شبكة العودة الإخبارية-احمد موسى / إسطنبول

بعد أن قامت قطعان الاحتلال الصهيوني بمصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية التي تعود ملكيتها لأصحابها الشرعيين. ورداً على قرار الحكومة الصهيونية حين صادقت عام 1976 على مصادرة 21 ألف دونم تعود ملكيتها لفلاحين فلسطينيين من بلدات سخنين، وعرابة، ودير حنا، وعرب السواعد، بهدف تخصيصها لبناء المزيد من المستوطنات، علماً أن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 1948 حتى 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 1948.

وعلى إثرها اندلعت مواجهات بين أبناء شعبنا الفلسطيني وقطعان العصابات الصهيونية، وتحديداً يوم ٣٠ آذار من العام ١٩٧٦، عندما أصدر الكيان الغاصب قرار منع التجوال.

رفض الشعب الفلسطيني القرار وضرب به عرض الحائط فكان يوماً ملحمياً ارتقى على إثر المواجهات ستة شهداء وعشرات الجرحى والأسرى. كما كان يوما محورياً في الصراع على الأرض وعبر للملأ عن علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي الصهيوني.

ولأن فلسطين حاضرة في الفكر والوجدان الفلسطيني فإن هذه الحادثة لم تصرف الفلسطينيين عن التمسك بحقوقهم، ولم تكن مدعاة للخنوع أو الركون في الدفاع عن أرضه وعرضه ضد قطعان المستوطنين وأدوات سلطات الاحتلال الصهيوني المستمرة لتدنيس وسرقة ما بقي من أرض فلسطين التاريخية.

لقد عبر الفلسطيني عن انتمائه لفلسطين ولأرضها على مدى سبعة عقود ونيف، رغم جهود العصابات الصهيونية ضد هذا الانتماء من خلال الترهيب تارة والقتل تارة أخرى، لكن أصحاب الأرض الحقيقيين كان لهم رأي آخر وردٌ اخر عبروا فيه عن انتمائهم لأرض فلسطين؛ أرض كنعان، لأن أرض فلسطين محفورة في الذاكرة جيلاً بعد جيل ولا تقبل القسمة إلا على الفلسطيني نفسه.

إن حراك الأجيال الفلسطينية المتتابعة يبعث في نفوس أبناء أمتنا العربية والإسلامية الأمل ويوقظ الوعي بين شبابها في استنفار روح الجهاد من خلال التضحيات العظيمة التي يقدمها على مذبح الحرية والتحدي والمواجهة مع الكيان الغاصب.

وهذا دليل حي على عظمة ومكانة وبركة فلسطين كما وصفها القرآن الكريم في محطات إيمانية، تجلت في اهتمام كل أبناء شعبنا بكافة أطيافه من المخلصين، مدركاً أن هذه الأرض المقدسة هي أولوية لدى الشعب في الداخل والخارج.