في القدس احتلال جاثم منذ 47 عاماً، في القدس جرح نازف ينتظر من يألمه، في القدس تتلمس الصمود في عيون الشيوخ، في القدس طفل يسير حافي القدمي يلتقف حجرا باتجاه العدو، في القدس حياة يرتعد أمامها جبروت الاحتلال..فالقدس قبلت على مر الأزمان كل التناقضات ولكنها لم تنحني لاحتلال.

يقول مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشيح أحمد ياسين "نحن نرفض أي تنازل عن القدس أو أي جزء منها، أو أي ذرة من ترابها. لذا فإننا سنقاوم بشدة أي سيادة صهيونية أو دولية عليها، ونعتبر التسوية الحالية التي تسعى أمريكا والصهيونية العالمية إلى فرضها على شعبنا الفلسطيني تسوية ظالمة.

بينما يؤكد الرئيس الراحل ياسر عرفات أنه: "سيأتي يومٌ يرفع فيه شبلٌ من أشبالنا، وزهرةٌ من زهراتنا، علم فلسطين فوق كنائس القدس، ومآذن القدس، وأسوار القدس الشريف".

بدوره، رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل، يشدد :" لا خيار في استعادة القدس المحتلة إلا بالمقاومة، ولا فلسطين ولا قضية فلسطينية بدون القدس، وعلى العدو الصهيوني أن يحسب ألف حساب لما هو قادم".

معلومات عن السكان:

1. في عام 1948 انقسمت مدينة القدس إلى قسمين غربي وشرقي، فخضع الجزء الغربي من المدينة لسيطرة الكيان الصهيوني، بينما بقي الجزء الشرقي منها تحت سيطرة المملكة الأردنية. وسيطرت القوات الإسرائيلية في حزيران من العام 1967 أيضًا على الجزء الشرقي من المدينة، وأعلنت القدس "مدينة موحّدة".

2. يعيش في القدس أكثر من 815 ألف شخص: 515 ألف يهودي، و 300 ألف عربي، أي ما نسبته 38% من عدد السكان الإجمالي.

3. كان يسكن في المدينة في العام 1948، 160 ألف نسمة، من بينهم 100 ألف يهودي والبقية كانوا من العرب.

معلومات عن المساحة:

1. قدرت مساحة القدس، عام 1946 (قبل التقسيم)، بـ 20,199 دونماً (الشطر الشرقي 868 دونم + الشطر الغربي 868 دونم + خارج أسوار المدينة القديمة 18.463 دونماً).

2. قدرت مساحة القدس، عشية حرب 1967، بحوالي 44,500 دونماً (الشطر الشرقي 6500 دونماً + الشطر الغربي 38000 دونماً) .

3. 14% فقط من مساحة القدس الشرقيّة مُخطّط لغرض البناء الفلسطينيّ السكنيّ. وتصل نسب البناء القصوى في الأحياء الفلسطينيّة إلى 25%-50%، فيما تراوح في الأحياء اليهوديّة بين 75%-125%، ومنذ مطلع عام 2014 هُدم 17 بيتًا ومبنًى على الأقلّ.

الجدار العازل:

1. بدأ بناء الجدار عام 2002 في عهد حكومة شارون في ظل انتفاضة الأقصى التي اندلعت سنة 2000.

2. في نهاية عام 2006 بلغ طوله 402 كم من أصل 700 كم مخطط بنائه.

3. يتكون الجدار من 14 مقطعاً يعزل 64 تجمعاً فلسطينياً يقطنها أكثر من 107 ألف فلسطيني. ويضم 107 مستوطنة إسرائيلية يقطنها قرابة 400 ألف مستوطن إسرائيلي.

* معارك القدس

ارتقى، عام 1948، في معارك القدس، من أهلها، 4335 شهيداً، هذا عدا عن الشهداء العرب.

معركة القدس القديمة

بعد معارك قاسية استسلم الحي اليهودي في القدس القديمة في 28/5/1948، وأورد عبد الله التل، أحد قادة الجبهة الأردنية بحرب فلسطين، رأيه عن معركة القدس ونتائجها في مذكراته عن حرب فلسطين وكانت كما يلي:

-كانت تلك أهم معركة خاضتها الجيوش العربية في حرب فلسطين لأنها أتت بنصر تاريخي لا تنمحي آثاره، فقد كانت السبب في بقاء القدس القديمة وما جاورها من الأحياء في بيد العرب حتى عام 1967.

- قتل في تلك المعركة ما يزيد على (370) يهودياً من المحاربين المتعصبين بينهم (136) من عصابة الأرغون، وجرح ( 180) وجدهم الجيش العربي في المستشفى وكانت جراح نصفهم خطيرة.

- أخذ الجيش العربي من اليهود (340) أسيراً وهم العدد المماثل تقريبا لما أخذه الجيش العربي من مستعمرة كفار عصيون.

- طُهرت القدس المقدسة من اليهود ولم يبق بها يهودي واحد، وذلك لأول مرة منذ أكثر من ألف عام.

- حطمت تلك المعركة وما أنتجته من نصر ساحق كبرياء اليهود وأذلتهم إذلالا كبيرا، وأدخلت الرهبة والرعب في قلوبهم – إلى حين، لأنهم توقعوا لمائة ألف يهودي في القدس الجديدة نفس المصير الذي لاقاه أخوانهم في القدس القديمة، وقد اعتبرت تلك الهزيمة أكبر ضربة لليهود، وخاصة من الناحية المعنوية إذ أبعدتهم عن المبكى وعن الحي اليهودي لأول مرة منذ خمسة عشر قرناً.

معركة بيت سوريك

تقع بيت سوريك شمال غرب القدس، وتشرف على الطريق بين السهل الساحلي والقدس. وقام القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني ببث العيون لجمع المعلومات عن الأنشطة العسكرية للصهاينة، فكان من ضمن الأنباء التي تلقاها أن الصهاينة سيرسلون إلى القدس قافلة من السيارات تحمل التموين يوم 19/1/1948، وأفادت المعلومات أن القافلة سيحرسها الصهاينة وقوات الانتداب البريطاني.

عقد عبد القادر الحسيني اجتماعاً مع قادة قطاعات قرى ساريس والقسطل وقالونيا وصوبا، وكان في الاجتماع كامل عريقات وإبراهيم أبو دية، وتم في هذا الاجتماع وضع خطة لتدمير القافلة والقوات التي تتولى حراستها على أن يقود الهجوم بنفسه.

تغيرت الخطة لأن القافلة غيرت مسارها إلى بيت سوريك فانتقل المقاتلون العرب إلى تلك القرية، وعند الظهر وصلت القافلة إلى الكمين الجديد، فانقض عليها المهاجمون العرب من كل الجهات، وقاموا بتفجير الألغام تحت العربات، فأخذ الصهاينة يتركون العربات ويفرون باتجاه مستعمرة الخمس، فانتهت المعركة بتدمير القافلة وقتل عدد كبير من الصهاينة والإنجليز وفرار الأحياء منهم.

أصدر الحسيني أمراً لقواته بعدها بالتراجع، وقد كانت خسائر الجانب العربي في هذه المعركة سبعة شهداء، لكنهم غنموا كمية كبيرة من الذخيرة والبنادق والرشاشات.

عمليات فرقة التدمير العربية

أسس عبد القادر الحسيني فرقة التدمير العربية، وأوكل قيادتها لفوزي قطب، الذي كان خبيراً بصنع المتفجرات.

وكان لهذه الفرقة الفضل الأكبر في أعمال النسف والتدمير للمناطق اليهودية، وكان من نشاطها نسف الجسور والعيارات وخطوط السكك الحديدية، وبعض طرق المواصلات، وعطلت خطوط الهاتف وأنبوب نفط العراق الواصل إلى حيفا.

وكان لأعمال فرقة التدمير وللألغام التي بثتها حول السور فضل كبير في صد الهجوم الذي قام به اليهود على باب الخليل، وباب النبي داود في اليومين السادس عشر والسابع عشر من شهر أيار/مايو 1948، وفي معركة باب الساهرة وحماية القدس من السقوط. كما كان لهذه الفرقة دور مشهود في سقوط الحي اليهودي في البلدة القديمة.
ومن أهم أعمال فرقة التدمير العربية:

- نسف شارع هاسوليل و البالستاني بوست فى 1/2/1948.
- نسف شارع بن يهودا في القدس فى 22 / 2 / 1948 .
- نسف دار الوكالة اليهودية 11/3/1948.
- نسف مستعمرة ميكور هاييم في 13 / 3 / 1948 .
- نسف حي المنتفيوري في 23 / 3 / 1948 .
- نسف قافلة كفار عصيون في 27 / 3 / 1948 .
- نسف طريق القسطل في 5 / 4 / 1948 .
- نسف قافلة هداسا في 13 / 4 / 1948 .
- نسف مستعمرة النبي يعقوب في 17 / 5 / 1948 .
- نسف السكة الحديدية بين القدس ويافا .