شهدت العديد من المدن الأوروبية، خلال اليومين الماضيين، تظاهرات حاشدة دعماً لفلسطين وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عشرة أيام على قطاع غزة، وتخلل هذه التحركات صدامات مع الشرطة، خاصة في فرنسا، أدت إلى وقوع جرحى بسبب محاولة السلطات هناك قمع التظاهرات.

ولكن إصرار المتظاهرين في باريس على التظاهر رغم المحاولات القمعية للسلطات طغى على المشهد، وشهد حي باربيس في المدينة مواجهات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة استخدمت فيها الأخيرة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وذكر مصدر في الشرطة الفرنسية، أنه تم اعتقال 33 متظاهراً بتهمة "القيام بأعمال عنف ضد قوات الشرطة". وحصلت عملية كر وفر بين المتظاهرين ورجال الشرطة في الحي الذي امتلأ بالحجارة والقنابل المسيلة للدموع.

كما منعت السلطات الفرنسية تظاهرة أخرى في باريس بالرغم من لجوء المنظمين إلى القضاء المختص، مبررة الأمر بالخشية من "الإخلال بالنظام العام".

وجاءت ذروة المواقف القمعية الفرنسية في تأكيد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس الأول، على أن "الذين يريدون التظاهر بأي ثمن سيتحملون المسؤولية".

وملأت التظاهرات المؤيدة لفلسطين العديد من المدن الفرنسية الأخرى مثل ليون، ومرسيليا، وستراسبورغ. ودعا المتظاهرون إلى وقف المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين العزل في قطاع غزة المحاصر.

وفي العاصمة البريطانية لندن، تظاهر عشرات آلاف الأشخاص للمطالبة بوقف عمليات القصف العشوائي الإسرائيلية ورفع الحصار عن قطاع غزة، ونظمت حملة التظاهر سبع جمعيات أبرزها "حملة التضامن مع فلسطين" ومنظمة "أوقفوا الحرب".

وبدأت التظاهرة من أمام مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني في شارع داونينغ ستريت، ومن ثم توجهت نحو السفارة الإسرائيلية في حي "كنسينغتون" غرب العاصمة. ولم تسجل صدامات أو توقيفات في صفوف المتظاهرين من قبل الشرطة البريطانية.

وذكرت "حملة التضامن مع فلسطين" على موقعها على "تويتر" أن تظاهرات أخرى سيتم تنظيمها أمام السفارة الإسرائيلية في لندن وفي "وايتهول" المعروف بـ"حي الوزراء" في لندن.

كما أوضحت المنظمة أن "عشرات آلاف الأشخاص" تظاهروا في لندن "من أجل السلام والعدالة وفلسطين حرة". ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "أوقفوا الهجمات الإسرائيلية على غزة" و"حرروا فلسطين" و"غزة، أوقفوا المجزرة"، وارتفعت بين الجموع الأعلام الفلسطينية، وردد المتظاهرون "حرروا، حرروا فلسطين" و"ديفيد كاميرون، عار عليك".

وقالت مديرة الحملة ساره كولبورن أن "التظاهرة الوطنية هذه ستتيح للبريطانيين في كل أنحاء البلاد أن يقولوا كفى، وأنه يجب أن توقف "إسرائيل" الآن حصار غزة وتنهي احتلال الأراضي الفلسطينية".

وفي العاصمة البلجيكية بروكسل تظاهر آلاف الأشخاص أيضا دعما لفلسطين، مع أن السلطات البلجيكية لم تمنح منظمي التظاهرة الإذن، إلا أن المتظاهرين نزلوا إلى الشوارع رغماً عن ذلك، كما تغاضت قوات الشرطة عن القرار ولم تحاول تفريقهم.

وفي مدينة جنيف السويسرية تجمع مئات المتظاهرين المناصرين لفلسطين أمام المقر الأوروبي للأمم المتحدة مطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين.

كما شملت التظاهرات أيضا مدن فيينا وأمستردام وستوكهولم وأنقرة، وسانتياغو في تشيلي، ومومباي في الهند.

(أ ف ب، رويترز)