مسبح في منزل بمخيم عين الحلوة

منذ 6 سنوات   شارك:

وجد طفلٌ فلسطيني يعيش في مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا جنوبي لبنان بديلاً عن البحر الذي يعجز أطفال المخيم عن الذهاب إليه بسبب الضيق المادي، فبنى مسبحاً في غرفة في منزله
كثير من الأطفال القاطنين في المخيّمات الفلسطينية لا يستطيعون الاستمتاع بالذهاب إلى البحر صيفاً بسبب عدم قدرتهم على تحمل التكاليف المادية. وفي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا في جنوب لبنان بادر طفل لا يتجاوز عمره الرابعة عشرة إلى افتتاح مسبح للأطفال في منزله بهدف ترفيه الأطفال وتأمين دخل مادي.

بمساعدة والده، استطاع الطفل عمر عزام محمد أن يبني مسبحاً في غرفة في بيته الذي يقيم فيه مع عائلته. يقول عمر: "جاءت فكرة المسبح بعدما كنّا قد افتتحنا سابقاً محلّاً للألعاب الإلكترونية في المنزل. اشترى والدي الحجارة والبلاط، وبدأنا نملأه بالمياه يومياً عند الساعة الثانية عشرة ظهراً. كان الأمر تجربة بالنسبة إلينا لنرى إذا ما كان الأولاد سيقبلون عليها.

بدأت الفكرة تجد إقبالاً من الأطفال، خصوصاً أننا نؤجرها في مقابل مبلغ بسيط هو ألف ليرة لبنانية (أقل من دولار) في الساعة الواحدة. يومياً، يستقبل مسبحنا المتواضع نحو عشرين طفلاً. كانت هذه الغرفة بديلاً جيداً خصوصاً أن كثيرين لا يستطيعون الذهاب إلى المسبح الشعبي بسبب الكلفة المالية. كما أن بعض الأهل يخشون على أولادهم من السباحة في البحر، عدا عن التلوث".

أدهم هو أحد الأطفال الذين يأتون إلى هذا المنزل للسباحة. يقول إنّ وجود هذه البركة في المخيّم مهم جداً. "نظراً إلى السعر المرتفع للمسابح في لبنان، عدا عن بدلات المواصلات والطعام، ليس في إمكاننا نحن أولاد المخيّمات الذهاب إلى تلك المسابح. كما أن البحر غير آمن، وقد وضعت البلديات رسوماً للدخول إلى بعض الأمكنة. من جهة أخرى، يمنعنا الوضع الأمني في المخيم من التأخر خشية حدوث أي توتر أمني ونحن في الخارج. لذلك، كان هذا المسبح المتواضع هو البديل. بالفعل، أوجد لنا فرصة جيدة للتمتع بالسباحة في هذا المكان".

بدوره، يقول لؤي: "نحن أولاد المخيم ليس لنا أمكنة للعب بسبب قرب البيوت بعضها من بعض، وغياب المساحات. لذلك، فإن هذا المسبح المتواضع هو ملاذنا في العطلة الصيفية هذا العام، إذ إننا جميعاً نحب السباحة. لكن على الرغم من ذلك، فإن هذا المسبح ليس بديلاً عن البحر، وسنحاول الذهاب إلى البحر".

ويوضح الناشط الشبابي أحمد ساري: "ليس غريباً على أولاد المخيّم أن يبتكروا ما يستطيعون التنفيس به عن أنفسهم. وبعدما حرم الأطفال من المسبح الوحيد الذي كان موجوداً في المخيم في مجمع منصور عزام نتيجة بناء جدار حول المخيم، لم يعد لديهم أي متنفس".

ولأنّه ليس للأطفال مساحات شاسعة للّعب، كان لا بد من إيجاد بدائل عن الشوارع والزواريب الضيقة. وحتى لو لجأوا إليها، سيصرخ الأهالي في وجههم لأنهم يقلقون راحتهم، بحسب ساري. يضيف أن "أطفال العالم ينعمون باللعب والمرح. ولأنّ أولادنا يحتاجون إلى ممارسة هذه الحقوق، فكر عمر في أن يجد بديلاً من أجل الأطفال، فكان المسبح الصغير في غرفة في المنزل، علماً أن الغرفة نفسها كانت مخصصة لألعاب الفيديو".

في البداية، ملأ عمر بركة صغيرة بالمياه. وعندما وجد إقبالاً على البركة، قرر أن تكون هذه الغرفة مسبحاً صغيراً، على أن يتقاضى من الأولاد مبلغاً زهيداً وهو ألف ليرة لبنانية، بالمقارنة مع المسابح التي يتجاوز السعر فيها 15 دولاراً خارج المخيم، والتي ليس باستطاعة أولاد المخيم الذهاب إليها بسبب ظروفهم المادية الصعبة، علماً أن كثيراً من القاطنين في المخيم يعانون من البطالة".

يضيف: "بصفتي ناشطاً شبابياً، أرى أن هذا المكان يعد متنفساً للأولاد الذين هم في حاجة فعلاً للتنفيس عن أنفسهم، إضافة إلى عدم انجرارهم خلف الظواهر السيئة التي تصدر لنا من الخارج، من أجل تدمير الشباب في المخيم. كما أن هذا المكان يوفر لهم اللعب بأسعار زهيدة يستطيعون توفيرها من مصروفهم من دون أن يرهقوا أهلهم".

يتابع أن هذا المسبح يستقبل ثلاثين إلى أربعين طفلاً في اليوم، ما يوفر الراحة النفسية للأولاد. يضيف: "يحق لأطفال المخيم اللعب والمرح كسائر أطفال العالم". ويمكن للأطفال خلق الكثير من الأفكار إذا ما شعروا بحرمان في مكان ما في ظل الضائقة الاقتصادية التي يعيشها أهلهم والتي تؤثر عليهم بالدرجة الأولى، والوضع الأمني المتوتر دائماً". الطفل عمر لم ينتظر تمويلاً من مؤسسة أو جمعية ما لبناء المسبح. وانطلاقاً من إدراكه حاجات الأطفال، فكر مع والده في المسبح الذي كانت كلفة بنائه مرتفعة نوعاً ما بالنسبة إليه، لكنه استطاع إسعاد الأطفال وإيجاد فرصة كسب مادي ولو زهيدة بالنسبة إليه. ويختم قائلاً: "المخيم جميل والمسبح أحلى. لكن إذا عدنا إلى فلسطين، سنكون سعداء أكثر".

هذه المبادرة وغيرها تأتي من جراء الحاجة الكبيرة لأطفال المخيم للتعبير عن أنفسهم من خلال اللعب. وستزداد هذه الحاجة في العطلة الصيفية، إذ يكون الأطفال أحراراً من أية التزامات، ويرغبون في التسلية بعد عام قضوه منشغلين بالواجبات المدرسية.
 

المصدر: العربي الجديد 



السابق

باحثان فلسطينيان يشاركان في ورشة عملٍ حول الطب الحيويّ في إسلام أباد

التالي

فنانة فلسطينية تُغنى في لندن لأول مرة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

أم ناظم: دموعُ الانتظارِ وحلمٌ ماتَ في أحضانِ الغيابِ!

في أزقّةِ مخيّمِ شاتيلا، حيثُ تختلطُ رائحةُ الأرضِ المبتلّةِ بدموعِ المنفى، وحيثُ تروي الجدرانُ قصصاً عن اللجوءِ والمقاومةِ، سكنت … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون