القوة الأمنية لـ «عين الحلوة».. تحت التجربة

منذ 11 سنة   شارك:

في ظل حال الترقب والانتظار السائدة في مخيم عين الحلوة لنشر القوة الأمنية الفلسطينية ورصد مدى قدرتها وفعاليتها في ما ينتظرها من امتحان صعب في ضبط الوضع الأمني وملاحقة المخلين به وتخطي تعقيدات واقع المخيم سياسيا وامنيا واجتماعيا، يمضي أبناء عين الحلوة يومياتهم بشيء من الحذر والترقب لما ستحمله التطورات داخل المخيم ومن حوله في لبنان وخارجه من ارتدادات امنية عليه. ويبدي الكثيرون امتعاضهم من تسليط الضوء الاعلامي المتكرر على المخيم من زاوية محاولة ربطه بما يجري في سوريا والعراق، معتبرين انه يكفي المخيم ما فيه من مشاكل وحالات امنية محلية واغتيالات وحوادث اطلاق نار، بالكاد يستطيع ان يتجاوز تداعياتها، حتى يتم تصويره ايضا على ان فيه بيئة حاضنة او امتدادا او صدى لظواهر ارهابية خارجية.. كما جرى بالنسبة لتنظيم داعش وقبله جبهة النصرة.

ولكن ما هو المنتظر من القوة الأمنية، وهل ستنجح فيه؟

تصر السلطات اللبنانية على نشر القوة الأمنية الفلسطينية للإمساك بأمن المخيم ولجم المجموعات التي يمكن ان تتسبب بتوترات ومشاكل امنية داخله او مع الجوار او يمكن ان تحوله ممرا أو منطلقا لأعمال عدائية ضد لبنان. الموقف اللبناني هذا كان ابلغه اكثر من مرة مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم لوفود فلسطينية تمثل كل التنوع الموجود في المخيم، وكذلك فعل رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني العميد علي شحرور في لقاءاته مع اكثر من وفد فلسطيني.

اذاً، الدولة اللبنانية حاسمة في دعمها لتشكيل ونشر القوة الأمنية، والكرة في ملعب القوى الفلسطينية. هذا الانطباع السائد تقابله الأخيرة بمسؤولية عالية وبحرص اعلى واكبر على اظهار حسن نيتها وتجاوبها مع المطلب اللبناني والدفع باتجاه ان تبصر هذه القوة النور قريبا، واضعة نصب عينيها انجاح عمل هذه القوة بكل الوسائل والامكانيات المتاحة. وهو ما عبر عنه اكثر من طرف وفصيل فلسطيني لاسيما حركة فتح التي تعتبر نفسها «ام الصبي» بالنسبة لأمن المخيمات وتتقاسم مع حماس والفصائل والقوى الاسلامية واجب ومسؤولية العناية بهذا «الصبي» والسهر على سلامته وامداده بجرعات الأمن والاستقرار التي يحتاجها لتحميه من خطر ما يمكن ان يصيبه من عدوى امنية محلية او خارجية ويمكن ان ينقلها بدوره الى الجوار اللبناني.

وفي هذا السياق، تعتبر اوساط فلسطينية مطلعة ان كلاهما اي الجانبين اللبناني والفلسطيني لا يسقطان من حساباتهما عدم تمكن القوة الأمنية من انجاز بعض ما سيناط بها من مهام، والمدرجة اساسا في التصور الذي اعدته اللجنة الأمنية الفلسطينية المصغرة، لا سيما ما يتصل بانتشار القوة في مناطق حساسة او خاضعة لسيطرة بعض المجموعات الاسلامية مثل «الشباب المسلم»!.. وكذلك بالضرب بيد من حديد على كل مخل بالأمن وملاحقة من يرتكب اي جريمة وتسليمه. لكن يجمع مختلف الأفرقاء فلسطينيا ولبنانيا على اهمية خطوة نشر القوة الأمنية في عين الحلوة، ويرى معظمهم ان هذه الخطوة بمجرد حصولها بالشكل، من شأنها ان تشكل عامل طمأنة لأبناء المخيم وللجوار، وان من السابق لأوانه الحكم على نجاحها في مهامها او عدم نجاحها وان ذلك يرتبط بنوع وشكل كل مهمة ستقوم بها على حدة.

وتضيف هذه الأوساط انه حتى لو كان هناك معترضون على نشر القوة الأمنية في مناطقهم في اشارة الى بعض المجموعات الاسلامية فان مجرد نشرها في باقي احياء المخيم ومباشرتها لعملها وما سيعكسه من ارتياح لدى ابنائه، سيحرج المعترضين امام ابناء المخيم.

ويرى مراقبون للوضع في عين الحلوة أنه امام القوى الفلسطينية في المخيم مهمة تحصين ساحته من اي خرق داخلي واختراق خارجي يمكن ان يستغل للنفاد منه لضرب امن واستقرار لبنان، وهي تعول حاليا على اطارها الأمني الموحد المرتقب وما سيرافق نشر القوة الأمنية ويليه من خطوات مكملة. ويضيف هؤلاء، ان فشل هذه القوة في عملها سيعزز المخاوف لدى ابناء المخيم من عودته الى دائرة العنف، ومن ارتدادات ذلك عليه اذا خرجت الأمور عن السيطرة، خاصة وان المخيمات الفلسطينية في هذه الفترة تحت الضوء الأمني والإعلامي. وبالتالي ربما قد يدفع هكذا وضع بأهالي المخيم انفسهم للمطالبة بدخول الجيش اللبناني اليه!.

ولا يستبعد المراقبون ان يكون مخيم عين الحلوة خلال الفترة تحت المجهر الأمني من جديد سواء باستشراف او توقع احداث امنية جديدة، او باستكمال الخطوات اللوجستية والأمنية التي اتفق عليها الأفرقاء الفلسطينيون بمساندة وتشجيع من الجانب اللبناني على صعيد المبادرة الفلسطينية الموحدة وترجمة كامل بنود خطة عمل القوة الأمنية المنتظرة.

المصدر: رأفت نعيم- المستقبل



السابق

القوّة الأمنية في مخيّم عين الحلوة تكتمل اليوم بالإجتماع المشترك الأوّل

التالي

ترميم مدرسة في مخيم ضبية للاجئين الفلسطينيين


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

صبرا وشاتيلا… حين يصبح الوطن غطاءً للقتل!

هناك لحظات في التاريخ تُصعق فيها الكلمات، فلا يجد المرء ما يعبر عن الصدمة إلا الصمت. هكذا شعرت وأنا أقرأ تصريحات في جريدة اليمين ا… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير