شوق فلسطينيي48 لزيارة غزة يرافق فرحتهم بنصرها
انطلق الفلسطيني في الداخل المحتل أحمد ملحم ومن شدة فرحته بمشاهد الفرح والابتهاج بنصر المقاومة في غزة في اللحظة الأولى لإعلان التهدئة مسرعًا نحو زوجته لييقظها ويقول "انهضي.. انتهت الحرب.. انتصرت غزة".
ولا يستطيع ملحم أن يصف مشاعره في اللحظة الأولى التي استقبل فيها النبأ، ويقول "غزة انتصرت ليس فقط على إسرائيل، وإنما على تآمر بعض الدول العربية عليها ومحاولتها إسقاط الحكومة فيها والسيطرة عليها، لكن دون مبالغة غزة وحدها وبدون مساعدة أحد انتصرت على الجميع".
ولم تقل فرحة أهالي الداخل الفلسطيني عن فرحة أهل غزة بانسحاب الاحتلال بدباباته وطياراته من أرضها وسماءها، فخرجوا في مسيرات عفوية ليعبروا عن فرحتهم وتضامنهم مع غزة.
لكن هؤلاء الذين خرجوا أيضًا في تظاهرات ضد الاحتلال في مختلف بلداتهم في الداخل يتوقون شوقًا لأن يكون هذا النصر فاتحة لهم ويستطيعوا أن يلتقوا بإخوانهم في غزة.
انتصار الوحدة
ويضيف ملحم "نحني رؤوسنا أمام غزة وأهلها في وحدتهم، وليتنا كنا معهم في الحرب وفي لحظة الانتصار، لكن وبالرغم من هذا الشعور إلا أن المقاومة وحدها تبعث فينا روح الأمل بأن تكون فلسطين وحدة واحدة في يوم من الأيام".
ومن وجهة نظر الناشط ونائب رئيس بلدية أم الفحم سابقًا سلام عيّاش فإن انتصار غزة هو انتصار الصمود والوحدة التي تجلت خلال الحرب بين كل أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وغزة والضفة والشتات.
ويقول إن 50 يومًا يرتكب فيها أسوأ الجيوش في العالم مجازر ودمارا تصل إلى هذه النتيجة بصمود غزة هي معجزة الانتصار، حتى لو كان هناك ضحايا ودمار كبير.
ويشتاق عيّاش لزيارة غزة التي سبق وأن زارها مرة واحدة فور افتتاح مطار غزة الدولي في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وباسمه وباسم أهالي مدينته أم الفحم يرسل عيّاش تهانيه لأهل غزة ومقاومتها على صمودها وانتصارها من وسط ركام منازلها وشهداءها.
ستُحرر فلسطين يومًا
ويشعر أفراد عائلة الطبيبة نهاية حبيب (48 عاما) من مدينة الطيبة بفخر كبير منذ متابعتهم لأخبار المقاومة في غزة والتي كان أخرها إعلان وقف العدوان، كما أبهرتهم بإصرارها على المواجهة بالرغم من الألم والوجع والدمار.
وتقول لوكالة صفـا "ما إن أعلنوا وقف الحرب شعرنا بالعزة أن نصر غزة المحاصرة من 8 سنوات شيء يبعث الفخر، وأقول بثقة وصراحة إنه وبهذه المقاومة ستُحرر فلسطين من البحر إلى النهر يومًا من الأيام".
وكانت حبيب تدير وبالتنسيق مع ناشطين بجمعية في الطيبة حملة للتضامن مع غزة طوال فترة العدوان بالتعاون مع جمعية "قوارب الحياة" برام الله لتقديم المساعدة والتضامن مع غزة، وهي تعتبر هذا نقطة ماء في بحر بالمقارنة مع تضحيات غزة وأهلها.
وتتابع "نقف عاجزين أمامهم وليتنا نصل إليهم، لكننا نعمل ما بوسعنا لنكون جبهة خلفية لغزة ومن فيها فهي وطننا الأخر الذي نحن إليه ويدافع عن فلسطين كل فلسطين".
إعلان العيد
أما الطالبة في مدرسة عرعرة الثانوية في الجليل عدن شرفى فقد أعلنت العيد في منزلها وحارتها بعد أن كانت أسرتها أعلنت الحداد في اليوم الأول للعدوان.
وتقول لوكالة "صفا" "من اللحظة التي أعلنوا فيها انتهاء العدوان على غزة تنهدت وقلت الحمد لله لأنه المقاومة رفعت رؤوسنا، خاصة وأنا كفلسطينيين مضطهدين كثيرًا من اليهود".
وتضيف عدن "فرحتي لا توصف إلى درجة أنني صرت أبكي من الفرحة بنصر غزة وأنا أشاهد أهلها يرقصون فوق ركام بيوتهم". وتعتبر هذه الطالبة أن التضامن العالمي مع غزة سيسجله التاريخ وسيكون ضررًا على إسرائيل التي تمارس الإرهاب".
وشاركت عدن في حملات التضامن التي أقامتها لجان الإغاثة في منطقتها وجمعت مع المتطوعين المساعدات لأهل غزة والتي وصلت، فيما تستمر في حملة أخرى تحت عنوان "حقيبة لابن الشجاعية".
الناشط في مدينة طمرة إبراهيم أبو الهيجا امتلأت صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بصور قوية تعكس فرحته ويقينه بنصر غزة بالرغم من تألمه من أن "500 طفل فلسطيني بغزة استشهدوا مقابل طفل واحد إسرائيلي".
ويقول "ليس هناك تعادل في السلاح ولا جمع بين أخلاقيات المقاومة وجيش إسرائيل، لكن المقاومة حققت تعادلاً في الردع بل إنها هذه المرة انتصرت لغزة أكثر من أي مرة مضت".
ويضيف "قتُل أبناء غزة على مدار 50 يومًا ولم ينجدهم أحد وعلى رأسهم العرب، فيما أنني على يقين بأنه لو تضررت قطه أو كلب صغير لرأينا جميع الدول وهم منها تستنكر وتظهر تعاطفها".
وينقم أبو الهيجا على صمت العالم أمام دعم إرهاب "اسرائيل" وانهيال الدولارات عليها والتي تستخدمها في شراء الأسلحة وقتل الفلسطينيين.
ولكن ثقة أبو الهيجا بعد نصر غزة ونهوضها من وسط ركامها يجعله على يقين بأنها "تستطيع أن تدافع عن نفسها وتنتصر لأبنائها، متمنيًا أن يأتي اليوم الذي يُعاد فيه افتتاح مطار لها ليزورها ويعايشهم لمرحلة من عمره.
المصدر: وكالة صفا
أضف تعليق
قواعد المشاركة