غابت فرحة العيد وبهجته عن مخيمات لبنان، ليحل محلها الحزن والحداد على شهداء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. وركزت خطب العيد في المساجد على الإشادة بصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني. ودعت الى التحرك الدولي والعربي لوقف المجازر. وأقيمت صلوات الغائب عن أرواح شهداء غزة، ونظمت عند مداخل بعض المساجد حملات تبرع دعماً لأهالي القطاع.

مخيمات بيروت

وصبيحة العيد، زار السفير الفلسطيني أشرف دبور، مقبرة الشهداء المركزية عند مستديرة شاتيلا، بمشاركة عضو المجلس الثوري لحركة فتح آمنة جبريل، الملحق الثقافي ماهر مشيعل، منسق عام الحملة الأهلية لفلسطين والعراق معن بشور وعضو قيادة «الجبهة الديموقراطية» علي فيصل. ووضع دبور إكليلاً من الزهر باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسفارة، على ضريح الشهداء. وألقى كلمة قال فيها: «اليوم، أصبح الطفل الفلسطيني يخيف هذا العدو، فيقوم بقتل مئات الأطفال، يقطعهم ارباً، يحرقهم، يمزقهم«. وتابع: نقول للعدو الصهيوني الذي أرعبته الوحدة الوطنية الفلسطينية إننا سنبقى موحدين: في الأرض وبالمقاومة وفي السياسة».

وألقى كل من جبريل وبشور وفيصل ووفد ملتقى الوفاء لفلسطين كلمات أكدت أن معركة غزة فاتحة لمعركة التحرير الكبرى.

ومن شاتيلا توجه دبور إلى مخيم برج البراجنة حيث شارك في صلاة العيد في جامع الفرقان. كما شارك في مسيرة أعقبت الصلاة نظمتها منظمة التحرير وحركة الجهاد الإسلامي.

وألقى القيادي في «حركة الجهاد« أبو علي شاهين كلمة رأى فيها أن من أهداف العدوان الصهيوني «الانتقام من غزة بعد النصر الذي تحقق عامي 2008 و2012 وتصفية القضية الفلسطينية لفرض تسوية تشطب فيها القدس واللاجئين وتحقق الاعتراف بيهودية الدولة«.

وألقى أبو العبد مشهور كلمة حركة حماس فأكد «عدم وقف النار ما لم يفك الحصار عن غزة، متوجهاً الى المجاهدين «إن دماءكم أقوى من طائراتهم، وإنكم أنتم من تحاصرون العدوان».

مخيمات الجنوب

في عين الحلوة، انطلقت صبيحة العيد مسيرة من أمام مسجد خالد بن الوليد. ورفعت لافتات داعمة لصمود الشعب الفلسطيني كتب على بعضها «عيد الشهيد». وأطلقت هتافات ضد العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية. وانتهت التظاهرة بكلمة لمسؤول العلاقات السياسية في حركة حماس أحمد عبد الهادي ولعضو قيادة «جبهة التحرير الفلسطينية« صلاح اليوسف اللذين أكدا أحقية الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، مطالبين أبناء المخيمات بالتمسك بوحدتهم دعماً ومساندة لغزة.

كما انطلقت مسيرة مماثلة في مخيم المية ومية.

وفي صيدا، رفعت البلدية بالتعاون مع تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا والجوار، قوس نصر عند مدخل المدينة الشمالي (الأولي) تحية الى غزة توأم صيدا في الصمود والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. وحمل قوس النصر عبارة «صيدا توأم غزة.. غزة تقاتل وتنتصر».

وأعلنت «الجبهة الشعبية«، أنها مع «فصائل منظمة التحرير والاتحادات واللجان الشعبية في منطقة صيدا، زارت أضرحة الشهداء في مقبرة درب السيم، حيث وضعت أكاليل الزهر على ضريح الجندي المجهول. كما تم وضع الأكاليل على النصب التذكاري للشهداء في ساحة الشهداء في صيدا، في حضور أمين سر الفصائل في لبنان فتحي أبو العردات ومحمود الأسدي.

وفي صور، خطف العدوان الإسرائيلي فرحة العيد ومخيماتها. ونصبت حركة فتح خيمة تضامن ومنبراً مفتوحاً للإشادة بصمود أبناء الشعب الفلسطيني في مقاومة العدوان.

كما شهد مخيم البرج الشمالي مسيرة دعت اليها حماس، وانطلقت بعد صلاة العيد مباشرة من أمام مسجد المخيم، وسط هتافات مؤيدة للمقاومة ولغزة وللشهداء والقدس. وتحدث المسؤول الإعلامي لحماس في منطقة صور محمود طه، مؤكداً أن النهج الذي تسير عليه المقاومة هو السبيل الوحيد للتحرير. ونظمت حماس مسيرة في مخيم البص، تحدث فيها عضو القيادة السياسية الشيخ محمد البجيرمي الذي أكد أن النصر أصبح قريباً، لأن في غزة رجالاً يدافعون عنها وأبطالاً لا يمكن أن يهزموا. وانتقد التخاذل والتآمر من بعض الدول العربية إزاء ما يحدث لغزة.

وأقامت جبهة التحرير الفلسطينية وقفة تضامن في المخيم، تحدث فيه عضو القيادة عباس الجمعة، فقال: نحن لا ننتظر مؤتمرات ولا مبادرات فصمتهم يكفي، لكننا نؤكد تمسكنا بالمقاومة ومشروعها وعدم إضاعة البوصلة لأنها واحدة سواء في فلسطين أو المنطقة.

الشمال

وفي البداوي، أقامت حركة فتح اعتصاماً تحدث فيه أمين سر الحركة في الشمال أبو جهاد فياض ومسؤول حزب الشعب في الشمال أبو وسيم مرزوق، مسؤول الجبهة الديموقراطية في المخيم عاطف خليل.

كما أقامت حركة الجهاد الإسلامي في مخيمي البارد والبداوي خيمة تضامن مع غزه ومقاومتها.

وفي مخيم نهر البارد انطلقت مسيرة صبيحة العيد، تقدمها مسؤول الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبد العال ومسؤول الجبهة الديموقراطية أبو لؤي أركان، وممثلو فصائل المقاومة. وانتهت عند مقابر الشهداء بوضع إكليل من الزهور عند النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية.

وألقى كلمة اللجنة الشعبية أبو مصطفى عامر، فأشاد بصمود غزة. وألقى عبد العال كلمة، فقال: «نحذر ليس من الصمت العربي الرسمي المريب فقط، بل من التواطؤ مع العدوان، عبر الجبهة الأكثر خطورة من جبهة الذبح العسكري وهي الذبح السياسي، وعبر ممارسة الضغط والالتفاف على شروط المقاومة«.

تبرعات ومواقف

وفي إقليم الخروب (المستقبل)، تسلم ممثل حماس في لبنان علي بركة، في أحد مساجد منطقة وادي الزينة، في حضور المسؤول السياسي للحركة في إقليم الخروب زياد وحيد، التبرعات التي تم جمعها في الإقليم والمساجد وقيمتها 26233 دولاراً أميركياً وبعض القطع من الذهب.

وأكد الرئيس نجيب ميقاتي «أن مضي جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة، يمثل حرب إبادة حقيقية ضد الشعب الفلسطيني الصامد والصابر، وهذا ما يحتم رفع الصوت مجدداً لمطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لوقف هذا العدوان«.

وقال رئيس الجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت أمين الداعوق إن «المجازر التي يرتكبها المحتل الإسرائيلي المفتري في غزة ضد الفلسطينيين هو عمل إرهابي بدعم غربي حاضن لإسرائيل المحتلة. وأكد ان «العدوان الإسرائيلي على غزة لن يمر دون عقاب المحتل الصهيوني، وأن تحرير بيت المقدس لا يكون إلا بوحدة المسلمين والعرب وتضامنهم». وسأل: «هل نسينا اغتيال الملك فيصل بن عبدالعزيز وسبب اغتياله؟«.

وفي راشيا(المستقبل)، نفذ مكتب البقاع الجنوبي في منظمة الشباب التقدمي وقفة تضامنية مع أبناء غزة، عند مثلث ضهر الاحمر راشيا - كوكبا بحضور وكيل داخلية التقدمي رباح القاضي. فوزع المعتصمون بياناً ورفعوا الإعلام اللبنانية والفلسطينية والحزبية.

وأعلن نقابة المعلمين في لبنان الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني، «وندعو مجلس الأمن والأمم المتحدة الى الضغط على الكيان الصهيوني الغاصب لوقف عملياته وإيقاف آلة حربه، وندعو المحكمة الدولية الى ملاحقة قادة «إسرائيل» باعتبارهم مجرمي حرب ارتكبوا مجازر ضد الإنسانية.

المصدر: المستقبل