لاجئو "اليرموك".. بقليل الطعام عاشوا "الأول من رمضان"
منال فتيان، لاجئة فلسطينية تعيش في مخيم اليرموك، أم لخمسة من الأبناء، كان لليوم الأول من شهر رمضان المبارك وقع مصبوغ بالحزن والألم في قلبها بخلاف ملايين المسلمين في أدنى بقاع الأرض وأقصاها الذين استقبلوا الشهر الفضيل بالفرح والسعادة وتبادل التهاني.
لم تخف ملامح وجه اللاجئة "فتيان" لوحة وكأنها قطعة اشتقت من ليل حالك السواد، أمام أفراد عائلتها.
أرادت اللاجئة "أم صلاح" في إخفاء إجابتها أن تتألم هي وهي فقط، وأن لا تغرز في زوجها وأبنائها أي ألم يضاف إلى ألم معاناة الحصار وقلة ذات اليد، الذي تكتوي فيه عائلتهم مع بقية عائلات المخيم منذ ما يقارب من عام كامل.
تقول وفي الحلق غصة: "لا أعرف كيف سيمضي الشهر الكريم علي، وأنا لا أمتلك في بيتي إلا قليلا ممن تبقى من كرتونة استلمتها قبل أكثر من أسبوعين"، وتشير إلى أن أكثر ما يدور في خلدها تساؤل "يكاد يقتلها" ماذا ستعد لعائلتها من طعام.
أرز وعدس
تضيف أم صلاح وهي تبكي: "لا يوجد إلا بقية قليلة من الأرز، والعدس، لا يكفيان إلا ثلاثة أيام أو أربعة، وتوزيع الكراتين متوقف منذ أيام"، وتكمل: "نعيش على أكلة المجدرة ولا ندري ماذا سيجري بنا بعد نفادها".
تزيد في بكائها وتقول: "نعيش على بقايا الكرتونة، فإلى متى هذا الوضع يستمر بنا، لا بد أن تحل أزمة المخيم، فهو لم يتدخل في الأزمة السورية ولن يتدخل"، داعية الله أن يفرج على جميع اللاجئين ويسدد حوائجهم.
اللاجئة أم محمود عايش لم يكن حالها مختلفا عن سابقتها "فتيان"، إذ إن اليوم من شهر رمضان، احتارت فيه على ما تقدمه في وجبة الإفطار لأبنائها وشقيقها الذي يسكن معها في نفس البيت.
وتقول إن بيتها لا يوجد فيه سوى بقايا كرتونتين استلمت واحدة وشقيقها أخرى قبل شهر تقريبا، ولم يعد أمامها مع بقية العائلات استلام كراتين جديدة، وذلك بسبب توقف تقديم المساعدات من الجهات المساعدة على أطراف اليرموك.
بقايا أطعمة
وتقسم عايش بالله أن دموعها لا تتوقف كلما نظرت إلى بقايا الأطعمة التي توجد في الكراتين الغذائية، وأن ما فيها فقط هو ما سيقدم للأسرة في الإفطار والسحور، متسائلة :"هل يعرف العالم ما نأكل ونشرب وكيف نعيش.. لا اعتقد؟".
رئيس المجلس المدني في مخيم اليرموك، فوزي حميد، قال إن أوضاع اللاجئين في مخيم اليرموك في شهر رمضان "ازدادت سوءا"، لأسباب عدة منها المادي والنفسي، مضيفا أن العديد من البيوت خاوية من أي نوع من الغذاء.
وأضاف حميد لـ"فلسطين"، أن الحصار المفروض على المخيم منذ ما يقارب العام، أنهك الأسر، وأحال اعتمادها الكامل على ما يدخل المخيم من مساعدات، والتي يستلمها الأهالي في حال السماح لهم كل فترة.
وتوقع أن تحدث "أزمة جوع جديدة" في المخيم، إن استمر الوضع الحالي دون انفراجة، أو تطبيق للمبادرات بفتح المخيم ورفع الحصار الموجود، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المخيم أعلن حياديته عن الأزمة السورية وأنه لا شك في ذلك مطلقا.
ولفت إلى أن ثمانية أيام ينتظر فيها سكان المخيم تنفيذ مبادرة تحييد المخيم، ودخول جرافات النظام السوري لفتح المداخل المغلقة منذ بداية الحصار، إلا أن شيئا لم يحدث حتى اللحظة من تفعيل بنود هذه المبادرات.
ودعا حميد كافة الأطراف السياسية للإسراع في تنفيذ مبادرة تحييد المخيم، ووقوف الجهة السياسية الفلسطينية المتمثلة في منظمة التحرير عند مسؤولياتها اتجاه أزمة وحصار المخيم، وعدم الإبقاء على حالة الصمت التي تعتريها.
المصدر: فلسطين أون لاين
أضف تعليق
قواعد المشاركة