ارتفعت يوم أمس، وتيرة التحرّكات الشاجبة للإجرام الصهيوني بحق المدنيين العُزّل في مدينة غزّة على وقع الجرائم الوحشية التي ارتكبها الاحتلال في حي الشجاعية، مطالبين بتقديم قادة العدو للعدالة الدولية على ما ارتكبوه من جرائم بحق الإنسانية في فلسطين.

وعمَّ الحداد المخيّمات الفلسطينية في لبنان تلبية لدعوة فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية»، حيث بعد ليل صاخب من الحِراك التضامني مع غزّة وصمود أهلها ومقاومتها شجباً لمجزرة الشجاعية، شهد مخيّم عين الحلوة مسيرة جماهيرية انطلقت من أمام مسجد خالد بن  الوليد على وقع إطلاق نار كثيف ابتهاجاً بأسر «كتائب القسّام» جندياً إسرائيلياً يُدعى شاؤول آرون، وجابت مخيّم المية ومية مسيرة مماثلة.

ونظّمت بلدية صيدا واللجنة اللبنانية الفلسطينية للحوار والتنمية وقفة تضامنية تحت شعار «غزّة أنت عزتنا.. وصوت الكبرياء لأمتنا»، ولإطلاق صرخة إلى كل العالم «أوقفوا قتل أهلنا في غزّة»، وذلك أمام مبنى القصر البلدي في ساحة النجمة – صيدا.

وتحدّث في الوقفة رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، والمنسّق العام للشبكة المدرسية في صيدا والجوار نبيل البوّاب.

وأعرب «أمين عام التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد عن الثقة بقدرة المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني على تحقيق الانتصار على العدوان الصهيوني بفضل الصمود والبسالة والبطولة. ووجّه تحية إجلال لأرواح الشهداء في غزّة العزّة؛ ومن بينهم الأطفال في عمر الورود، مُديناً جرائم الحرب الصهيونية ضد المدنيين، ومندّداً بانحياز الغرب لإسرائيل وقيامه تبرير جرائمها، ومستنكراً الصمت المريب للنظام العربي الرسمي.

وفي هذا الإطار، رأى شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز نعيم حسن أنّ «تفاقم المأساة الإنسانية والأخلاقية والسياسية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزّة، في ظل غياب أي حراك جدّي، عربي أو دولي، لوقف هذا النزف الحاصل في دماء الفلسطينيين، يدمي القلب، ويُذهل الوجدان إزاء هذا المشهد المروّع حيث نرى العدوّ التاريخي لأمّتنا يُمعنُ في جريمته الوحشية، في حين تُستدرجُ شعوبنا إلى مستنقعات الفتن والفوضى وكأنّ الحسّ الإنساني بات مفقوداً حيال مشاهد الأطفال الصريعة والأمهات الثكلى والدمار والقتل والتشريد».

وقال في تصريح له: «إزاء هذا الهجوم البربري الإسرائيلي، نوجّه النداء الى المسلمين جميعا،ً ونحن في شهر رمضان الكريم، كما إلى مختلف الشعوب العربية وشعوب دول العالم التي لا يزال يحرّكها الشعور الإنساني والأخلاقي، لتشكيل رأي عام عريض وواسع للضغط على الحكومات العربية وحكومات دول العالم ومجلس الأمن الدولي، يدفعهم للتحرك نحو وقف فوري للاعتداء المتمادي من العدو الغاشم، وقد خبرنا تكراراً في هذه المنطقة من كل التجارب أنّ العنف لا يولّد إلاّ العنف المقابل، وأنّ التطرف يجرّ حكماً إلى التطرّف المضاد، وهذا ما دأبت إسرائيل على التخطيط له، والدفع إليه، تغطية لعدوانها البربري الذي هو في كلّ حال مستمر وموغل منذ عشرات السنوات».

وعقدت قيادة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في لبنان اجتماعاً طارئاً في سفارة دولة فلسطين في بيروت، وبحثت فيه آخر التطوّرات في فلسطين.

وأصدرت بياناً حمّلت فيه «حكومة نتنياهو المسؤولية الكاملة على المجازر والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني»، مؤكدة أن «المجازر والجرائم الصهيونية واخرها في الشجاعيه ورفح وعموم قطاع غزّة لن ترهب شعبنا الفلسطيني بل ستزيده اصراراً على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة حتى التحرير والعودة والاستقلال»، ومشدّدة «على دعم ومطالب المقاومة الفلسطينية في غزّة وتحقيق شروطها للتهدئة والا فان المعركة مستمرة حتى يرضخ نتنياهو لشروط المقاومة، وعلى التمسك بالوحدة الوطنية الفلسطينية لأنها السلاح الاقوى في الكيان الغاصب».

كما طالبت «هيئة الامم المتحدة ومؤسسات حقوق الانسان والصليب الاحمر الدولي القيام بواجباتهم تجاه شعبنا والعمل على حمايته وانقاذه من جرائم الاحتلال، والدول العربية والاسلامية باتخاذ قرارات شجاعة تليق بتضحيات شعبنا الفلسطيني ونؤكد على ضرورة اسناد شعبنا وتقديم كل اشكال الدعم المادي والانساني والسياسي».

ودعت الفاصئل الشعب الفلسطيني في لبنان للمشاركة في الاعتصام التضامني الكبير مع قطاع غزّة يوم الخميس المقبل عند الثانية من بعد الظهر أمام مقر الإسكوا – وسط بيروت.

هذا، وحيّا وزير الاتصالات بطرس حرب صمود أهالي غزّة في وجه العدوان الاسرائيليي، وأدان المجزرة التي تواصل قوات الاحتلال ارتكابها بحق الأطفال والرجال والنساء، مطالبا «جامعة الدول العربية بتكثيف تحركها والضغط بكل امكانياتها من أجل اصدار قرارات واضحة عن مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان ومعاقبة مرتكبيه».

ودعا حرب في تصريح له «جامعة الدول العربية الى تحرك جاد لتقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي وخاصة الانساني منه لأبناء القطاع».

وختم حرب قائلا: «إنّني كمسؤول وكمواطن لبناني قدم بلده الكثير من أجل القضية الفلسطينية أرى من الواجب أيضا تحريك كل الامكانيات اللبنانية الدبلوماسية في كل المحافل العربية والدولية دفاعا عن غزّة وتخفيفا لمعاناتها، فإن في ردع العدوان ومساعدة الفلسطينيين بالوصول الى حقوقهم دعم للبنان في وجه المخاطر التي تتهدده وتكريس لدوره في تبني القضايا العربية العادلة وفي مقدمها القضية الفلسطينية».

ونظّمت حركة «فتح» مسيرة جماهيرة حاشدة في مخيّم البص تضامناً مع الشعب الفلسطيني في غزّة والضفة، واستنكاراً للهجمة العدوانية التي تشنها آلة الحرب الصهيونية.

وتحدّث خلال الاعتصام، عضو قيادة «فتح» في لبنان اللواء محمد زيداني فأكد «أنّ فلسطين اليوم تتوحد خلف الدماء والشهداء حيث الكل الوطني المقاوم من كل الاجنحة العسكرية يصوغ ثقافة الصبر والصمود وصنع الانتصار».

وأصدر أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط الأب ميشال جلخ بياناً أعلن خلاله عن استنكاره «للأحداث التي تجري في سوريا وفلسطين، معلنا أنه «لا يجوز السكوت عن كل ما يهدِّد حياة الناس وسلامتهم، ولا يجوز أبدا انتهاك الكرامات وقتل الأبرياء والأطفال وكأننا نعود، في زمن الانفتاح والعولمة، الى ما قبل التاريخ واعتبار الانسان ذئبا للإنسان بدل أن يكون أخا له».

وأقامت الفصائل الفلسطينية في منطقة صور اعتصاماً أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في المدينة، بحضور مسؤولة بعثة الصليب الأحمر الدولي في الجنوب تيريزا يلانا، ومدير مكتب صور رياض دبوق وممثلين عن القوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية.

ودعا عضو القيادة السياسية لحركة «حماس» جهاد طه إلى «ضرورة التحرّك العاجل للمجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية لوقف وكشف المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في غزّة».

وتلا عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية إبراهيم النمر «أبو بشار» مذكّرة بإسم الفصائل، طالبت المجتمع الدولي بضرورة إلزام الكيان الصهيوني الغاصب احترام القوانين الدولية واحترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني»، داعيا وكالة «الأونروا» الى استعادة عملياتها التي توقفت في قطاع غزّة بعدما تعرضت احدى قوافلها لقصف اسرائيلي»، ومحذرا من «مخاطر استعمال اسرائيل قنابل عنقودية وفوسفورية»، ومطالباً «بتشكيل لجنة تحقيق دولية فوراً يجري تعينها من الأمين العام للأمم المتحدة».

وحيّا مكتب الإعلام في «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» «المبادرة التي أطلقتها وسائل الإعلام اللبنانية المرئية لبث نشرة اخبار موحدة حول العدوان على قطاع غزّة، في خطوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني ورفضا للعدوان الاسرائيلي المتواصل»، مؤكداً أنّ «الإعلام اللبناني كان رياديا في الكثير من المحطات في دفاعه عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».

وأصدر «الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية»ـ فرع لبنان بياناً رأى فيه «أنّ العدوان الاسرائيلي على  قطاع غزّة هـو جريمة حرب بعرف القانون الدولي وبمثابة حرب إبادة جماعية، وقصف حي الشجاعية بغزّة اليوم برهان جديد على ذلك»، مؤكـداً «على دور الرئاسة الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بوقف العدوان العسكري المتواصل على شعبنا، بما في ذلك استكمال خطوات الانضمام للمنظمات والاتفاقيات الدولية، وإستثمارها بما يكفل التعجيل في ملاحقة ومحاسبة مجرمي الحرب في اسرائيل».

ونظّمت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» وقفة تضامنية نصرة للمقاومة والانتفاضة في غزّة والضفة الغربية على شاطئ مخيّم الرشيدية، تحدث خلالها مسؤول «حركة الجهاد الإسلامي» في صور ابو سامر موسى فأكد «أن اي تهدئة يجب ان ترتقي الى مستوى الدماء التي سالت على تراب فلسطين».

وشدّد عضو قيادة «الجبهة الشعبية» في لبنان احمد مراد «على ضرورة اسقاط اهداف العدو الصهيوني بصياغة سياسة وطنية شاملة وتحصين الوحدة الوطنية الفلسطينية».

وأقامت حركة «حماس» اعتصاما جماهيرياً أمام مسجد الأرقم في مدينة صيدا، تحدّث فيه المسؤول السياسي للحركة في المدينة صيدا أيمن شناعة، فحيّا خلاله «الصمود الأسطوري الذي يسطره الشعب والمقاومة في غزّة»، مؤكداً أنّ «المقاومة مستمرة حتى تحقيق كامل شروطها لوقف إطلاق النار».

كما نظّمت «حماس» في صور مسيرة جماهيرية في مخيّم الشبريحا، ابتهاجاً وفرحاً لأسر الجندي الصهيوني في قطاع غزّة، تحدّث خلاله عضو القيادة السياسية للحركة جهاد طه، فأكد «أنّ عملية أسر الجندي شاؤول أروون في غزّة هي انجاز وطني لشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وانجاز وطني لوحدة المقاومة في الميدان»، مشدّداً على «أنّ العدو الصهيوني سيفشل في عدوانه على غزّة».

واعتبر «تجمّع العلماء المسلمين» في بيان له أنّ «المقاومة أثبتت في فلسطين أنها على قدر المسؤولية التي تحملتها وأنها تستطيع الدفاع عن حرمة الأراضي الفلسطينية المحررة وأنها تستطيع أن تحول الضعف إلى قوة بفعل الإيمان الكبير المتناغم مع أجواء الصبر والنصر في شهر رمضان المبارك».

وتضامناً مع غزّة وفلسطين، أقامت جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في مساجد ومصليات عدد من المخيّمات الفلسطينية في لبنان صلاة الغائب على أرواح الشهداء جراء العدوان الصهيوني.

وأعربت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية عن شجبها الشديد للمجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزّة في حق الفلسطينيين، واستنكارها لردّات الفعل الخجولة الصادرة حيالها عن المجتمع الدولي.

ودعا الدكتور كامل مهنا بإسم «تجمّع الهيئات الأهلية» المجتمع الدولي، إلى «رفع الحماية الدولية عن العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزّة.

وبدعوة من «هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في دار الفتوى»، أُقيم في قاعة مسجد الحمراء، لقاء تحت شعار «فلسطين توحّدنا» من أجل وضع خطة تنسيقية لدعم صمود غزّة بحضور مدير عام الأوقاف الإسلامية الشيخ هشام خليفة، ومفتي عكار الشيخ الشيخ زيد بكار ورئيس عمدة هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في دار الفتوى الحاج رياض عيتاني، وحشد من ممثلي الجمعيات الاغاثية والتنموية.

وقد صدر عن المجتمعين جملة مقرّرات منها اعلان يوم الجمعة المقبل يوم غضب تضامنا مع ابناء غزّة والمشاركة في جمع التبرّعات، وتشكيل لجان في المحافظات للاشراف على النشاطات، وإقامة خيمة عامة في كل محافظة يتم من خلالها تنسيق هذه النشاطات وإقامة معارض صور عن العدوان، إضافة الى تشكيل لجنة سياسية للتواصل مع القيادات السياسية، واخرى اعلامية لمواكبة النشاطات اعلاميا على ان تقوم إذاعة «القرآن الكريم» بالبث المباشر لكل هذه النشاطات.

وخلال اللقاء الذي بدأ بتقديم من جهاد الضاني، تحدث الحاج عيتاني مؤكدا ان اللقاء يسعى الى بلورة آلية تنسيق عملية وفعّالة لتجنّب الازدواجية والتداخل في جهود الاغاثة والمؤازرة لأهلنا في غزّة، داعيا إلى تعبئة الرأي العام بضرورة المناصرة والعطاء، وتشكيل حملة لايصال الدعم المباشر.

كما تحدّث الشيخ بكار مؤكدا اهمية الشعور مع الآخر في شهر رمضان، مشيرا الى اننا اذا كنا نصوم لساعات ونفطر فهناك من يفطر على صاروخ او برميل متفجر، داعيا للخروج من الشعارات والبدء بالدعم الفعلي من خلال تضافر الجهود بين الجميع، فغزّة توحّدنا لان لا خيار لنا ولا نصر لنا الا بالوحدة، فغزّة تحمل لواء الامة وسطّرت بطولات عجزت عنها الدول. ولفت الشيخ خليفة الى انه حينما يشتد الالم يسقط الكلام وتحتاج القصة الى علاج، مشيرا الى اننا كنا نتمنّى لو توجهنا الى غزّة وان يكون لقائنا جهاديا، ولكن نحن محاصرون من الانظمة، واصفا خطوة التحرك بأنها خطوة في طريق طويل وهناك اقتراحات جيدة في اطار العمل الانساني، مؤكدا اهمية الدعم لانتصار غزّة لان المقاتل في الحرب لا ينتصر الا بتعاون مجموعة معه.

المصدر: اللواء