خطة أمنية في مخيم عين الحلوة لمنع التسلل إليه
بات الهاجس الأمني أولوية لدى الأجهزة المعنية التي تحاول سد الثغرات في وجه النوايا المبيتة للإرهاب وخصوصا بعد وقوع عدة عمليات انتحارية تم رصدها مسبقا في بيروت. وأخيرا زار المشرف على الساحة الفلسطينية عزام الأحمد لبنان لأيام معدودة في زيارة تمهيدية لبدء خطة أمنية جديدة في مخيّم "عين الحلوة"(على مشارف مدينة صيدا) بغية النأي به عن أيّ عبث أمني يؤثر سلبا على الفلسطينيين الذين يعيشون فيه في ظروف صعبة جدّا وبكثافة سكانية عالية حيث يبلغ عدد سكان المخيم 75 ألفا يعيشون على مساحة جغرافية لا تتعدّى الكيلومتر المربّع الواحد. وشكّل هاجس انعكاس وضع مخيّم عين الحلوة على المنطقة المحيطة وتحديدا مدينة صيدا التي تعتبر خطّ التواصل بين بيروت والجنوب ومسلكا لقوات "اليونيفيل" حافزا إضافيا لحماية المخيّم من عبث الإرهاب وينتظر أن يبدأ تنفيذ الخطّة الأمنية قريبا على أن تكون بقيادة فتحاوية. وفي المعلومات أنّ المصالحة الفلسطينية -الفلسطينية الأخيرة أعطت دفعا للخطّة، فأبعدت الفرقاء الفلسطينيين المعنيين عن اتباع المزايدات السياسية وسهّلت عملية التوحّد، حتى قضية المطلوبين المتوارين داخل المخيم ستعالج بالتنسيق مع الدولة. البداية ستكون في عين الحلوة، وسيكون نجاحها سببا لتمدّدها في اتجاه بقية المخيمات في برج البراجنة وشاتيلا والبداوي... علما أنه بعد صعود مستوى التطرّف بفعل حوادث العراق الأخيرة فإنّ الخطّة الأمنية ستساعد على رفع نسبة السيطرة الأمنية اللبنانية بشهادة القوى الفلسطينية جامعة وخصوصا الإسلامية منها. ولعلّ السؤال البديهي عن "القناعة الفلسطينية" المفاجئة بضرورة وضع خطّة موحّدة تضمن أمن "عين الحلوة" هو عن كيفية إقناع هذه القوى المتنافرة والمتضاربة المصالح وذي الإرتباطات المختلفة بالتعاون في ما بينها ومع الدولة اللبنانية وقواها الأمنية؟ قدّمت المراجع الأمنية المختصّة سببان للفلسطينيين: أولاها أن الخطّة تصبّ في مصلحة أمن الشعب الفلسطيني والثانية أنّ أيّ توتّر في داخل المخيّم نتيجة الصراع الداخلي سيؤدي الى تدميره وتهجير أهله، ولم يكن أحدا في المخيّم مستعدّا لتحمّل مسؤولية السيناريو الأخير.
المصدر: وكالات
أضف تعليق
قواعد المشاركة