باءت جميع محاولات محمود فروخ (45 عامًا) بالفشل في منع دخول البعوض إلى منزله القريب من مكب النفايات وأحواض الصرف الصحي في شمال غرب قطاع غزة.

ويشتكي فروخ من انتشار البعوض والروائح الكريهة التي تصل منزله الذي لا يبعد سوى أمتار عن مكب النفايات, مشيرًا إلى إصابة أطفاله بأمراض عدة كالالتهابات والاحمرار في الجسم والحكة جراء لدغات البعوض التي لا تتوقف ليلاً و نهارًا.

ويشير فروخ لـ"فلسطين" إلى أن الروائح الصادرة من المكان تحرمه هو وأفراد عائلته من فتح نوافذ المنزل خشية من دخول الحشرات واستيطانها في منزله، لافتًا إلى أن سكان الحي قدموا شكاوى عدة للبلدية لإنهاء تلك المشكلة لكن من دون جدوى، كما قال.

ويدعو هذا المواطن المعنيين إلى العمل على نقل مكب النفايات وأحواض الصرف الصحي من المكان لما تشكله من خطر على سكان المنطقة، بالإضافة لمكافحة البعوض بشكل مستمر.

وتبلغ مساحة مكب النفايات الواقع إلى الشمال من مدينة بيت لاهيا نحو عشرة دونمات، ويصله بشكل يومي قرابة "30" ألف طن من النفايات الصلبة، وفق ما يؤكد رئيس بلدية بيت لاهيا عز الدين الدحنون.

ويقدر حجم المياه العادمة من مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وقرية أم النصر، الواردة إلى أحواض الصرف الصحي، بما يزيد عن "25" ألف متر مكعب بشكل يومي.

ولا يختلف الحال كثيرًا عن المواطن خليل أبو ظاهر (57 عامًا) الذي يشتكي من تكاثر البعوض ووصولها للأبراج القريبة من مكب النفايات.

ويشير أبو ظاهر، وهو أحد سكان أبراج الندى لـ"فلسطين" إلى أن سكان المنطقة يعانون من تلك الظاهرة مع بداية صيف كل عام دون أن تتم معالجتها بالشكل السليم، مضيفًا: "إن أحواض الصرف الصحي منبع الأمراض وتكاثر البعوض".

ويتهم أبو ظاهر، بلديات الشمال بالتقصير في مكافحة الحشرات لا سيما وأن موعد تكاثرها هو بداية فصل الصيف، لافتًا إلى أن عملية مكافحة الحشرات تقتصر على بعض المناطق دون الأخرى، وأن عمليات المكافحة تتم بطرق بدائية.

ويرى أن انتشار الحشرات والروائح الكريهة التي تصل من النفايات وأحواض الصرف الصحي بحاجة إلى حل جذري وتضافر الجميع لإنهائها، داعيًا بلديات الشمال لتحمل مسؤولياتها والتخفيف من معاناة المواطنين.

ويشتكي سكان أبراج العودة والندى شمال قطاع غزة, من قيام موظفي بلدية بيت لاهيا بحرق النفايات، محذرين من كارثة بيئية قد تحدث جراء استمرار حرق النفايات التي لم تتوقف منذ فترة طويلة والتي تقتحم منازلهم.

وعبر سكانٌ خلال حديثهم لـ"فلسطين" عن انزعاجهم من تلك العمليات لا سيما في ساعات الصباح والمساء، واصفين إياها بالخانقة, ما يمنعهم من الخروج من منازلهم خشية تعريضهم للأمراض أو الاختناق.

مكب مؤقت

من جهته، قال رئيس بلدية بيت لاهيا عز الدين الدحنون: "إن مكب النفايات سينتهي خلال فترة قليلة لأنه يشكل خطرًا بيئيًا حقيقيًا على سكان المنطقة، وذلك من خلال التعاون مع وزارة الحكم المحلي وسلطة جودة البيئة و"UNDB"، لافتًا إلى أنه سيتم زراعته بالأشجار الخضراء، وإيجاد محطة ترحيل صغيرة للنفايات.

وأضاف الدحنون لـ"فلسطين" أن "مكب النفايات وجد اضطراريًا كمحطة ترحيل يخدم شمال القطاع، ومن ثم أصبح يخدم بلدية بيت لاهيا وقرية أم النصر، نظرًا لصعوبة الوصول لمكب جحر الديك والاجتياحات المتكررة التي تقوم بها سلطات الاحتلال للمنطقة، ولعدم قدرته على استيعاب كميات كبيرة من النفايات.

وأشار إلى أن بلديته لا تتمكن من ترحيل النفايات للمكب الرئيس شرق جحر الديك نظرًا لضعف السيولة والجباية والحصار المفروض على القطاع وتعطل الآليات لانتهاء عمرها الافتراضي.

واتهم رئيس البلدية، بعض المواطنين بالقيام بحرق النفايات بصورة متعمدة، محذرًا من مخاطر تلك العملية التي تتسبب في انتشار الأمراض وعدم قتل البعوض، مؤكدًا أن بلديته تكافح الحشرات في أحواض الصرف الصحي ومكب النفايات ومختلف مناطق المدينة بصورة مستمرة.

وأكد الدحنون، أن بيت لاهيا تعاني من انتشاء البعوض الناجمة عن أحواض الصرف الصحي، لافتًا إلى أن بلديته تعمل بشكل مستمر لإنهاء تلك المشكلة، داعيًا بلديات الشمال للوقوف عند مسؤولياتها والقضاء على الحشرات في تلك المنطقة.

ونوه إلى أن 95% من مشروع نقل مياه الصرف الصحي شرق القطاع قد أنجز، وبعد استكمال المشروع سيتم نقل وترحيل مياه الصرف الصحي من الأحواض القريبة من مدينة بيت لاهيا لمحطات المعالجة.

ودعا رئيس بلدية بيت لاهيا، مواطني المدينة لترشيد استهلاك مياه الشرب، والالتزام بتعليمات البلدية، مؤكدًا أن بلديته شرعت بحملة لضبط الوصلات غير الشرعية على شبكة المياه.

المصدر: فلسطين أون لاين