الفتاة الفلسطينية ذات القرط
أوس العامر- لاهاي
مهندس ديكور داخلي وفنان فلسطيني هولندي
في هذا العمل، أُعيد تخيل لوحة "الفتاة ذات القرط اللؤلؤية" للفنان الهولندي يوهانس فيرمير، والتي تُعدّ من أكثر الأعمال الفنية شهرة في العالم، ولكن برؤية فلسطينية معاصرة، تمزج بين التراث البصري الغربي والهوية النضالية لشعبي.
قمتُ بإعادة تصميم صورة الفتاة بأسلوب هندسي وتجريدي، محافظا على صمتها العميق ونظرتها المشحونة بالدلالة العميقة، لكن مع تحويل القرط اللؤلؤ الشهير إلى "المثلث الأحمر" — أحد رموز المقاومة الفلسطينية، وجزء أساسي من العلم الفلسطيني. هذا التبديل ليس مجرد عنصر بصري، بل بيان سياسي وفني يعبر عن التحول من الجمال الزخرفي إلى رمزية الكفاح والكرامة.
وضعتُ الشخصية داخل إطار بيضاوي أحمر، في إشارة إلى "الخط الأحمر"، الذي لا يجب تجاوزه إنسانياً أو أخلاقياً، وشاركت بها في مظاهرة "الخط الأحمر" التي أقيمت في مدينة لاهاي الهولندية، أمام محكمة العدل الدولية، للتأكيد على أنّ صوت فلسطين حاضر، حتى في قلب النظام العالمي.
هذه الفتاة لم تعد هولندية، ولم تعد مجرد موضوع فنيّ ساكن، بل أصبحت صوتاً لكل امرأة فلسطينية، ولكلّ من يُجسّد المقاومة بالسكين والكرامة والهوية. إنها دعوة لنرى فلسطين ليس مجرد قضية سياسية، بل كقضية ثقافية وإنسانية لا يمكن تجاهلها.
كفنان فلسطيني ولد في لبنان وعاش تجربة اللجوء والشتات، ثم وجد ذاته لاحقاً مواطناً في هولندا، أؤمن أن الفن قادر على إعادة تعريف الرموز وتحرير الصور من صمتها التاريخي لتصبح أدوات
أضف تعليق
قواعد المشاركة