الكثير مما تراه بعينك تراه بعين روحك أولاً- الطالبة روند حرز الله

منذ 7 سنوات   شارك:

شبكة العودة الإخبارية

في جولتي الميدانية التي خرجت إليها مع زملاء محاضرة (الحضارة الأوروبية المعاصرة) انطلاقًا من سُردا ودير بزيع، وانتهاءً بمدينة نابلس. فهمتُ أن الشهادة كلمة عميقة تضرب في جذور الحُب يتسلل وجعها إلى قلوبنا كلنا، فنحن الفاقدون والمفقودون. وأن التسلسل البطيء لحياتنا يُخرجنا في أحيانٍ كثيرة مثل زوبعة حقيقة. فبعد أن التقينا بأهل الشهيد مهند الحلبي في منطقة "سُردا"، وجدتُ أن قناعة الشهيد قناعةٌ جاءت من تسلسل متواصل من المجابهات الوطنية، من حُبه العميق للوطن الذي يعيش فينا، ونعيشه قناعة جاءت من سماع صوت الأرض، وفهم لغة السماء، ولغة الزوارق.

في بحرٍ يوصل المعنى الحقيقي للشهادة إلى جزر أخرى بعيدة. بكيتُ أثناء تحدث أُمه فالبكاء ثورة تأتي بعد سلسلة تحضيراتٍ تتسلح بلون الذاكرة ورائحتها، ولكن أمه لم تبكي، بل تكلمت إلينا مثل سيفٍ منتصب يلمع، كادت جوارحي ترفض الخوض في رحلةٍ أُخرى خلت أن الأرض عقاب، ولكن القانون لا يعاقب ابن الأب لارتكاب الأب فعلة ما، فنحن لن نعاقب على خطيئة أبينا آدم نحن على الأرض لأننا يجب أن نكون. فهمتُ أن النسبية الثقافية أكثر من كونها تواضعًا ولكنها تلك التي لم تستخدمها معظم الشعوب كوسيلة لغرس الحب في أرض المضطهدين، ولكن غُرست مبادئ معولمة أنست الكثير من المجتمعات طبيعة الاختلاف بينهم، وكأن لكل منطقة صوتًا محليّا مُميزًا. فهمتُ أن السيطرة تبدأ من الغطرسة، من الفوقية الساخرة ومن اللإنسانية. من وجود غريزة أنانية يترسخ مفهومها تحديدًا في رؤيتنا لكأس الرأسمالية، من كل الجوانب.

رأيتُ أثرًا تاريخيًا في منطقة " دير بزيع"، وهو عين بُبين. وشعرتُ بآثار أقدامٍ رومانية تتعرق على جسد الأرض. علمتُ بأننا سلسلةُ قصص وأن الزمان كتلة من التاريخ، والتطورات الممنهجة، من سياسات سلطة تعد نفسها شبكة عنكبوتية. وهي في الأصل عقربة تُخرج سمها في عقم التعب فتوقظه. وعندما طلّت قصة العمر لامرأة قوية وهي السيدة " فاطمة منصور ( آمنة)"، مديرة مدرسة ثانوية سابقة أحدثت على بقعةٍ تقف عليها نورًا يتسلط على عتمة كسلنا، على خمول المكان والزمان. نستطيع لمح ثورات المُثابرة التي خاضتها مقابل وصولها للمعرفة فيما تحدثت عن قطعها مسافات زمنية تترك آثارها على روح الأرض للوصول إلى مدرستها بعد تشعب قوات الاحتلال في مناطق عيشها.

وهنا نرى جسامة تأثير الاحتلال، وتعقيده المُركب. فهو يبدأ من المعرفة، من خلع هذه المعرفة، من محو اللغة الأُم، والخوف من جيل يفهم معنى أنه ولد من رحم الوطن. وأخيرًا التقيت بعين الرحمة التي رأيتها في مستشفى جامعة النجاح " الدكتور سليم حاج يحيى"، وفهمتُ أن الثروة الحقيقة هي أن تكون مميزًا متواضعًا مُحبًا لأرضك. ومُختارًا رعاية أهلها، وتقديم العطاء لهم لترك بصمة من الخير فيها وتفضيلها على الغرب للوصول إلى ما هو أسمى.

فماذا إذًا؟ أليس لنا حق مُشبع بالوطنية، والانتماء لغرس مبادئ في الأجيال، ولحضن الهوية، ولإحداث ثورة عقلانية من المعرفة والإيمان. 



السابق

18 فيلماً من 6 دول بينها فلسطين تتنافس على مسابقة مهرجان الجونة السينمائي

التالي

فلسطيني يصنع قارب صيد من عبوات بلاستيكية فارغة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزة.. حين انقلب التاريخ من مهبط الرسالات إلى مهبط الطائرات!

في الأزمنة البعيدة، كان الشرق الاوسط  قلب العالم، ونافذة السماء إلى البشر، ومسرح الوحي الذي غيَّر وجه التاريخ. على هذه الأرض مشت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير