تراثي

متحف فلسطين في اسطنبول

منذ سنتين   شارك:

الكاتب والباحث ابراهيم العلي

انبثقت فكرة إنشاء متحف فلسطين في تركيا من الضرورة التي تشهدها المرحلة التاريخية للقضية الفلسطينية، حيث يفرض الواقع تقديم الرواية الفلسطينية بشكلها الصحيح إلى أبناء الأمة العربية والاسلامية التي تمكنهم من الدفاع عن الحق الفلسطيني وتعطيهم الحجة القوية للرد على الدعاية السوداء التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي تجاه فلسطين وشعبها المكلوم.

 

كما أن الجالية الفلسطينية الآخذة بالاتساع في تركيا على حد سواء من كل الشرائح والفئات العمرية وجهات القدوم كالطلاب واللاجئين من الدول العربية التي تشهد نكبات وأزمات مثل العراق وسورية ولبنان وغيرها من مناطق الوجود الفلسطيني على فترات زمنية مختلفة. ونشوء جيل كامل بعيداً عن فلسطين او حتى عن دول الطوق التي تضم عشرات المخيمات التي تساهم الى حد كبير في صقل هوية الفلسطيني وتعزيز انتمائه لفلسطين والتعرف عليها من خلال الانشطة والفعاليات التي كانت تشهدها حتى سميت بفترة من الفترات " المخيمات موالد الثوار " . فكل هذه الاسباب تستدعي وجود معلم وطني فلسطيني يقدم المعرفة بجزئياتها المتنوعة من تاريخ وأدب وثقافة وتراث و.... الخ. يبين حضارة فلسطين وشعبها الضاربة في عمق التاريخ. ويدحض اكاذيب الاحتلال وافتراءاته بأن " فلسطين أرض بلاشعب لشعب بلا أرض " .

 

المتحف الفلسطيني أداة مهمة لمقاومة الإحتلال :

يحمل المتحف في ثناياه عبق التاريخ وجمال الجغرافية وطيبة أهل البلد بفلاحيهم ومدنهم وباديتهم ، وكذلك رجال فلسطين من الأدباء والشهداء والاسرى .

فعند الوصول الى الباب يقف الزائر امام لوحة تجسد حارات يافا الوادعة الجميلة وضعت على الجدار الخارجي للمتحف، وفي الممر الموصل الى القاعة الرئيسية استندت الى الجدار خارطة فلسطين التاريخية التي تظهر مدنها وقراها بمقابل لوحة بانورامية مصورة تعرض السردية التاريخية الفلسطينية من خلال قرابة الثلاثين محطة تاريخية رئيسية تبدأ منذ الفتح الاسلامي وتنهي عند معركة سيف القدس.

 

وفي القاعة الرئيسية للمتحف تتموضع زاوية للتراث الفلسطيني علق فيها الثوب الفلسطيني المطرز يدوياً بأشكال متعددة، الى جانب صندوق العروس وبعض التجهيزات والأدوات التي كانت موجودة في غالبية البيوت كمكواة الفحم وماكينة الخياطة اليدوية وغيرها.

 

كذلك لا تغيب الاثار الفلسطينية والمعالم التاريخية والرموز الدينية الاسلامية والمسيحية مثل المسجد الأقصى وسور عكا وقصر هشام ومغارة ميلاد السيد المسيح وغيرها، بالإضافة إلى صور من الحياة اليومية الادارية والعلمية والاعلامية عبرت عنها مجموعة من الوثائق وصفحات الصحف التي كانت تصدر قبل عام 1948.

 

كما يضم المتحف قاعة للفن والأدب الفلسطيني يتعرف الزائر فيها على العديد من القامات الفنية والأدبية الفلسطينية التي عاصرت النكبة ، كما جهزت القاعة بجهاز لعرض الأفلام القصيرة لكل الشرائح العمرية .

كما يبرز المتحف مقاومة وتضحيات الشعب الفلسطيني من خلال عرض لصور القادة الشهداء وابراز قضية الأسرى واللاجئين والانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني كالمجازر وبناء الجدار العازل.

 

ويتنقل الزائر داخل المتحف الى زاوية المطبخ الفلسطيني الذي يحتوي على مجموعة من أدوات المطبخ الفلسطيني كالبابور والهاون والجاروشة ومرتبانات المونة.

ويختتم الزائر جولته في سوق باب السلسلة للمواد التراثية حيث يعرض فيها تشكيلة واسعة من الهدايا التراثية المشغولة يدوياً. إلى جانب الزعتر والزيت والميرامية والحلوى الفلسطينية.












السابق

فلسطين الأول عربياً في بطول الحساب الذهني -تونس 2023

التالي

ابن "مخيم الرمل" يفوز بـ4 ميداليات خلال منافسات "كأس العرب"


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

المقاومةُ قدرُ الأحرارِ: قاوِم حتى لو كنتَ أعزلَ

في لحظاتِ الحياةِ الفاصلة، عندما يُخيَّر الإنسانُ بين الاستسلامِ والمقاومة، بين الذُّلِّ والكرامة، يسطع نورُ الشجاعةِ كقيمةٍ أبدية… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون