"مفترق السرايا".. ميدان احتفال الغزيين بالنصر
لا أحد يعرف كم هي كمية الفرحة التي غمرت آلاف الغزيين الذين تجمعوا في مفترق السرايا وسط مدينة غزة للتعبير عن فرحتهم، لكن ما يؤكده المحتفلون أنها أكبر بكثير من كمية الصواريخ والقذائف التي ألقيت على قطاع غزة على مدار أيام العدوان.
غزة التي لم تنم على مدار واحد وخمسين يوماً بفعل القصف ورائحة الموت التي فاحت في كل شبرٍ من القطاع، لم تنم ليلة إعلان وقف إطلاق النار أيضاً، لكن من فرط فرحتها بما وصفه المحتفلون بـ"الانتصار الكبير".
ضجيج سياراتٍ من كافة الطرق التي تصل للمفترق، ذابت بين جموع المحتفلين الذين عبر بعضهم عن فرحته بالصراخ فيما آثر الباقون الهتاف والتكبير، بعدما اختنقت في عيون بعضهم عبرات الفرحة والألم على ذات النقيض.
في منتصف المفترق وحيث بؤرة الضوء تسلطت على قياديي المقاومة والمتحدثين باسمها، ظهر على حين غرة القيادي بحركة حماس محمود الزهار ليشعل الجماهير أكثر وأكثر، وليظهر إلى جواره القيادي بحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي وقياديون آخرون.
اختلطت رايات الفصائل الفلسطينية راسمتا علم فلسطين، وأعلامُ دولٍ تضامنت مع غزة عانقت العلم الفلسطيني، ليقول أحدهم وهو يحمل علم الفنزويلي "فنزويلا تضامنت مع غزة أكثر من دول عربية ما سمعنا صوتها".
على زاوية المفترق التقى الحاج أبو العبد بأبنائه وأحفاده الذين لم تتسنَّ له رؤيتهم منذ الهدنة المؤقتة الأخيرة، ولم يتمكن من حبس دموعه مهنئاً إياهم بالانتصار، وقال لـ"فلسطين": "لقد انتصرنا بمقاومتنا وصمودنا، ولا أحد اليوم يقدر حجم فرحتنا، غزة صمدت وحدها وانتصرت وحدها".
قطع حديثه صوت إطلاق النار والألعاب النارية التي أنارت سماء غزة، فيما علت أصوات الجماهير المؤيدة لفصائل المقاومة وأجنحتها العسكرية. هتافات التحية للمقاومة والتأكيد على ما صمد عليه الغزيون على مدار أيام العدوان تصدر هدير الضوضاء التي انطلقت من كل حنجرة.
ظهر ملثمون مقاومون في موكبٍ للسيارات، وتهافت المواطنون على إلقاء التحية على الملثم الذي اعتلى إحدى السيارات، بينما نجح أحد الأطفال في أن يدفع بالملثم ليلتقطه وهو شبيهه الصغير الذي حمل بندقية بلاستيكية متوشحاً بدلةً عسكرية.
عائلات بالكامل مسحت دموعها، وألقت عن كاهلها غبار بيوتها المدمرة، وربطت على جراحها النازفة التي لا بد وأن تنكأ عاجلاً أم آجلاً، وخرجت ترقب المشهد حتى وجدت نفسها تنخرط تلقائياً بالهتاف.
إحدى العائلات التي فقدت بيتها –لم نتمكن من معرفة اسمها لشدة الضجيج-، بدت الفرحة تشتعل في عيون أفرادها، فيما صرخ الأب ليتمكن من إيصال صوته قائلاً "راح بيتنا لكن معلش... كلو فدى المقاومة، وفدى لحظة الانتصار هادي".
في مشهد أخير كان أحدهم يطلق البنزين من فمه باتجاه جذوة نارٍ في يده لتلمع في سماء غزة، بينما أخذ آخر منه عبوة البنزين ليسكب ما تبقى منها على علم لدولة (إسرائيل) ليحرقه أمام الجماهير، التي على هتافها من جديد، وكان مما رددته "حط السيف قبال السيف.. واحنا رجال محمد ضيف".
فلسطين أون لاين
هذا الخبر يتحدث عن العصف المأكول , الحرب على غزة , المقاومة الفلسطينية ,
أضف تعليق
قواعد المشاركة