وسلطاته الشرعية، وهي وحدها الحامية لوجوده وضمان سلامته حتى العودة.

مسيرة ومعرض في الذكرى

وفي الذكرى الثانية والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، نظمت الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني وعدد من عوائل الشهداء مسيرة انطلقت من مخيم شاتيلا الى مقبرة شهداء المجزرة.


ووضع المشاركون اكليلاً من الورد على النصب التذكاري لشهداء المجزرة وقرأوا الفاتحة على ارواحهم، ثم كانت كلمة ل"أبو وسيم حزينة" أكد فيها "أن مجزرة صبرا وشاتيلا لم تكن الاولى التي يرتكبها الكيان الصهيوني ولم تكن الاخيرة. كان هناك مجازر عدة بحق الشعب الفلسطيني ونحن اليوم نحيي ذكرى المجرزة لنقول للعالم اجمع اننا لن ننسى ولن نسامح".

ورأى امين سر حركة فتح في مخيم شاتيلا كاظم الحسن أنّ "العدو الصهيوني استطاع ان ينفذ هذه المجزرة في منطقة شاتيلا وصبرا ليقول للعالم اننا فوق القانون الدولي".

والقى الشيخ فؤاد عبد اللطيف كلمة أكد فيها بأن النصر لابد أن يكون يوما حليفا للشعب الفلسطيني. كما قامت جمعية الصداقة الفلسطينية الايرانية بوضع اكليل من الورد على النصب التذكاري لشهداء المجزرة.

وفي وقت لاحق نظمت الفصالئل الفلسطينية معرضاً لصور مجازر غزة، وصبرا وشاتيلا في قاعة الشعب وساحتها في مخيم شاتيلا.

المصدر: المستقبل



السابق

«شاهد» تطالب «الأونروا» بوقف قرار خفض خدماتها للاجئين من سوريا

التالي

مسيرات في بيروت في ذكرى صبرا وشاتيلا


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزة.. حين انقلب التاريخ من مهبط الرسالات إلى مهبط الطائرات!

في الأزمنة البعيدة، كان الشرق الاوسط  قلب العالم، ونافذة السماء إلى البشر، ومسرح الوحي الذي غيَّر وجه التاريخ. على هذه الأرض مشت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير