بعد عام من إعلان وفاتها عبير تعود للحياة .
"عبير كايد قدسية" لاجئة فلسطينية من أبناء مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين بحلب شمال سورية، تعود للحياة بعد أن أُعلن نبأ وفاتها منذ حوالي العام متأثرة بجراحها التي أصيبت بها جراء سقوط قذيفة على جامعة حلب، حينها فتح لها مجلس عزاء وبقيت عبير في ذاكرة أهلها تلك الطالبة الجامعية الذكية المتفوقة، أمها جفت الدموع من مقلتيها من كثر البكاء عليها، صورتها التي وضعتها لها أمها على جدار في منتصف كانت تذكر العائلة بأن عبير بينهم لم تفارقهم صحيح أنها غابت جسداً إلا أن روحها ما تزال حاضرة بينهم.
الصدمة المبكية المفرحة:
رن جرس الهاتف فرفعت الأم المكلومة بابنتها السماعة لتجيب من معي، فردت عليها ابنتها وقالت" يما أنا عبير" لم تستوعب الأم ما الذي يحدث معها فقالت:"من عبير" فردت الابنة" يما ما عرفتني أنا ابنتك عبير"، حينها جمد الدم في جسد الأم، لم تعد تدري ماذا تفعل اختلطت المشاعر عندها ضحكت ثو بكت وقالت في قرارة نفسها أيعقل بأن ابنتي لاتزال على قيد الحياة وكيف لا وصوتها يرن في أذنها يكاد يمزق قلبها فرحاً، تلعثمت بكت قبلت سماعة الهاتف وانطلقت على الفور إلى المشفى لترى بعينها ابنتها التي ذرفت عليها الدموع ليال.
عند وصول الأم عانقتها إيما عناق قبلتها من وجنتها ورأسها ويداها لم تصدق الأم أن عبيرها أمامها، مشهد أبكى من كان في المشفى.
عادت عبير نقلت من حلب إلى أحدى مشافي حمص للعلاج من جراحها التي أصيب بها، إلا أنها ومن هول الصدمة فقدت ذاكرتها ولم تعد تعرف أي شيء عن ماضيها وبقي الحال على ما هو عليه حتى رأت صورة لأخيها، فصرخت بعلوي صوتها " هذا أخي .. هذا أخي"، الذاكرة عادت لعبير بعد عام من النسيان والتيه والآلم، إلى حضن أهلها وأمها فكانت الفرحة الممزوجة بالألم والحرقة على ما يجري في سورية من دمار وحرب طالت الطفل الرضيع قبل الكبير والنساء قبل الرجال، و أبادت أسر كاملة ، وأزهقت أرواح بريئة لم تذق بعد طعم الحياة وأدت إلى نتائج كارثية نفسية واجتماعية واقتصادية مما اضطر عدد كبير من سكانها لمغادرتها عنوة فاصبحوا لاجئين بعد أن كان بلدهم يستقبل جميع اللاجئين.
بقلم: فايز أبو عيد
شبكة العودة الإخبارية
أضف تعليق
قواعد المشاركة